عمّال تحت الشمس!

الرابط المختصر

تزيد الخطوات الثقيلة المتعبة في الأزقة والشوارع لأولئك الذين يحملون عبء نظافتها وطأة ما نعانيه جميعاً من اشتداد للحرارة نتأهب منذ أيام لكي نستطيع تحملها،ويزيدنا تواجدهم في ساعات الذروة للحرارة تأففاً من الإهمال المتكرر لفئة كبيرة تعمل على خدمة مدينة تكاد لا تفيهم حقهم.
عمال النظافة، و الحدائق، والأشغال وغيرهم الكثير من العمال المتواجدين في الميدان تحت حرارة الشمس الملتهبة التي من المتوقع أن يستمر تأثيرها أواسط هذا الأسبوع، يعملون لخدمتنا وهم لا يطلبون إلا مزيداً من الاهتمام بشؤونهم واحترام مصاعب مهنهم.
 
لا ننكر أن  الصورة الكبرى هي امتهان لحقوق العمال بشكل عام، ولكننا الآن لا نستطيع إغفال صورة من يعملون تحت الشمس بلا اهتمام واضح من دوائرهم ومؤسساتهم، صحيح أن هناك مبادرات بتخصيص ملابس مناسبة أحياناً، ولكن المطروح من بعضهم "لماذا لا نمنح ساعات استراحة في وقت الذروة في الحر ونقوم بتعويضها مساءً وقت انحسار الحر" خاصة إذا ما علمنا أن مدير عام دائرة الأرصاد الجوية بالوكالة عبد الحليم أبو هزيم توقع "أن تسجل درجة الحرارة العظمى في العاصمة خلال الثلاثة أيام المقبلة ما بين 37 و 38 درجة مئوية؛ أي أعلى من معدلها السنوي في مثل هذا الوقت من العام بست إلى سبع درجات مئوية".
أمين سر نقابة الأطباء باسم الكسواني يؤكد  انه" في حالة العمل تحت الشمس يجب شرب كميات كبيرة من السوائل كل ساعة، إضافة إلى الراحة في الأماكن الظليلة وعدم تناول المشروبات التي من شأنها زيادة فقدان السوائل من الجسم عن طريق البول"
والواقع  بحسب من تحدثنا إليهم من العمال أنهم يعتمدون على شراء ما يحتاجونه من الماء على حسابهم الخاص أو على الأهالي أو عبر أدوات بسيطة يحضرون ما يحتاجونه من الماء من بيوتهم أو دوائرهم، ولم يذكر أي منهم أن وزارة أو مديرية تزود عمال الميدان،على الأقل في هذه الأيام التي تشتد فيها الحرارة  بمياه باردة مناسبة.
"على مدى اثنتي عشر عاماً لا أذكر أن قامت وزارة الزراعة بمبادرات استثنائية لمراعاة الحر أو البرد للعاملين في الميدان" يقول محمد السنيد عامل في وزارة الزراعة و يطالب الوزارة بتخفيض ساعات العمل في مثل هذه الأيام الحارة وعدم تحميلهم فوق طاقتهم و الضغط عليهم وتوزيع واقيات وطواقي لحمياتهم أثناء عملهم في الميدان سواء طوافي الحراج وعمال المشاتل " مع العلم أننا كعمال مستعدين للعمل مساءً في حال إعطاءنا ساعات استراحة أثناء النهار وخاصة ساعات ذروة الحرارة ظهراً ويضيف لا أذكر منذ 12 عاماً فترة عملي في وزارة الزراعة أن قامت الوزارة بتوزيع طواقي أو مظلات واقية للشمس للعاملين في الميدان بل أن العمل يشترونها بالإضافة إلى المياه من أجورهم المتدنية أصلاً، بالإضافة إلى إحسان العائلات والجمعيات التي تزودهم بجزء يسير من احتياجاتهم".
 
 عامل نظافة وافد من أمانة عمان، يعمل من السادسة صباحاً حتى الثالثة رضي بالأمر الواقع ويحترم تقسيمات الوقت بين زملائه وهو بالنسبة له شتاءً أم كان صيفاً "أهو شغل والسلام" لكن ياريت الأمانة تهتم بينا شوية"
أمانة عمان وبحسب ناطقها الإعلامي طه أبو ردن "تحرص على أن يكون العاملين في الميدان مجهزين كفاية في كل الظروف، وبالنسبة لتعديل ساعات العمل قال إنه لا يعقل أن يتم تعطيل البلد في الظروف الاستثنائية شتاءً أو صيفاً"
 
"ضرورات العمل تقول بأن يتحمل العامل صعوبات مهنته، لكن بالمقابل يجب أن لا يعامل كعبد في وطنه كما يقول علي السليمات عامل في وزارة الأشغال، الذي يؤكد" أنه في أيام الحر أو المطر على صعوبتها يستطيع العمال تحملها مجبرين لكن استمرار الاستهانة بحقوق العمال هو ما نعاني منه، وبالنسبة للأيام الحر يقول أن الوزارة تؤمن للعاملين في مراقبة السلامة العام زي رسمي وطواقي أما عمال الورش فلا يتم تأمينهم بها، والأمر الأشد وطأة هو بالنسبة للحراس في المناطق النائية المكشوفة فلا يتم تأمينهم بأماكن مبيت حتى على مستوى خيم تقيهم هذه الصعوبات أو ماء للشرب أو وجبات لصعوبة الوصول بسهولة لي منها"
وفي كل الأحوال لا يمكن القول أن يستنكف الجميع عن أداء واجباتهم في الظروف ولكن المطلوب أن تراعى إنسانيتهم وأن لا نكتفي فقط بالتجهم وإطلاق عبارات التعاطف من وراء زجاج سيارتنا ونوافذ مكاتبنا المكيفة لحظة التقاء أعيننا بأعينهم وتتلاشى تلك المشاعر لحظة أن تختفي الصورة من محيط البصر.

أضف تعليقك