"عيد شهداء غزة"... أبرز عنوان بين أعمدة الرأي

"عيد شهداء غزة"... أبرز عنوان بين أعمدة الرأي
الرابط المختصر

كان قطاع غزة بتضحيات أهله وشهدائه ومقاومته للعدوان الإسرائيلي، العنوان الأبرز لعناوين مقالات كتاب الرأي في الصحف اليومية في أول أيام عيد الفطر.

فالكاتب حسين الرواشدة، يؤكد بأن غزة منحتنا بأهلها ومقاومتها ودماء شهدائها، معنى آخر يليق بها وبالعيد وهو معنى الشهادة.

"وتستحق غزة العيد بامتياز"، يقول الرواشدة، حيث "صمنا عن الاكل والشراب وصامت عن المذلة والخضوع والضيم والاستسلام، فهي أحق منا بالعيد، وقد زرعت فينا معنى النهوض والانتصار.

ويضيف بأن عيد غزة، هوعيد "الشهادة" حيث الشهادة فعل وحياة، مشيرا إلى أن العيد هو موسم للتحرر من الرتابة والهزيمة، وموعد للأخذ بالعزيمة، وفرصة لمواجهة الظلم وايام تضيف للانسانية قيمة الحرية، كما أن معنى العيد الذي نستلهمه من غزة هو أن تستعيد أمتنا عافيتها، وتبدو في أجمل صورها.

و"في عيد الشهداء ، لامكان للاحزان ولا وقت للندب وشق الصدور، ولطم الوجوه، فما قدمته غزة يستحق ان يسجل في رزنامة الاعياد، وان يبقى في ذاكرتنا على المدى...طوبى لغزة عيدها النبيل...وطوبى لشهدائها ( فرحة) اللقاء بالسماء.... وكل عام وأنتم بخير وصمود وانتصار"، بحسب الرواشدة.

فيما يشير الكاتب جميل النمري، إلى محاولة إسرائيل لإخفاء جريمتها بالعدوان على القطاع، مؤكدا أنه لا يوجد عمل حربي أكثر إجراما ونذالة من القصف البري والبحري والجوي الذي يتعرض له.

ويلفت النمري إلى أن العالم، ومع تخطي عدد ضحايا القصف الإجرامي على غزة حاجز الألف، والجرحى خمسة آلاف، يصر على اعتبار الأمر اقتتالا بين طرفين، وليس جريمة حرب من الطراز النازي.

ويأتي العيد هذا العام، بحسب الكاتب محمد أبو رمان، مثل أعياد سابقة خلال العقود الماضية، بحلّة الحزن تحيط بالمجتمعات العربية قاطبةً، سواء تلك التي تعيش في ابتلاء وبلاء، مثل غزة وسورية والعراق وليبيا ومصر، أو تلك التي تخشى من الانزلاق إلى هذه المرحلة، مثل اليمن، أو المجتمعات العربية والمسلمة التي تعاني من أزمات أخرى خانقة.

فـ"عيد الفطر اليوم لن يكون سعيداً والناس ما يزالون ينتشلون أشلاء وجثث أطفال حيّ الشجاعية في غزة، من بيوت وأحياء مهدّمة بالكامل، ولن يكون سعيداً وهنالك ملايين المشرّدين واللاجئين السوريين، أغلبهم أطفال ونساء يعانون من الجوع والبرد والفقر في ظروف غير إنسانية".

"ولن يكون الفطر سعيداً، ونحن نشاهد تنظيماتٍ دموية عدمية تشق طريقها نحو الصعود والسيطرة على الأراضي، وتشويه الإسلام، وتأجيج الصراعات الداخلية".

كما يرى الكاتب باتر وردم أن هنالك عنصرين حوّلا رمضان الذي ودعنا بحلول العيد من شهر الخير والرحمة، إلى شهر من العذاب والدمار، وهما إسرائيل وما تسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".

ويضيف وردم بأن مستوى الهمجية الذي شاهدناه من الجيش الإسرائيلي ومستوى الخذلان وأحيانا التواطؤ الذي شاهدناه من النظام العربي الرسمي هو الأسوأ في كل الذاكرة الحية في العالم العربي، مؤكدا في الوقت نفسه أن ما يحدث في غزة لن يمر مرور الكرام على هذه الأمة وحتى لو كان هنالك نوع من الهدوء النسبي.

ولا تقتصر مآسي رمضان والعيد، بحسب وردم، على غزة والعراق وسورية، فها هم ثوار ليبيا يخربون بأيديهم كل ما تعبوا لتحقيقه عن طريق الخلاص من نظام القذافي.

إلا أن الكاتبة فريهان الحسين، تشدد على أننا لا نملك سوى التشبث بالحياة التي تعني مقاومة كل المحن والشدائد، لاستعادة الإنسانية التي كادت أن تُدفن تحت أكوام الحقد والبغضاء والقهر، وحتى القصف الوحشي.

و"هكذا، يكون العيد عيداً، رغم المآسي المتجددة حضوراً وفظائع، لأنه يجمعنا على الأمل في أن نطوي يوماً، لعله قريباً، صفحات ألم كتبت بدماء الأبرياء في كثير من بلداننا العربية".

وتتساءل الحسن إن كان يحق لنا الفرح في زمن العيد؟، وهل ما يزال باستطاعتنا رسم الابتسامة على وجوه أطفالنا، ولو في مناسبات قليلة في العام، مع ضيق ذات يد أمهات وآباء ما عاد بإمكانهم تقديم ما يشيع الفرح في قلوب أبنائهم؟"

و"أمام في غزة، بعد كثير من الشعوب العربية، وإن اختلف الجاني، نقف بخجل من فرحنا المستحق ونحن نرى أمهات وآباء مفجوعين بفلذات أكبادهم وقد غادروا قبل أوانهم، كأزهار قُصفت قبل اكتمال تفتحها؟"

وتخلص الكاتبة إلى أنه و"رغم كل ذلك، ما أحوجنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لمقولة “كل عام وأنتم بخير” معا وسوية، أملاً في تجسيدها فعلا فلا نكتفي بها قولاً وأمنية عابرة... ما أحوجنا إلى حقنا في الحياة".

أضف تعليقك