قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الخميس، إن الفصائل الفلسطينية أعلنت "قرارا وطنيا فلسطينيا" ينص على أنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلاّ بعد وقف شامل للعدوان على قطاع غزة.
جاء ذلك بعد أن برزت مؤشرات عن انفتاح بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس على هدنة جديدة بعدما أتاحت سابقتها التي استمرت أسبوعا في أواخر تشرين الثاني، إطلاق سراح محتجزين في قطاع غزة، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وإدخال مزيد من المساعدات للقطاع.
لكن إسرائيل تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل "القضاء" على حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فيديو نشره مكتبه "لن نتوقف عن القتال حتى... القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن لديها، ووضع حد للتهديد الآتي من غزة"، مضيفا "من يعتقد أننا سنتوقف فهو منفصل عن الواقع".
في المقابل، ذكر مصدر مقرّب من حماس الأربعاء، أن "المدخل الرئيسي لنقاش أي شيء هو وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة... للدخول في مفاوضات جدية لإنجاز صفقة تبادل أسرى".
ووصل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية على رأس وفد من الحركة إلى القاهرة "لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات العدوان الصهيوني"، وفق ما أعلن مكتبه.
وهذه المحادثات "ستتناول مناقشة اقتراحات عديدة منها أفكار تشمل هدنة مؤقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح حماس 40 أسيرا إسرائيليا من غير العسكريين"، وفق ما أفاد مصدر مقرب من حماس.
وأضاف المصدر لوكالة فرانس برس أن "هذه الهدنة قابلة للتجديد بعد التفاهم حول فئات ومعايير جديدة للتبادل" مشيرا إلى أن هذه "أفكار نوقشت في مباحثات إسرائيلية قطرية بعلم الإدارة الأميركية".
واستُشهد عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون بجروح، منذ فجر الخميس، ودُمرت عشرات المنازل والبنايات والشقق السكنية، والممتلكات العامة والخاصة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا منذ 76 يوما.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد عشرات الفلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح، في غارات الاحتلال المتواصلة على جباليا شمال قطاع غزة، وعلى عدة مناطق وسط القطاع.
واستشهد خلال الـ24 ساعة الماضية 55 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على منازل الفلسطينيين في مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
وقصفت زوارق الاحتلال بشكل مكثف مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء، ووقوع جرحى.
وأفاد الدفاع المدني في شمال قطاع غزة، بعدم تمكن طواقمه من الوصول إلى الشهداء والجرحى، بسبب القصف الإسرائيلي المكثف.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال لا تزال تحاصر مركز إسعاف جباليا، ما يهدد سلامة 127 فلسطينيا، بينهم كوادر طبية، و22 جريحا.
وتواصل قوات الاحتلال قطع خدمات الاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول، إلى ما لا يقل عن 20 ألف شهيد، بينهم 8000 طفل و6200 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 52600.