"عين الحقيقة" رد على تقرير نوفاك

الرابط المختصر

لم يكن عمر 34 عاما يتوقع أن يجد نفسه مدرسا في مركز إصلاح وتأهيل سواقة بعد ان كان يعلم في احدى المدارس..

قصته بدأت من مشاجرة مع احد أصدقاءه، انتهت به إلى مركز الإصلاح بعد توجيه تهمة الشروع بالقتل.


عمر يحمل شهادة ماجستير في أساليب التدريس أصر على استثمار مهاراته في التدريس اثناء فترة قضاء محكومتيه لينقل العلم لزملائه المساجين مقابل اجر شهري يتقاضاه نظير عمله هذا.



لقاءنا مع عمر يأتي على هامش حملة "عين الحقيقة" والتي نظمها المكتب الإعلامي في الأمن العام لوسائل الإعلام للرد على بعض التقارير المتعلقة بحقوق الإنسان وخصوصا تقرير مانفرد نوفاك المقرر الخاص لشؤون التعذيب في مجلس حقوق الإنسان الذي زار الأردن صيف العام الماضي واطلق تقرير ذكر فيه وجود عمليات تعذيب في بعض السجون الأردنية.



وقفة مع النزلاء:

عمر لم يكن محطتنا الأخيرة في الجولة فقد التقينا العديد من النزلاء الذين يصورون قصص إنسانية تحتاج الى تسليط الضوء عليها.

ثامر 35 سنة محكوم عليه بالسجن سبعة سنين بجريمة قتل رأى في وجودنا فرصة لبث همومه وملاحظاته على السجن ويقول " يوجد عندنا نواقص كثير نحتاجها في السجن مثل الخضار والملابس مثلا بدلة السجن لا تدخل الا باستدعاء رسمي وهذا الأمر لا يتم إلا من قبل المدير وحسب الواسطة. ناهيكعلى اننا ندفع ثمن هذه البدلة".

اما من ناحية الرعاية الصحية يقول ثامر" كل جناح له يوم في الأسبوع لمراجعة العيادة و اذا كان احدهم مريض مثلا في غير يومه المخصص يضطر للانتظار حتى يحين موعده.نطالب بانمن يمرض في أي يوم يجب معالجته. بالنسبة للطعام غير جيد فهو ناضج كما اننا لا نتناول الخضار باستثناء البندورة والخيار اما باقي انواع الخضار ممنوعة، امر اخر مهم وجود تمييز بين الأجنحة في المعاملة مثلا القتل معاملته غير عن السرقة، كما تم منع الزيارات للأصحاب و الأقارب من الدرجة الثانية".

ويعاني المغتربون في السجن من غربتين فهم لا يستطيعون رؤية ذويهم ويقول احد النزلاء عراقي الجنسية " نحن المغتربون في السجون ظروفنا صعبة جدا جدا هناك اتفاقيات بين الأردن وبلدنا لنقل المغتربين والتعثر من الاردن. نريد ان ننقل لبلدنا لان الزيارات مقطوعة والحدود مغلقة لم ارى اهلي منذ ثلاث سنوات لانهم لا يستطيعون عبور الحدود حتى لو أتى احد الأقارب لزيارتي في السجن يمنعوه بسبب عدم وجود صلة قرابة من الدرجة الاولى".

اما احد المدرسين في المركز يقول عن تجربته في التدريس في المركز "أنا مدرس معي بكالوريوس ادرس طلاب التوجيهي والأول ثانوي والثامن، ادرس ثقافة إسلامية ولغة عربية وهناك إقبال المساجين كبير على الدراسة يجدوا فيها متنفس من وضع السجن وكثير من الطلاب يقدموا الامتحانات ويتفوقون فيها منهم خرج وانتسب للجامعات. كل احتياجاتنا متوفرة في المدرسة من خلال اتفاقية بين إدارة المدرسة و ادارة السجن وبن وزارة التربية والتعليم فهم باستمرار يصرفوا رواتب للمدرسين وتزويدنا بالقرطاسية واللوازم".



جولة مبرمجة:

جولتنا "عين الحقيقة" بدأت مع إيجاز قدمه مدير مركز إصلاح وتأهيل سواقة العقيد هاني المجالي عن سجن سواقة وعن سير العمل داخل السجن ويقول العقيد المجالي" احتل مركز الاصلاح والتأهيل / سواقة موقعاً متوسطاً في المملكة الاردنيه الهاشمية ليسهل على المواطنين مــــن مختلف مناطــــق المملكة الوصول الية بسهــولة ويسر , وقد بنـــي علــــــى ارض مساحتها (900) دونما وتبلغ مساحة البناء المقام (50,000) متر مربع تتســــع لأكثر من (2000) نزيـــل وتشتمل علـــــى اجنحه النزلاء , وقاعــــات الزوار , ومسجد النزلاء , ومســـرح يتســـع (200) شخــص , ومرافــق خدمـــة النزلاء مثل ((الســـوبر ماركت , و مكتبـــة تحتوي على (3600) كتــاب , ومطـــاعم , وصـــالات الطعــام , والمطبـــخ الرئيـــــسي , والمشاغل الحرفيه , والمركز الصحي شبه الشامل , ومستودعات امانات النزلاء , و الملاعب الرياضيه , بالإضافة الى مرافق الادارة".



ويتابع عن خطوات استقبال النزلاء عند دخولهم الى المركز"يتم نقل النزلاء بحراسة مناسبة وحسب التعليمات من قبل كتيبة امن مراكز الاصلاح والحدود الامن (18) وعند دخول الزنزانة يتم التأكد منها من قبل حرس الباب الرئيسى وتدوين المعلومات عنها، ثم يتم ادخال النزلاء من قبل افراد الكتيبة الى المركز وتسليمهم الى قسم الاحصاء والقيود لدينا،يتم فور استلام النزلاء تفتيشهم بشكل دقيق للتأكد من عدم حيازتهم لاي مواد ممنوعة وثم يقوم قسم الإحصاء والقيود بالتأكد من مذكرة التوقيف أو مذكرة المحكومية الصادرة عن جهة قضائية أو جهة ذات صلاحية كالحاكم الاداري ومن ثم تدوين تفصيلات النزيل على بطاقة خاصة به (بطاقة اللون الاصفر للنزيل الموقوف)(وبطاقة اللون الازرق للنزيل المحكوم".



من جانبة أكد مساعد مدير الأمن للشرطة القضائية العميد خالد سعيدات على ثقة جهاز الامن العام بالسياسة الإصلاحية التي اتبعها خلال السنتين الماضيتين في إعادة هيكلة وتنظيم مراكز الإصلاح والتأهيل حسب الإستراتيجية الأمنية التي تنفذها مديرية الامن العام..مبينا انه على هذا الأساس تم دعوة وسائل الإعلام المختلفة إيمانا من مديرية الامن العام بشفافية هذه الوسائل ونقلها للحقيقة".


وعقب ذلك الإيجاز كانت هناك جولة على مرافق المركز حيث تم الاطلاع على الخدمات الصحية والغذائية والاجتماعية والمهنية والتعليمة حيث تم زيارة المشاغل المهنية والمطبخ والمدرسة داخل السجن.

ولم تشمل الجولة زيارة لمهاجع التنظيمات كما كان متوقعا او حتى زيارة مهاجع النزلاء باستثناء مهاجع فارغة تم عرضها امام الصحفيين مما اثار استياء بعض وسائل الاعلام بسبب الزيارة المبرمجة لسجن سواقة.

وبعد ذلك كانت الجولة الثانية لسجن الموقر الذي لم ينتهي العمل به حيث تم الاطلاع على مرافق السجن الذي يستوعب 1100 نزيل بكلفة 7 ملايين دينار، وسيخصص السجن للموقوفين فقط.




رد الامن العام على تقرير نوفاك:

وحول الاتهامات التي وردت في تقرير نوفاك يقول الناطق الإعلامي باسم الامن العام الرائد بشير الدعجة "
بشير جاءت هذه الزيارة كرد على تقرير ما نفرد نوفاك مقرر شؤون التعذيب وحقوق الانسان في الامم المتحدة وعلى بعض التقاريراخرى جانبت الحقيقة في عرضها لواقع مراكز الاصلاح والتأهل في الأردن حيث اشارت إلى ان هناك تعذيب وحقوق منقوصة للنزلاء بشكل عام وراينا في مديرية الامن العام ان نقوم بفتح مراكز الاصلاح والتأهيل امام الصحافة من اجل نقل الحقيقة داخل مراكز الاصلاح والتاهيل واطلقنا على هذه الحملة عين الحقيقة للتأكيد بان إجراءاتنا داخل مراكز الاصلاح هي اجراءات قانونية وفق قانون مراكز الاصلح والتأهيل والانظمة والتعليمات الصادرة بهذا الخصوص" .

واشار الدعجة الى ان تقرير نوفاك "جانب الحقيقة في بعض فقراته ما شوه الصورة الحقيقية لواقع مراكز الإصلاح والتأهيل في الاردن وما يتمتع به النزلاء من حقوق كاملة غير منقوصة وفق قانون مراكز الإصلاح والتأهيل الأردني".

وكان نوفاك صرح في مؤتمر صحافي عقده في عمان في 30 حزيران (يونيو) الماضي أن "التعذيب يمارس بشكل منتشر ومنهجي"، إلا أنه عاد وتراجع في تقريره النهائي الذي أصدره في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي، ليخلص بالقول إن "التعذيب في الأردن يمارس بشكل روتيني"، وأنه "منتشر في بعض مراكز التوقيف والسجون".

أضف تعليقك