عمال يعملون في عيدهم

عمال يعملون في عيدهم
الرابط المختصر

"إذا ما اشتغلت كل يوم بموت من الجوع"، هذه كانت إجابة احدى سائقي التكاسي الذين يعملون في العاصمة عمّان عندما سألته عن سبب نزوله للعمل اليوم رغم أنها عطلة رسمية لكافة العاملين في الأردن وفي معظم دول العالم التي تحتفي اليوم بعيد العمال العالمي.

سائق التكسي الذي لا يستطيع أن يتوقف عن العمل ويجلس في البيت ليحصل على يوم راحة بسبب متطلباته اليومية والحياتية التي تفرض عليه أن يعمل هذا اليوم وحتى في الإجازات الأخرى، قال إن متطلبات الحياة في الأردن لم تعد سهلة حتى بالنسبة لشخص يصل متوسط دخله إلى نحو 600 دينار، وهي نسبة دخل عالية في بلد تترواح رواتبهم نسبة رواتب 43 % من العاملين فيه ما بين 200 – 400 دينار، بحسب معهد "إبسوس".

وتفرض طبيعة بعض القطاعات على اصحابها العمل بشكل مستمر ودون انقطاع كسائقي التكاسي والصحفيين وأيضاً عمال الوطن وأيضاً ممن يعملون بوظائف مهمة كالعاملين في الأمن والجيش.

الواقع العمالي في الأردن

الأردن هو واحد من أكثر دول المنطقة "غلاءً"، وعاش في الفترة الأخيرة ظرفاً اقتصادياً "صعباً"، فرض على مئات الأردنيين البحث عن مصادر دخل اضافية لتأمين ضرورات حياتهم التي باتت محصورة "بالمأكل والمشرب والكساء".

ومع ذلك لا يجد آلاف الشباب فرصاً للعمل وبخاصة ممن يحملون شهادات أكاديمية، فخلال الأعوام الماضية سجل الأردن معدلات بطالة مرتفعة وصلت إلى نحو 14%، كانت عند الإناث ضعف عند الذكور وبنسبة وصلت إلى نحو 36% .

ولا تتوقف المشاكل عند "غير العاملين" إنما وصلت إلى "العاملين" الذين قادوا خلال العام الماضي 2013 نحو 890 احتجاجاً على ظروف عملهم وتدني أجورهم إن كان في القطاع العام أو الخاص.

وقال المرصد العمالي إن "معاناة قطاعات واسعة من العاملين في الأردن مستمرة"، مشيراً إلى أن مستويات "العمل اللائق بالأردن" في تراجع، وخاصة أن معظم العاملين لا يتمتعون بشروط عمل مرضية وعادلة.

واشار إلى نحو 44 % من العاملين العاملين بأجر في الأردن لا يتمتعون بأي شكل من أشكال الحماية الاجتماعية.

وتضمن المواثيق الدولية لكل إنسان حقه للعمل فالمادة رقم 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص " لكل شخص الحق في العمل، وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن له حق الحماية من البطالة".

البحث عن الأفضل

صرحت الحكومة وعلى لسان رئيسها عبدالله النسور الذي عرف بسياساته الاقتصادية "القاسية" والتي تسببت باشعال عددٍ من الاحتجاجات الواسعة منذ تسلم مهامه أن الأردن "تجاوز الوضع الاقتصادي الصعب".

إلا أن تلك التصريحات غير ملموسة بالنسبة للمواطن الأردني الذي تفاجأ بداية هذا الشهر بارتفاع جديد على أسعار المحروقات فرضت عليه تحديات جديدة، وصلت عند الأكاديميين على سبيل المثال إلى التفكير بتغيير تخصصاتهم للحصول على فرصة عمل أفضل، وبنسبة وصلت إلى 54 %، بحسب "إبسوس".

وايضاً قالت أرقام "إبسوس" إن 20 % من العاملين بالأردن يبحثون عن فرص عمل في الخارج 40 % منهم يحملون شهادت أكاديمية.

ويحتفل الأردن بالأول من أيار من كل عام إلى جانب دول العالم بمناسبة عيد العمال لتكريم الطبقة العاملة في البلاد.

وعيد العمال، أو يوم العمال العالمي، هو احتفال دولي للإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية، مثل نجاح الحركة في تحديد ساعات العمل اليومية بثماني ساعات.

أضف تعليقك