يستعرض برنامج "ركن كتاب" والذي يبث على إذاعة عمان نت، كتاب "فلسطين إليكم الحقيقة"، للكاتب جوزيف جيفريز ترجمة احمد خليل الحاج. ويدحض الكتاب الحق التاريخي لليهود بفلسطين، وحاول الكتاب أن يقدم حلول للمشكلة، كما وتناول الأحداث التاريخية التي تشكلت منها القضية برمّتها، من دور الحركة الصهيونية فيه، أظهار ما أخفته الحكومات البريطانية من أسراره ووثائقه، وتسليط الضوء على أبعاد لغوية للوثائق والنصوص إلى جانب السخرية من كثير من المواقف والعبارات.حمل هذا الكتاب الكثير من التنبؤات التي دلت على عمق بصيرة المؤلف جوزيف جيفريز، وهو الذي ربط المقدمات والنتائج المتوقعة، وقد تحققت نبوءاته كما لصهيوني ومشاريعه، وظاهرة ملاحقة المفكرين الذين وقفوا على حقيقة الحركة الصهيونية وأساليبها الخبيثة، ظاهرة تستحق التوثيق والدراسة، كما تستحق أن تسلط عليها الأضواء، تقديرا لشجاعة هؤلاء المفكرين وجهودهم في أظهار الحقيقة والدفاع عنها.



واعتمدت الحلقة على دراسة الدكتور والباحث صلاح جرار للكتاب، والتي قدمها في محاضرة خصصت للكتاب في منتدى شومان الثقافي قبل فترة وجيزة.



ورصد الدكتور صلاح جرار في كتاب "فلسطين: أليكم الحقيقة"، ما حاول أن يظهره المؤلف جيفريز، وما الذي وقع للكتاب والمؤلف.



وتناول الدكتور صلاح جرار شخص جيفريز والذي قام بالسفر إلى فلسطين لتحرّي الحقائق فيها، وإلى مصر في أوائل العام 1915 لمتابعة بعض الأحداث، وعاد إليها ثانية بعد خمس سنوات لكتابة تقرير عن العلاقات الإنجليزية المصرية، ولما توّج فيصل ملكا على سوريا وفلسطين ولبنان في هذه السنة سافر من مصر إلى دمشق، ومرات أخرى إلى فلسطين لتقصي الحقائق ونشرها في الصحف البريطانية، لاسيما تلك المتعلقة بوعد بلفور عبر لقاءاته مع بعض مذبّحي هذا الوعد وحديثه إليهم مثل: أدوين مونتاجو ومستر اسكويث، موضحا جرار أنه وبسبب انتصاره للعرب فقد ساهم جيفريز في إنشاء المركز العربي في لندن الذي أهدى هذا الكتاب لأعضائه، بهدف الدفاع عن القضية الفلسطينية، واستقطاب أصحاب الضمائر الحية في بريطانيا، واستضافة الوفود الفلسطينية والعربية التي كانت تأتي من فلسطين وغيرها لطرح قضيّتها العادلة أمام الرأي العام البريطاني الذي يتعرّض, بحسب جرار، لتأثيرات وضغوط واسعة وشديدة من الحركة الصهيونية وأنصارها لتأليبه ضد العرب، حيث لم يترك جيفريز عضوا من أعضاء البرلمان البريطاني بمجلسيه العموم واللوردات إلا سعى إليه وناشده أن يرفع صوته عاليا، مدافعا عن العرب.



واستعرض البرنامج لقطات من المحاضرة التي قدمها الدكتور جرار، ومن كلمته "هذا الكتاب الذي نشر بالإنجليزية أول مرة سنة 1939 ما زال جديداً، ليس لأن الكثير لم يطلع عليه، بل لأن القضية الفلسطينية التي يعرض الكتاب مشاهدها الأولى، ما زالت جرحاً مفتوحاً ونازفاً إلى اليوم والى أمد لا نعلم نهايته، حسب قول الدكتور صلاح جرار"، ويتابع "فالقضية التي يعالجها الكتاب قائمة ومستمرة وتتحكم في كثير من الأمور السياسية التي تجري من حولنا انه لا مناص أمام العرب كافة من قراءة الدرس الفلسطيني قراءة واعية ومتدبرة، لأن هذه القراءة سوف تساعدهم قطعاً على فهم ما آل أليه حال الأمة مؤخراً وما أصابها من انكسارات وتراجعات، كما أن هذه القراءة من دون ريب على قراءة مستقبل الأمة وتحملنا على تلافي الأخطاء والأخطار وتجنب المصائر التي تنتظرنا في طريق المستقبل والنهضة".



تبث الحلقة والتي تحمل الرقم (59)، يوم الثلاثاء الموافق 26/4/2005، الساعة الخامسة والنصف مساءً بتوقيت عمان، وتعاد الحلقة يوم الجمعة عصرا، كما يمكن للزائر عبر موقع إذاعة عمان نت الإلكتروني، أن يستمع إلى الحلقة بأي وقت كان، ومن خلال الصفحة بإمكان الزائر أن يعود إلى أرشيف حلقات البرنامج، أو يتعرف على فعاليات فنية ثقافية تقام في عمان.