فادي فرح من أسير إلى ناشط في ملف الأسرى

فادي فرح من أسير إلى ناشط في ملف الأسرى
الرابط المختصر

منذ تحريره ضمن صفقة تبادل بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية عام 1999، نذر فادي فرح نفسه لقضية الأسرى في السجون الاسرائيلية، وبخاصة الأردنيين الذين يخوض خمسة منهم معركة أمعاء خاوية من أجل ترحيلهم إلى المملكة لاستكمال محكومياتهم.

ويشغل فادي حالياً ناطقاً اعلامياً للجنة الوطنية للأسرى المفقودين في المعتقلات الاسرائيلية التي تأسست في النقابات المهنية عام 2006 من أجل مواكبة قضية الأسرى وايصال أصواتهم المقهورة إلى المسؤولين والعالم.

ويشير فادي، وهو من أبناء الرصيفة في محافظة الزرقاء، إلى وجود 26 أسيراً أردنياً لدى اسرائيل، إضافة إلى 29 مفقوداً منذ العام 1967.

ومن بين هؤلاء خمسة أسرى أعلنوا اضراباً مفتوحاً عن الطعام اعتباراً من الثاني من أيار الماضي، وذلك في معركة إرادة مع السلطات الاسرائيلية من أجل اجباره على الموافقة على ترحيلهم لاستكمال محكومياتهم في سجون المملكة.

ويعبر فادي عن أمله في أن يشهد شهر رمضان انفراجة على صعيد قضية هؤلاء الأسرى، لكنه يحذر في الوقت نفسه من أن المزيد من التأخير يعني تهديداً أكثر لحياة المضربين الآخذة أوضاعهم الصحية في التدهور.

والأسرى المضربون عن الطعام هم عبد الله البرغوثي ومنير مرعي وعلاء حماد ومحمد الريماوي وحمزة الدباس.

ويؤكد فادي أن الأسرى الأردنيين بعامة يعانون من أوضاع سيئة جداً وهم "بحاجة إلى كل الدعم الرسمي والشعبي" من أجل التخفيف عنهم وتخليصهم من الأسر.

الأسير المحرر فرح يقص تجربته المريرة في السجون الاسرائيلية والتي استمرت منذ اعتقاله عام 1995 وحتى الافراج عنه في 1999.

وكان فادي الذي يقطن حي القادسية في الرصيفة اعتقل لدى محاولته وثلاثة أشخاص آخرين تنفيذ عملية ضد اسرائيل، لكن أمرهم افتضح من قبل السلطات الاسرائيلية فاعتقلت ثلاثة منهم في حين اختفى الرابع.

ويقول الأسير المحرر الذي حكم حينها بالسجن سبع سنوات أمضى منها خمساً فقط في المعتقلات، أن الشخص الرابع لم يظهر إلى الآن ولا أحد يعلم عنه شيئاً.

وكانت مرحلة التحقيق التي اعقبت الاعتقال هي الاسوأ كما يوضح فادي، حيث تخللتها صنوف من التعذيب الجسدي والنفسي الذي كان يستهدف تحطيم ارادته.

وتضمنت أساليب التعذيب التي لجأ اليها المحققون الاسرائيليون على الشبح والهز العنيف والضرب والطعام السيء والاحتجاز في أماكن غير ظاهرة للشمس وذات رطوبة عالية تسببت لفادي بالتهابات في المفاصل والاوعية الدموية.

والهز العنيف هو أن يقوم المحقق بامساك راس الشخص وتحريكه بقوة في اتجاهات غير منتظمة ما يؤدي الى ارتجاج الدماغ، إلى أن يصبح الشخص في حالة بين الوعي واللاوعي.

وبالنسبة لأساليب التعذيب النفسية، فيقل فادي أنها تضمنت التهديد بقتل أهله الموجودين في الضفة الغربية وهدم بيتهم، وغير ذلك من صنوف الضغط النفسي التي تمكن من الصمود امامها.

وبعد انتهاء فترة التحقيق، بدأت مرحلة التنقل بين السجون، حيث وضع فادي أولا في سجن الجنيد في نابلس ومكث فيه شهرا، وبعدها نقل إلى سجن عسقلان ومن ثم إلى سجن بير السبع الذي بقي فيه 7 أشهر في الحبس الانفرادي.

ويصف الأسير المحرر أوضاع السجون قائلاً أن السلطات الاسرائيلية كانت تحشر 22 أسيراً أحياناً في زنزانة واحدة، لا يغادرونها سوى لساعتين يوميا، يقفون خلالهما في ساحة صغيرة مفتوحة.

ولا يزال فادي يذكر أسماء الأسرى الذي كانوا معه في المعتقلات من الزرقاء ومنهم منير مرعي وهو محكوم عليه 5 مؤبدات ومرعي ابو سعيد 11 مؤبدا وهو من منطقة الزواهرة واكرم زهرة 16 سنة من حي الحسين ومحمد الريماوي محكوم عليه بالمؤبد وهو من منطقة جبل الامير حسن.

وبعد خروجه من الأسر، تابع فادي التقدم في حياته حيث يعيش الآن بين أطفاله الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و12 سنة.

وقد حصل العام الماضي على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم الادارية تخصص ادارة اعمال من جامعة الزرقاء الاهلية.

وهو ينسق حياته بين عائلته وطلبه للعلم وسعيه من أجل حشد الرأي العام للدفاع عن الأسرى الذين ما زالوا يقبعون في السجون، وذلك من خلال اللجنة الوطنية للأسرى المفقودين في المعتقلات الاسرائيلية.

لـ هنا الزرقاء

أضف تعليقك