غرايبة يتهم الإخوان بالفئوية ويخشى على تماسك الجماعة

الرابط المختصر

لا تزال الخلافات بين أعضاء جماعة إخوان المسلمين تطفو على السطح، حيث اتهم رئيس الدائرة السياسية في جماعة الإخوان المسلمين د. رحيل الغرايبة

بوجود قيادة تنفيذية داخل الجماعة تقود الحركة بأسلوب إقصائي فئوي بعيدا عن منهج الوحدة والتوافق، مؤكدا أن بقاء نهج القيادة على هذا الحال سيكون له أثر كبير على وحدة صف جماعة الإخوان المسلمين.

وأوضح الغرايبة في حديثه لعمان نت، أن تسريب التقرير السياسي الذي قدم في جلسة شورى الجماعة الأخيرة إلى وسائل الإعلام، قد تم "استثماره واستغلاله لحل الدائرة السياسية للجماعة وتشويه سمعة رئيس الدائرة أمام الإخوان والإعلام".
 
وكان التقرير قد وجه اتهامات للأردن بالانخراط بمشروع "أمريكي -  صهيوني يقضي بتصفية القضية الفلسطينية وفقا للرؤية الصهيونية المفروضة على المنطقة".
 
في وقت نفى فيه، الناطق الإعلامي باسم الإخوان جميل أبو بكر في تصريحات صحفية أن يكون حل الدائرة السياسية في الجماعة مرتبطا بالتقرير السياسي، لأنه "لم يثبت على أحد من أعضاء الدائرة تسريبه". وقال إن قرار الحل أولي، وإن إعادة تشكيل الدائرة "ستتم في الاجتماع المقبل للمكتب التنفيذي".
 
وتناقلت وسائل الإعلام نبأ استقالة ثلاثة من "تيار الحمائم" من المكتب التنفيذي للإخوان على خلفية حل الدائرة السياسية في الجماعة، وعدم حسم موضوع ازدواجية التنظيم مع حماس وتوجيه اتهامات من أحد قادة تيار الصقور للحمائم.
 
والأعضاء المستقيلون هم رحيل الغرايبة وممدوح المحيسن واحمد الكفاوين، بحيث يصبح عدد المستقيلين من المكتب، الذي يضم 9 أعضاء، 4 لوجود استقالة سابقة قدمها نائب المراقب العام للجماعة الدكتور عبد الحميد القضاة.
 
في حين نفى الغرايبة لموقع "كل الأردن" أن يكون قد تقدم باستقالته هو وأحمد الكفاوين وممدوح المحيسن من المكتب التنفيذي لحركة الإخوان المسلمين. ولكنه قال أن هناك احتمالا لتقديم تلك الاستقالات.
 
الغرايبة اعتبر في حديثه لعمان نت، أن عدم حسم موضوع ازدواجية المكاتب الإدارية هي إحدى الأزمات التي تعصف بالحركة، موضحا أن الخلاف القائم بين التيارات في الحركة الإسلامية هو ما يدفع إلى إحداث أزمة داخل الجماعة.
  
الكاتب المختص في الشؤون الإسلامية مروان شحادة، قال في حديثه لعمان نت أن الحكومة لن تكون راضية عما يجري الآن داخل الجماعة من خلافات، مما سيدفعها إلى اتخاذ إجراءات ربما تكون قاسية بحق الجماعة، ووضعها الآن لا يسمح لها بالاصطدام مع الحكومة.
 
وبين شحادة أن الخلاف الحاد بين تياري الحمائم والصقور داخل الجماعة بدأ بالتشكل والتبلور نهائيا بعد أن تقدم أربعة أعضاء من المكتب التنفيذي باستقالاتهم، وأضاف،" أعتقد أنه سيتم قبول استقالة هؤلاء الأعضاء وستلجأ الحركة إلى إعادة هيكلة اللجنة السياسية بإجراء انتخابات من داخل القيادة العليا لجماعة الإخوان المسلمين".
 
ولا يرجح شحادة أن تؤول استقالة الأعضاء إلى حدوث انقسام أو انشقاق داخل الجماعة، وأضاف،" بحسب النظام الداخلي للجماعة فمن الممكن أن تقوم بتجميد عضوية هؤلاء الأشخاص أو أن تقوم بإقصائهم عن الجماعة نهائيا، وهذا بالتالي يؤدي إلى بروز شخصيات قيادية أخرى من داخل جسم الجماعة التي تتماهى وتتوافق رؤيتهم مع الرؤية العامة للجماعة سواء كان هناك سيطرة من قبل الصقور أو الحمائم".
 
خلاف المواقف والرؤى بين تياري الحمائم والصقور- بحسب شحادة- هو ما دفع إلى تصعيد الخلاف وتقديم الاستقالات وليس التقرير السياسي للجماعة، "الخلاف في الجماعة هو عبارة عن جملة من المواقف والمنهج الذي تتخذه القيادة العليا التي يسيطر عليها في الغالب في هذه الفترة الصقور، فبالتالي هذا الخلاف تجذر وطفا على السطح وآل إلى ما آلت إليه الأمور وليس موضوع التقرير السري للجماعة، فهذه ذريعة قوية يستخدمونها داخل الجماعة لاستقصاء الطرف الآخر".