على حواشي صفحات الكتب.. قصص لأناس غابوا

الرابط المختصر

حمّل الكتاب الكثير من ملامح حياة صاحبه
ومقتنيه، فبين الصفحات و فوق الكلمات خطّت الكثير من الذكريات والخواطر وحتى
المعلومات أحياناً؛ لتبقى جميعها محفورة مثل محتوى الكتاب لتسافر معه المعاني
الإنسانية عبر الزمن و تنتقل من مجلس إلى آخر و من قارئ لغيره... ليبقى الكتاب
دوما هو أفضل و أقرب صديق لقارئه.ولكون الأردن كان إحدى محطات العديد من الكتب والأدباء
و الشعراء و المثقفين من العرب... فقد كانت كتبهم تشاركهم السفر والهجرة وأحيانا
تفارقهم لتحطّ في أحد محطات سفرهم.


وحتى كتب البسطاء من الناس كانت أيضاً هي
الأخرى تحمل بعضاً من ملامح حياتهم فتجد حسابات المصروف الشهري على كتاب أحد
الموظفين وآخر يروي بعضاً من تفاصيل يومية على ظهر كتابه ولم يتوان تلميذ عن
التغزل بزميلة على كتب المدرسة.


وفي مكتبة خزانة الجاحظ تتجلى تلك الذكريات على صفحات
حواشي الكتب، ويحدثنا الشيخ هشام المعايطة صاحب هذه المكتبة عن ما وجده على حواشي صفحات
الكتب المستعملة والقديمة لديه ويقول "لا أنسى حينما اشترينا في أحد المرات
مكتبة لشخص اسمه نبيل الفرماوي ولم نكن نعرف عنه شيئاً حينها لكننا وجدنا كل
ذكرياته التي كتبها منذ صغره على جميع كتبه".


وتابع الشيخ هشام "فكتب هذا الشخص على أحد
كتبه تفاصيل رحلته من مدينة يافا عبر البحر و كان حينها لا يزال طفلاً، حيث يذكر
في تفاصيلها أنه كان يتأمل البحر ويتمنى أن يصل سالماً الى البر وذكر أنه يتمنى أن
يصبح طياراً عندما يكبر، ومن خلال ذكرياته على كتبه عرفنا عنه الكثير من تفصيل
وملامح حياته رغم أننا لانعرفه أبداً ولا نعرف عنه شيئاً حتى الآن.


ويضيف قائلاً "وجدنا بعض الكتب وعليها
ذكريات لجنود بريطانيين كانوا هنا في زمن الإنتداب البريطاني وكذلك هناك كتب وقع
عليها العديد من الكتاب الأجانب منذ عام 1930".


حواشي كتب نادرة..

وعن حواشي الكتب النادرة يقول الشيخ المعايطة
لدينا مخطوطة للإمام زيد ابن الحسين ابن علي وكان على حواشيها بعض الملاحظات التي
كتبها حينها، كما وجدنا عليها أيضا بعض الحسابات والمعادلات بالجبر القديم كتبها
من اقتنى تلك المخطوطة بعد الإمام، ويصل عمر هذه المخطوطة الى 600 سنة.


وسرد أيضاً "وكذلك وجدنا بعض الملاحظات
والأختام القديمة جداً على حواشي مصحف كتبت آياته قبل ترقيم الآيات ويرجع عمره الى
800 عام، وكان هناك كتاب اسمه الإله الأعظم مكتوب بالورق المشمع الذي ابتكره العرب
للكتابة عليه بعد رمي المغول عند دخولهم بغداد جميع الكتب في نهر دجلة مادفع العرب
للكتابة على ورق مطلي بالشمع لكي لايتلف بالماء عند رميه فيه ويعتبر هذا أحد رموز
جودة الصناعة الإسلامية".


قصيدة نادرة..

ويقول الشيخ هشام: في المجلات المستعملة
النادرة والقديمة عثرنا على العديد من الملاحظات منها قصيدة نادرة لعرار وغير
موجودة في أي من كتبه، وجدناها على مجلة نفرتيتي حيث كان قد كتبها سنة 1922.


كما وجد في مكتبة الجاحظ مجلات عراقية مثل
(سومر) وهي من المجلات القديمة وعليها طلب كبير بسبب إحتوائها على أغلب أدباء
وكتاب العراق الذين كانوا يقرأونها في ذلك الحين


هجرة الكتب..

وعن تطور الحركة الثقافية في الأردن نتيجة
توافد وهجرة الكثير من الكتاب والأدباء والفناننين وحتى المثقفين من الدول العربية
نحو الأردن نتيجة توترات الوضع السياسي، ومشاركة الكتب لأصحابها ومقتنيها الهجرة قال
الشيخ هشام : بعد دخول العراقيين الى الأردن كسب البلد عدداً كبيراً من العلماء
والمثقفين الذين زادونا علما في انتشار الكتاب الثقافي والسياسي، فهناك كتب في
الحضارة السومرية والبابلية كانت تطبع في الأردن بسبب الحصار وانتشرت في دور النشر
الأردنية.


أما الكتب القديمة فهناك أيضا العديد من الكتب
القديمة النادرة كانت قد جاءت مع هجرة العراقيين نحو الأردن فهناك كتب كانت للملك
غازي والملك فيصل وتعتبر من كتبهم الشخصية وصلتنا ةنحن بدورنا أوصلناها الى
الجامعات الأردنية.


ويضيف أما عن حركة الكتاب فكون مكتبتنا تعتمد على
مبدأ الإستعارفكان دائما يعود الكتاب و يعمل بعض الملاحظات وأحيانا ذكريات وهواجس
القراء فيصبح للكتاب قيمة أكاديمية وإنسانية تكتسب من قبل القراء على حواشي الكتاب.

أضف تعليقك