غسيل السيارات مهنة تحقق عوائد مالية مجزية

الرابط المختصر

يجني احد العاملين الوافدين قرابة ستمئة دينار شهريا من عمله بغسيل السيارات وحراسته لاحدى البنايات وتنظيفها شأنه شأن الالاف من العمال الوافدين الذين وجدوا في ذلك العمل مصدر رزق وفيرا مكنهم من تحويل مبالغ مالية كبيرة الى عائلاتهم .

في الوقت الذي يرفض فيه مواطنون ممارسة هذا النوع من المهن حتى ولو كانوا عاطلين من العمل اختباء وراء ثقافة العيب التي لا يعيرها العامل الثلاثيني الوافد عاطف اي اهتمام كما يقول لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) .

ولعاطف هدف واضح من غربته عن بلده كما يضيف فقد تمكن من عمله في غسيل السيارات الذي بدأ العمل به قبل حوالي خمس سنوات من تأمين جميع مستلزمات زواجه الذي سيتم الصيف المقبل وانه سعيد بعمله هذا والذي لا يمكن ان يحصل على مثيل عوائده في بلده بسبب تدني الاجور هناك بحسب قوله .

ويصل متوسط العائد الشهري لعامل تنظيف الابنية وغسيل السيارت والذي غالبا ما يكون من الاشقاء العرب العاملين في المملكة الى ما بين 500 و 750 دينارا وفقا لعدد من العمال الوافدين .

ورغم الارتفاع النسبي لهذا العائد , ورغم ان معدل البطالة في المملكة وصل الى 4ر12 خلال الربع الاول من العام الحالي بحسب مصادر وزارة العمل الا ان ثمة عزوفا من مواطنين عن الاقبال على غسيل السيارات الذي تحول مع الوقت الى مهنة تزداد اعداد العاملين بها اثر ازدياد الطلب عليها بشكل ملحوظ .

يقول العامل الوافد عوض 27 عاما ان العمل بهذا المجال يعد سوقا مربحة لمن يرتضيه حيث تتشعب به اطراف العمل من عامل الى متعهد الى مضمّن وفق اسس تشاركية على السيارات التي قد يصل عددها لدى بعض العمال الى مئة سيارة تبلغ اجرة غسيل الواحدة منها خمسة دنانير شهريا .

ويضيف انه وبحسب خبرته في غسيل السيارات فان هذا العمل اصبحت له اصول متعارف عليها بين المشتغلين به , اذ ان هناك من يقوم بتأجير الشارع الذي يعمل به الى غيره من العمال في حال سفره او انتقاله الى شارع آخر على سبيل توسيع مصدر رزقه .

في حين يؤكد عامل آخر فضل عدم ذكر اسمه انه ليس من السهولة بمكان ان يحال الشارع بما فيه من سيارات الى عامل اخر وخاصة في حالة سفر المشتغل به " او المحسوب عليه " الا بعد ان يضمّنه مقابل مبلغ معين لحين عودته من السفر وكأن هناك رب عمل وعمالا يعملون لديه واسسا متفقا عليها ضمنيا في سبيل استدامة مصدر الرزق .

ويتمنى الثلاثيني عبد الرحمن وهو عامل وافد ان يتم تنظيم العمل بهذه المهنة التي تدر مبالغ كبيرة على المشتغلين بها من خلال فتح مكاتب خاصة لاستقدام عمال لتنظيف السيارات والبنايات .

ولا تمنح وزارة العمل تصاريح عمل تحت مسميات غسيل السيارات او حراسة البنايات وفقا للناطق الاعلامي فيها جهاد جادالله اذ ان مهنة الحراسة تعد مغلقة على غير الاردنيين الا ان الحراس الموجودين في البنايات استقدموا على اساس عمال نظافة وليس للحراسة .

ويوضح ان ما يجري على ارض الواقع مختلف اذ يتحول عامل النظافة مع الوقت الى حارس للبناية ويتولى تنظيف سيارات من يقطنون بها وغير ذلك من تلبيته لاحتياجات سكان البناية من الاسواق .

بيد ان قيامه بتنظيف سيارات الشارع كله واخذ هذه المهنة على سبيل المقاولة والاحتكار كما يبين جاد الله يعد مخالفة واضحة يسفّر العامل على اثرها بعد التحقق من مخالفته لشروط الاستقدام .

ويوضح : ان الاصل ان يتم استقدامه عبر كفيل اردني او صاحب عمل ضمن المهن المسموح بها ومن بينها الزراعة والانشاءات مشيرا الى ان عمالا يستقدمون بتصاريح عمل لغسيل السيارات في المحطات المخصصة لذلك .

وبحسب الناطق الاعلامي في مديرية الامن العام الرائد محمد الخطيب فان دور المديرية فيما يتعلق بالعمال الوافدين يتلخص بمتابعة قانونية وجودهم على ارض المملكة من عدمها من خلال التاكد من حصولهم على تصاريح عمل .

فيما يتم ضبط المخالفين منهم وفقا لقوله عبر لجنة مشتركة بين وزارة العمل وقسم الوافدين في ادارة الاقامة والحدود لاجراء اللازم بحقهم .

ومن المفترض وفي ظل الظروف الاقتصادية السائدة ان تتغير النظرة المجتمعية للمهن التي كانت في الماضي تنضوي تحت ستار ثقافة العيب بحسب رئيس قسم العلوم الاجتماعية في جامعة عمان الاهلية الدكتور عزمي منصور متسائلا : لماذا يرتضي اشخاص العمل في دول اجنبية في مجال غسيل الصحون والسيارات وفي محطات الوقود فيما يترفعون عن هذا العمل في بلدانهم ؟.

ويقول ان مهنا كثيرة ما زالت حكرا على وافدين ومنها غسيل السيارات واعمال التنظيف وغيرها تدر دخولا جيدة على اصحابها تعتبر وفقا للمبتعدين عنها انتقاصا من شخصياتهم او مسا بمكانتهم الاجتماعية رغم ان العمل بحد ذاته عبادة وهو يبقى بما يؤمّنه من لقمة عيش كريمة افضل من البطالة التي ترزح تحت منظومة قيمية مجتمعية ترى في الوظيفة والمكتب المشهد المثالي لفكرة العمل .