عودة الحياة لمدافئ الكاز
تكدست قطع الحطب فوق بعضها البعض في مخزن سلطان الجعبري بعد عودة مدافئ الكاز لبيوت المواطنين الأردنيين نتيجة مسلسل الخفض المتتالي لأسعار المحروقات خلال الأشهر الماضية.
ويقول الجعبري أن الطلب على الحطب تراجع هذا الشتاء بنسبة 70% مقارنة بالشتاء الماضي، "فأسعار المحروقات الجديدة وخاصة مادتي الكاز والسولار حفزت المواطنين للتوفير في فاتورتهم الاستهلاكية هذا الشتاء".
مادتا الكاز والديزل استحوذتا على النسبة الأعلى في التخفيض الأخير لأسعار المشتقات النفطية والتي بلغت 17.4%، ليتراجع سعر اللتر من 430 فلسا إلى 355 فلسا، وبنسبة انخفاض تقدر بـ55% منذ أن بدأت سلسلة انخفاض الأسعار في العاشر من آب (أغسطس).
وانخفضت أسعار الحطب بنسبة 23% بحسب تجار في السوق المحلية نتيجة زيادة المعروض وقلة الطلب، ليصل سعر الطن من حطب شجر الزيتون إلى 150 دينارا مقارنة مع 200 دينار الشتاء الماضي، ورغم ذلك لم تغرِ المواطنين بالشراء سوى الذين تحتوي بيوتهم على مدفأة الحطب "Fire Place".
يتذكر صاحب محل لبيع الفحم والحطب، ساهر البلبيسي، الشتاء الماضي عندما كان محله يشهد طلبا كبيرا على مادة الحطب بعد أن لجأ المواطنون مدافئ الحطب كبديل عن صوبات الكاز والتدفئة المركزية، نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات إلى مستويات قياسية بعد تحرير قطاع المحروقات.
ارتفاع أسعار المشتقات النفطية بشكل عام والكاز والديزل بشكل خاص الشتاء الماضي دفع العديد من المواطنين للجوء لاستخدام مدافئ الحطب وخاصة الذين يقطنون في القرى.
ويذكر أن سعر مادتي الكاز والسولار بلغ ذروته في التسعيرة التي أعلن عنها في العاشر من تموز (يوليو) الماضي عندما ارتفع بنسبة بلغت نحو 9% عن تسعيرة الشهر الذي سبقه ليبلغ 770 فلساً للتر الواحد بدلا 705 فلسات للتر الواحد.
صاحب محل آخر لبيع الحطب والفحم، فضل عدم ذكر اسمه، أكد على أن الطلب على الحطب هذا الشتاء تراجع بنسبة عالية، بعد انخفاض أسعار المحروقات.
وبين أن أسعار الحطب تراجعت هذا الشتاء نحو 20%، ليتراوح سعر طن حطب أشجار الليمون بين 130 إلى 140 دينارا، فيما وصل سعر طن حطب أشجار الزيتون 150 دينارا.
وأما بالنسبة لمادة الفحم والتي تشهد طلبا على مدار العام أشار الجعبري إلى أن أسعار الفحم ارتفعت 20% عالميا نتيجة ازدياد الطلب عليه من قبل المطاعم والفنادق و"الكوفي شوبات" سواء لعملية الشواء أو "للأراغيل".
وأضاف الجعبري أنه يتم استيراد الفحم من الصومال ومصر بالإضافة إلى دول أميركا الجنوبية، مبينا أن الفنادق والمطاعم و"الكوفي شوب" الأكثر إقبالا على مادة الفحم.
وتشير أرقام رسمية صادرة من دائرة الإحصاءات العامة إلى أن قيمة مستوردات المملكة من الفحم بلغت عام 2007 1,3 مليون دينار، فيما بلغت قيمة المستوردات من خشب الوقود (قطعا مستديرة أو حطبا أو أغصانا أو حزما أو بإشكال مماثلة) 8,9 ألف دينار فقط.
وتراوح سعر الطن من الفحم المصنع من أشجار الليمون في الأسواق المحلية من 500 إلى 600 دينار، فيما وصل سعر الطن من فحم شجر الزيتون 350 دينارا.
إلى ذلك أشار البلبيسي إلى أن الطلب على مادة الفحم يقل في الشتاء مقارنة مع فصل الصيف الذي يعج برواد المطاعم والفنادق من المغتربين والأجانب الذين يقبلون على "الأراغيل".
من جانبه أشار الجعبري أن حطب وفحم أشجار الزيتون هو المفضل لدى المواطنين لأن رائحته عطرة ومدة تحمله للنار أطول من الأنواع الأخرى.











































