فتيات الغور يمنحن البحر الميت مزيداً من السحر
بابتسامة مشرقة قابلتني قي أحد الفنادق في البحر الميت، وكعاملة في التدبير المنزلي هناك تقوم بمهمتها بنشاط وبهمة تحسد عليها،وتنقلك الدهشة من المكان إلى فتاة الغور بسمة التي اضفت على المكان نكهة جديدة من السحر والألق.
الجواب منها كان غير متوقع لسؤال متوقع: كيف تجدين العمل في قطاع السياحة كفتاة أردنية من بيئة ريفية محافظة؟
"جميل وممتع ولا أعاني من أي مشاكل، هناك تشجيع من الأهل على عمل عاد علي بدخل جيد في أجواء من الاحترام والعناية بنا كفتيات أردنيات كسرن حاجز ثقافة العيب وقررن الانضمام إلى العمل في قطاع السياحة".
في بيئة الأغوار الفقيرة المح-افظة التي تقل فيها فرص العمل كما التغيير والانفتاح الذي يسير بخطوات بطيئة، اعتادت الفتيات على العمل في قطاع الزراعة وأي فرصة خارج هذا القطاع هي حلم صعب تحقيقه، أما من تحقق لها منهن نعمة الدراسة الجامعية فليس أمامها إلا البطالة والانتظار، ففرص العمل وقلة الموارد يتنافسان أي منهما شحيحة أكثر.
اليوم الواقع مختلف نوعاً ما ولمزيد من الدقة يسير ببطء شديد نحو الانفراج، فقد استطاعت فتيات مثل بسمة أن يكسرن حاجز الصمت ويقلن لا للجمود ونعم للعمل المنتج المحترم.
باسمة الجهران صورة أخرى لفتيات الغور التي لوحتهن شمسها الرائعة بسمرة أروع وتركت بصماتها على محايهن الباسم دائماً بأمل نحو التغيير والإنجاز، تقول باسمة "إن عائق ثقافة العيب كان حاجزاً أمام الفتيات هنا في العمل في قطاع السياحة ولكن المكاسب المادية والمعنوية الكبيرة التي تعود علينا من العمل في هذا القطاع ذللت الصعوبات الاجتماعية الكبيرة رغم أنها بالنسبة لأخريات ما زالت تعيق تقدمهن بقيودها"
وتتسائل بسمة عن سبب هذه النظرة رغم أن هناك مؤشرات كثيرة اثبتت للجميع أن هذا العمل كغيره من الأعمال المحترمة مبينه " كما أن الجميع من يعمل في هذا القطاع في هذه المنطقة هم أخوان أو أقارب وبالتالي يعرفون أن الأجواء هنا مناسبة للعمل بشكل مناسب ومحترم"
ورغم تدني رواتب الفتيات العاملات في قطاع التدبير المنزلي والخدمات العامة في هذه المنشآت الآستثمارية قياساً مع رواتب العاملين فيها في أقسام أخرى إلا أنها بالنسبة لمستويات الرواتب في الأغوار تعد مرتفعة.
وربما يسجل لهذه المؤسسات العاملة أنها استطاعت أن تقنع أهالي المنطقة بأنها قادرة فعلاً على حماية العاملين فيها وتوفير الحوافز والإمكانات من ضمان اجتماعي وتأمين صحي بالإضافة إلى الزيادات الماليةن الأمر الذي أدى إلى حصولها على دعم الكثير من الأهالي هناك لتواجد بناتهن بالإضافة إلى أبنائهن فيها.
ولعل فتح آفاق الاستثمار في مختلف المناطق السياحية في الأردن يعد من أهم نتائجه الاستثمار في الإنسان والعمل على إشراك أهالي المناطق السياحيةالنائية في دورة العمل والإنتاج فيها.
ولأن المرأة حلقة أساسية في البناء كان لا بد من توفير السبل والإمكانات لكي تستطيع اختراق قطاعات العمل المختلفة بثقة وإقدام لمسناها من بنات الغور كباسمة وبسمة وصديقاتهن.











































