غياب "النواب" عن الشارع..شركاء الجريمة كثر

غياب "النواب" عن الشارع..شركاء الجريمة كثر
الرابط المختصر

غياب أو تغييب مجلس النواب الخامس عشر عن الشارع الأردني بدأ يأخذ حيزا كبيرا في وسائل الإعلام وأروقة مجلس النواب ومؤسسات المجتمع المدني،

وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز القدس للدراسات السياسية أن غالبية الأردنيين لا تتابع أعمال مجلس النواب ونشاطاته.

العديد من المراقبين أرجعوا غياب المجلس عن الشارع والانتقادات اللاذعة التي يواجهها إلى الضعف الكبير الذي يتسم به أداء النواب، وما رافق المجلس الخامس عشر من مراحل مفصلية كتحرير سوق المحروقات وارتفاع الأسعار.
 
في حين يلقي عدد كبير من النواب اللوم على وسائل الإعلام المتعاونة مع الحكومة في تغييب مجلس النواب، وإظهار عيوبه دون التطرق لنشاطاته وعمله الإيجابي.
 
النائب بسام حدادين يوافق على أن ضعف مجلس النواب الكبير في مختلف المجالات ومن بينها الإعلامي جزءً في غياب مجلس النواب، مضيفاً بأن التدخلات الأمنية في عصر مدير المخابرات السابق محمد الذهبي في تشكيلة المجلس الداخلية كان لها أثرها في ظهور المجلس بهذا الضعف، ولكن "الإعلام كان له دوره أيضاً في تغييب مجلس النواب وذلك باجتزائه لجلسات النواب الطويلة بعشرات الكلمات".
 
وزاد حدادين بأن مراكز القوى والإعلام الرسمي يمارس عملية تعتيم "منهجية" ذات أهداف سياسية واضحة "لتغييب المجلس وعدم إظهاره كمجلس قوي لأن ذلك سيدفع الجمهور للتمسك بالديمقراطية".
 
عضو الكتلة الوطنية النائب مرزوق الدعجة اعتبر أن أطرافاً متعددة تدخل في ظهور مجلس النواب بهذا الضعف، مؤكداً بأن استطلاعات الرأي العام لا تعكس الحقيقة الكاملة "فهنالك العديد من المواطنين يتابعون أعمال مجلس النواب بشكل كبير".
 
وأضاف بأن الناخبين يتصورون مجلس النواب بأنه مركز لتقديم الخدمات والمساعدات ولا يعنيهم الدور الأساسي للمجلس وهو الدور الرقابي والتشريعي.
 
الصحفي ومراسل صحيفة "الغد" اليومية يرى بأن دور الإعلام الحقيقي نقل الحدث والتطورات التي تحصل في مجلس النواب للمواطنين "الإعلام ليس خاصاً بمجلس النواب، أما بالنسبة لإقرار القوانين وغيرها فهي من واجب أعضاء مجلس النواب الذين انتخبوا من اجل ذلك".
 
وكان استطلاع اعده مركز القدس للدراسات الاستراتيجية حول "البرلمان والانتخابات النيابية" أظهر أن غالبية الأردنيين لا تتابع أعمال مجلس النواب وأنشطته، إذ قال 39.6% منهم أنهم لا يتابعون أعمال المجلس على الإطلاق و28% قالوا أنهم يتابعون بدرجة قليلة، مقابل 23.4% يتابعون بدرجة متوسطة و7% فقط يتابعون بدرجة كبيرة.
 
وبسؤال الذين لا يتابعون أعمال المجلس عن سبب ذلك، قال 55.1% منهم "لست مهتما"، وأجاب 44.8% بأن "لا فائدة من ذلك"، ورفض 0.1% الإجابة على السؤال. اما بسؤال المستجيبين عن مدى معرفتهم بوجود كتل برلمانية في المجلس، اتضح حسب الاستطلاع "النقص" في معرفة المواطنين بفعاليات المجلس ودرجة تتبعهم لأنشطته، فقد أفاد ثلثا المستجيبين تقريبا (65.9%) بأنهم لا يعرفون بوجود كتل برلمانية في المجلس في حين قال 16.6% أنهم يعرفون بوجودها، وأجاب 17.1% بلا أعرف/غير متأكد ورفض 0.4% الإجابة.