فلتبق البوابة الأردنية مغلقة في وجه نتنياهو

الرابط المختصر

تناقلت وسائل اعلام معلومات عن زيارة مرتقبة سيقوم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الاردن قبل ان يتوجه الى واشنطن وبعد لقاء الرئيس المصري المتوقع هذا الاسبوع. اكثر من مسؤول رسمي نفوا ترتيب زيارة لنتنياهو في الثالث عشر من الشهر الجاري كما تردد لكنهم لم يستبعدوا حدوث زيارات في المستقبل القريب اذا ما وجدوا فيها مصلحة لعملية السلام.

عمليا فان الاردن يترك الباب مفتوحا امام نتنياهو لكن توجيه الدعوة يرتبط بمواقف لا بد ان يتخذها نتنياهو حتى لا تتحول الزيارة الى مكسب سياسي لرئيس وزراء اسرائيلي متشدد يرفض شروط السلام العادل ويهدد بسياسته الأمن الوطني الاردني.

ما يخشاه العديد من السياسيين الاردنيين هو ان يبدي نتنياهو مرونة شكلية تجاه عملية السلام فيبادر الأردن الى استقباله في عمان ثم ما يلبث ان يعود الى مناوراته الخبيثة التي خبرها السياسيون الاردنيون اكثر من غيرهم من دون ان يتراجع قيد انملة عن مواقفه المتشددة. ولا يشير سجل نتنياهو السياسي الى ما يوحي بامكانية تغيير مواقفه من دون ضغوط امريكية. ولذلك ينصح الكثيرون بعدم التفكير في دعوته للأردن وانتظار ما ستسفر عنه نتائج زيارته لواشنطن واعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما خطته للسلام في المنطقة.

لغاية الآن المؤشرات كلها سلبية ففي خطابه الموجه للمشاركين في مؤتمر »الأيباك« تجنب نتنياهو الاشارة الى حل الدولتين وغازل الاردن بدور أمني في الضفة الغربية داعيا الى توسيع مشاركة الاردن في برنامج تدريب الشرطة الفلسطينية التي يراهن عليها في قمع المقاومة الفلسطينية وحفظ أمن المستوطنين اليهود.

وما زالت حكومة نتنياهو المتطرفة تتجاهل المطالب العربية والدولية بوقف الاستيطان فقد كشفت صحيفة يديعوت احرونوت أمس ان نتنياهو قرر تخصيص المزيد من الاراضي لغايات »النمو الطبيعي« للمستوطنات. فيما تتواصل المشاريع الاسرائيلية لتهويد القدس وطرد سكانها العرب.

بعد زيارة الملك عبدالله الثاني الى واشنطن اخذ الاردن دورا دبلوماسيا وسياسياً فاعلا في المنطقة ونجح في تعزيز الاجماع العربي على شروط السلام العادل وكسب تأييد قوى دولية لهذا الاجماع. في المقابل بدا الخطاب الاسرائيلي معزولاً ومنفرا حتى لبعض اصدقاء اسرائيل التاريخيين. لكن اذا ما ابدى الاردن أي مرونة في العلاقة مع نتنياهو فان ذلك سيشكل انتكاسة لما تحقق من انجازات.

وما دامت مصر مستعدة لدفع ثمن اللقاء مع نتنياهو فما هو مبرر دعوته لزيارة الاردن?.

البوابة الاردنية ينبغي ان تبقى موصدة في وجه نتنياهو الى ان يغير مواقفه او يتغير.0