عمان نت في بيت عزاء منفذ "عملية الكرامة" (شاهد)

الرابط المختصر

في بيت عزاء الشهيد ماهر ذياب حسين الحويطات الذي أقيم في منطقة الحسينية في محافظة معان ، تجمعت حشود غفيرة من أبناء قبيلة الحويطات وأهالي المنطقة ومواطنين من جميع محافظات المملكة لتقديم واجب العزاء والتعبير عن مشاعر الفخر والحزن المختلطين، بعد استشهاد ماهر في العملية التي نفذها على جسر الملك حسين ، والتي أسفرت عن مقتل ضابط وجنديين من الجيش الإسرائيلي.

بيت العزاء لم يكن مجرد مكان لتبادل كلمات المواساة، بل تحول إلى ساحة ترددت فيها أحاديث البطولة والتضحية من كبار الشيوخ إلى الشباب، جاءوا ليقدموا تعازيهم ويدعمون عائلة الشهيد، التي عبّرت عن فخرها الكبير بابنها. 

والد الشهيد قال بصوت يملؤه الإيمان والفخر: "ماهر ليس ابننا وحده، بل هو ابن الأمة ، لقد رفع رؤوسنا عالياً بشجاعته وتضحياته"

المئات توافدوا إلى بيت العزاء، حيث امتلأ المكان بأهالي المنطقة والمحبين الذين جاؤوا ليقفوا بجانب عائلة الشهيد وأجواء الفخر كانت واضحة في كلمات الحضور، حيث وصفه أحدهم قائلاً: "ماهر ترك بصمة لا تُنسى، لقد عاش بكرامة واستشهد بكرامة"

أصدقاء الشهيد : ذكراه ستبقى خالدة ، في حديثهم عن ماهر، أشار أصدقاؤه إلى الشجاعة التي كان يتحلى بها منذ صغره .

في بداية أيام العزاء، بقيت مشاعر الفخر طاغية على أجواء المكان ، رغم الحزن على فراق الشهيد ماهر الحويطات، إلا أن بيت العزاء كان شاهدًا على اللحمة الوطنية والاعتزاز بما قدمه من تضحية ، شهادته ليست فقط مصدر فخر لعائلته وقبيلته، بل للأمة بأكملها، التي تودع بطلاً جديدًا من أبطالها.

 من هو ماهر حجازي؟

وُلد ماهر الجازي في 28 أبريل 1985 في قرية أذرح بمحافظة معان، وينتمي إلى عشيرة الحويطات الأردنية. والدته تُدعى عائشة، وله عدة إخوة منهم شادي وكاسب. ماهر متزوج ولديه ستة أطفال (ولدان وأربع بنات)، ويعيش حالياً في منطقة الحسينية بمحافظة معان جنوب الأردن.

خلفيته العائلية تتميز بتاريخ طويل في النضال الوطني، ومن أبرز أفراد عائلته الشيخ هارون الجازي الحويطي، قائد معركة القسطل في القدس عام 1948، واللواء مشهور حديثة الجازي، الذي قاد معركة الكرامة في 1968.

على الصعيد المهني، خدم ماهر الجازي في القوات المسلحة الأردنية لمدة 20 عاماً قبل أن يتقاعد. بعد تقاعده، عمل كسائق شاحنة وبدأ مسيرته في مجال الشحن عام 2022، حيث كان يقوم برحلات أسبوعية داخل الأردن، بما في ذلك إلى عمان، إربد، ومعبر الكرامة. كان يعمل في هذا المجال لزيادة دخله الشهري الذي يبلغ 380 ديناراً، والذي كان يصرفه على تربية أبنائه. إلى جانب عمله في الشحن، كان يساعد أيضاً في مزرعة العائلة في وادي عربة، حيث يزرعون البرسيم وكان يخطط للبدء في تربية المواشي.

كيف استقبل والد الشهيد الجازي نبأ استشهاده؟

ونقل الشيخ حابس الجازي، ابن عم الشهيد كيف استقبل والد الشهيد ماهر نبأ استشهاده.

وقال الشيخ حابس إن والد ماهر قال مباشرة بعد إبلاغه باستشهاد ابنه: "دم ابني مش أغلى من دماء الشعب الفلسطيني".

وأضاف ف ما قام به ابنهم رد فعل طبيعي تجاه الجرائم الاسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وبين الشيخ حابس أن ماهر لم ينتمِ إلى أي حزب، وهو إنسان طبيعي وودود، لكنه شاب عربي مسلم تأثر بما يحدث في فلسطين الحبيبة في ظل تعنت نتنياهو والجرائم الاسرائيلية بحق الأهل في فلسطين والدعم الغربي لإسرائيل.

وأكد أن "الشهيد ماهر (أبو قدر) ليس أول شهيد من قبيلة الحويطات والقبائل العربية ولن يكون الأخير بإذن الله تعالى ونحتسبه شهيدا عند الله تعالى.

وأشار الى أن الشهيد ماهر لديه 6 من الأبناء (ولدان و4 بنات) أكبرهم (قدر) يبلغ من العمر 14 عاما.

وختم: أنه السلطات الاردنية تواصلت معهم و أبلغتهم بحيثيات ما جرى وأن هناك مساعٍ وجهود تبذل لاستعادة جثمان الشهيد ليتسنى لهم دفنه في الأردن.

وفي وقت لاحق اصدرت عشيرة الحويطات ، الاثنين ، بيانا علقت فيها على العملية التي نفذها الشهيد  ماهر الجازي الحويطات في معبر الكرامة في غور الأردن، وادت الى مصرع 3 من جنود الاحتلال.

وقالت العائلة إن المسؤولية الكاملة عما حدث عند جسر الملك حسين تقع على عاتق رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ، وأنه المسؤول الأول والأخير عما حدث.

واضافت : دم ابننا الشهيد ليس أغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني ولن يكون آخر الشهداء.

وفود شعبية وحزبية تؤم بيت العزاء؟

 بدوره  قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس مراد العضايلة إن دماء الشهيد البطل ماهر الجازي أحيت قلوب العرب والمسلمين جميعا وبثت الأمل في نفوسهم.

جاء ذلك خلال كلمة العضايلة في عرس الشهيد بمحافظة معان حيث ترأس وفدا كبيرا من قيادات وأبناء الحركة الإسلامية.

وأكد المراقب العام أن الشهيد الجازي رفع رؤوس الأردنيين وأعاد التأكيد على موقفهم الداعم للمقاومة وللشعب الفلسطيني.

وبين أن هذه العملية هي الرد الطبيعي المتوقع من أبناء هذه الأمة الذين يرون المذابح بحق إخوانهم منذ ١١ شهرا.

ووجه العضايلة التحية للشهيد وعائلته وقبيلة الجازي وعشائر الحويطات التي طالما كانت في وجه المشروع الصهيوني.