فريق لذوي إعاقة يجمع الأردنيين والسوريين، ما هي أهدافه؟
أسس طلبة أردنيون وسوريون من ذوي الإعاقة فريقا تطوعيا في إحدى الجامعات الأردنية، أطلقوا عليه اسم "الفريق السوري لدعم قضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة".
ويقدم الفريق، الذي انطلق قبل ستة أعوام، خدمات وأنشطة للأردنيين والسوريين من ذوي الإعاقة، إذ أن أعضاء الفريق من ذوي الإعاقة ولديهم وقت لتنفيذ الأنشطة، وفق ما تحدث به مؤسس الفريق عبادة العاسمي.
العاسمي، 26 عاما ولجأ من محافظة درعا السورية سنة 2012، بسبب الحرب هناك، يعمل مدربا في مجال تمكين وبناء قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، ويعيش في العاصمة عمان مع أربعة من أصدقائه من ذوي الإعاقة.
وينفذ الفريق برامج الدعم النفسي لذوي الإعاقة السوريين والأردنيين، إضافة إلى برامج تخص البيئة الدامجة وإمكانية الوصول إلى الأماكن العامة ومحاولة تأمين فرص عمل لذوي الإعاقة.
ويقول العاسمي إن "الفكرة اجت من واقعنا اللي عايشينه وعارفين شو الصعوبات والمعيقات اللي عم تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة، وبلشنا نعمل هادي المبادرات لنحسن واقع الأشخاص ذوي الإعاقة."
دعم مجتمعي للفريق
ورغم ما يواجه الفريق من صعوبات -تتمثل بعدم وجود دخل مادي وعدم تجاوب الجهات المانحة أحيانا- إلا أن الفريق يواصل نشاطاته، خصوصا في ظل الدعم المجتمعي لعمله.
"المجتمع المحلي متجاوب ومتفهم، واقتنعوا بفكرنا، تجاوب الناس وتقبلهم لنا ولأفكارنا هو ما يدفعنا لتكملة الطريق والعمل في الفريق التطوعي" يضيف العاسمي.
ولا ينحصر عمل الفريق في نطاق معين، إذ أن "أعماله متنوعة ولا تقتصر على عمل بعينه؛ النشاط الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة وبرنامج دعم نفسي ومثال على ذلك؛ شخص عنده خبرة وبشارك بخبرته مع الآخرين وهذا يساعد بتعزيز الثقة" يقول العاسمي.
ويتطوع نحو 12 شخصا من ذوي الإعاقة في الفريق بشكل دائم، لكن العدد يزداد حسب العمل وما يحتاجه الفريق من متطوعين لتنفيذ الأنشطة.
تبادل المهارات
وساعد العمل التطوعي أعضاء الفريق على تنمية مهاراتهم وتبادلها بينهم، إذ أن عمل الأردنيين والسوريين سويةً ساهم بـ "تبادل التجارب والخبرات وإثراء العمل، خاصة في مجال تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة" وفق قول العاسمي.
وتتفق رزان البستنجي مع العاسمي، إذ ترى أن تطوعها في العمل مع الفريق تجربة جيدة في اكتساب المهارات.
وانضمت البستنجي (أردنية)، تخصص علم نفس 26 عاما، إلى الفريق بعد أن تلقت تدريبات عديدة من العاسمي، إذ باتت تعمل في مجال الدعم النفسي والاجتماعي لمنتسبي الفريق السوريين والأردنيين من ذوي الإعاقة.
"تجربة حلوة وتعلمت من خلالها انه ما في فرق بينا كأشخاص بتجمعنا معاناة وحدة وكان الشيء الأجمل التعرف على ثقافات جديدة وعادات مختلفة، وأضافت لي خبرة واسعة في مجال الدعم النفسي بحيث عملنا مبادرات منظمة وواسعة بهذا المجال واستطعنا نساعد أشخاص كانوا بحاجة لذلك، كانوا منطوين على أنفسهم وإشراكهم في المجتمع" تقول البستنجي.
ويرى الناشط في شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة رامي زلوم، أن "هذا النوع من الأنشطة يقدم مساحة واسعة لأصحاب المبادرة لدمجهم في المجتمع وانخراطهم فيه، مما يزيد من خبراتهم وفرص التعريف عن قدراتهم وواقعهم، ناهيك عن زيادة الثقة بأنفسهم وصقل شخصيتهم."
ويضيف زلوم أن المخرجات الإيجابية لهذا النوع من النشاطات ينعكس على جميع الأطراف، إن كان المجتمع المتلقي أو المستفيد من هذه الجلسات التوعوية وأيضاً على أصحاب المبادرة بحد ذاتهم.
"مجتمع يتلقى معلومات جديدة تحارب ما يتوارثونه من أفكار ومعتقدات خاطئة عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وبنفس الوقت يعتادون على تواجد الشخص ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم من خلال التحاور معهم ومشاركتهم التدريبات والفرص المقدمة من خلال التدريب و هذا يقدم فرصة مهمة للمجتمع ليتحول منظوره المعتاد على نوع الإعاقة وشكلها الى منظور حقوقي يتعامل مع ذوي الإعاقة كفرد من المجتمع" يقول زلوم.
ويعمل الفريق على الانتقال إلى التدريب الوجاهي بعد أن كان عن بعد عبر تطبيق زوم خلال جائحة كورونا، إذ أنه يخطط لاستقطاب أعداد جديدة من ذوي الإعاقة بحاجة للدعم من خلال لقاءات جماعية أو فردية والتركيز على الصعوبات التي يمكن حلها.
ولا تتوقف طموحات الفريق على العمل داخل الأردن فقط؛ بل يخطط في الفترة القادمة للعمل على مستوى دولي.
فريق العمل:
حسان كساسبة
جيهان الكردي
فايز العظامات
أروى العمري