علماء أردنيون يستبعدون حدوث زلازل في الأردن

الرابط المختصر

"الزلازل تهدد مدن شرق أوسطية، حيث سيهبط بقوة على الأردن وفلسطين فيصيب العاصمة عمان وميناء العقبة، وينحرف إلى مدن الضفة الغربية"، هذا ما يقوله العالم الأمريكي، مارينز كنسي، في دراسته حول الأوضاع الطبقات الأرضية. ما مدى تأثر الأردن مما يقال، وهل قد تحصل التغيرات الطبقية في المنطقة العربية؟



البروفيسور الأردني سفيان التل، يعتقد أن الصفيحة العربية غير مرتبطة بالصفيحة الهندية والشرق آسيوية،"إذا أردنا أن نبسط الموضوع علينا أن نعود إلى الرأي الجيولوجي القديم، والذي يقول أن القارات كلها كتلة واحدة وبدأت تنفصل عن بعضها وتسمى علميا كتل صفائح تكتونية وبينها فواصل وأخذت تبتعد عن بعضها على مدى سنوات وهي كتل صخرية كبيرة، هذه الصفائح أو الشقوق معروفة، لدى علماء الجيولوجيا بأنها تنقسم إلى مناطق كثيرة فمنطقتنا العربية تسمى بالصفيحة العربية، وتحدث الزلازل عندما تصتدم هذه الصفائح مع بعضها البعض، عندها تحدث زلازل إما صغيرة أو متوسطة أو كبيرة".



شهدت مناطق الجزيرة العربية والمناطق الواقعة بين الدول العربية وإيران وتركيا على مدى سنوات حدوث هزات أرضية وزلازل كبيرة، يقول سفيان إن مناطق هذه الزلازل معروفة ومدروسة لدى العلماء، فعندما يقولون أن حزام الزلازل الواقع بين الجزيرة العربية وإيران وتركيا، مثلا الأخدود العظيم "منطقة وادي الأردن" منطقة زلازل لكنها خفيفة، لكن منطقة جنوب شرق آسيا والتي حصل فيها زلازل داخل المبحر مصنفة على أنها مناطق تحدث فيها الزلازل العملاقة، ربما العلماء...



هل يمكن القول أن المنطقة العربية بعيدة عن الزلازل؟



"لا نستطيع أن نؤكد أنها بعيدة، لأن مناطق حوض وادي الأردن عاشت أكبر زلزال عام 1923 وتصدعت الكثير من البيوت لكنه ليس عملاقا، أما عن التنبؤات فمع إجماع العلماء حول بعد حدوثه في منطقتنا لكن هناك حالات قد يصح فيها التنبؤ، لعل أهم هذه الحالات حدثت عام 1973 في الصين عند تنبؤ بحدوث زلازل عندهم خصوصا في منطقة هويون وأنتين وليا بان والمؤشرات التي أخذوها هي تغير خطوط المياه على السواحل والمؤشر الثاني تغير مستويات المياه الجوفية ارتفاعا أو انخفاضا، إضافة إلى خروج موجات كهرومغناطسية تسجلها الأجهزة، وكان من آخر هذه المؤشرات هروب الزواحف وخاصة الأفاعي والجرادين التي تعيش في باطن الأرض، وفي حالة الصين، كانوا يراقبون هذه الأحداث إلا أن هربت الأفاعي من منطقة دافئة إلى منطقة جليدية وبشكل جماعي عندها قرروا ترحيل سكان مدينتين كبيرتين في الصين وبعد ذلك حدث زلزالا مدمرا، هناك تنبؤات كبيرة ولم تصدق، فيها احتمالات".



ويتابع "أما عن الزلزال الكبيرة الذين يتحدثون عنها؛ سأعود إلى نبؤه قدمها عالم سوفياتي قبل 7 سنوات، يدعى زخاروف، حيث ربط عملية الزلزال بقضايا فلكية إذ أن كل دورة سنوية 100 أو 200 سنة، يحدث اصطفاف في عدد من النجوم وتحدث بالتالي محصلة جاذبية، تؤثر على سطح الكرة الأرضية، كما يؤثر القمر على البحار والمحيطات وبالتالي يحدث المد والجزر، إذا كانت هذه نبؤه معقولة فيمكن للجاذبية التي تحدث على سطح الأرض قد تؤثر على الصفائح التكتونية، فإذا ما جذبت هذه الصفائح باتجاه الفضاء الخارجي، عندها يمكن أن تحدث زلازل عملاقة، وقد تنبأ هذا العالم باحتمالية حدوث زلازل في مناطق الشرق الأوسط وخصوصا فلسطين المحتلة ويمكن أن تنشطر إلى شطرين، بالنسبة لنا العلماء يطرحون التنبؤات والله يفعل ما يريد".



مدير مديرية رصد الزلازل في سلطة المصادر الطبيعية، المهندس درويش جاسر، يقول لعمان نت، "ما حدث في المحيط الهادي وخصوصا في الجزيرة الاندونيسية سومترا مفصول كليا عن الأردن وفلسطين وحتى الصفيحة العربية كلها بما فيها الخليج العربي؛ لأن الجزيرة واقعة على ملتقى ثلاثة صفائح؛ الهندية، الآسيوية، وواحدة أخرى، وأنه دائما ينتج عنها حركات نشطة، أما نحن في الأردن والجزيرة العربية واقعة على الصفيحة العربية وغير معنية وغير متأثرة، أبدا".



ويضيف:ما تكلم عنه العالم الأمريكي هو أمواج سومترا يمكن وصولها إلى عدة مناطق، لكن الضغوطات التي أفرزتها، لا يمكن أن تصل إلى مناطق الصفيحة العربية.



في ظل ما يشاع بين المواطنين حول احتمالات وصول الزلازل، يدعو جاسر المواطنين إلى ضرورة عدم التخوف، "نطمئن المواطنين بأن ما حدث في 11/2/2004 سبقه قبل 60 سنة، في منطقة البحر الميت(...)



لكن، هل قامت المراكز البحثية في الأردن بدراسات حول الطبقات الأرضية، يعلق جاسر "حسب ما تجريه سلطة المصادر الطبيعية والجامعات الأردنية من دراسات، فإنها تجمع علة أن إذا ما حدث هزات فهو مرتبط بالزمن، وأن ما حدث للهزة ما هو إلا الحدث الذي كان متوقعا، فلا يوجد حدث في الوقت الحاضر أو القريب القادم".



في ظل الإشاعات التي تسري بين الناس، خرجت صحيفة "الغد" بتقرير تحدث فيه أستاذ في جامعة النجاح ومدير مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل الدكتور جلال دبيك في نابلس بالضفة الغربية، يقول إن الأراضي الفلسطينية والأردن وسوريا ولبنان تقع ضمن الدورة الزلزالية لعدد من الزلازل المتوقعة، منها زلزال البحر الميت، وزلزال الجليل وبحيرة طبريا والذي يحدث كل 200 إلى 250 سنة والذي حدث آخر مرة في العام 1759 والذي أودى بحياة الآلاف، ويضيف أننا في الفترة الزمنية لحدوث هذه الزلازل.



تبقى الاحتمالات واردة في ظل تغير الأجواء والتضاريس بفعل الخراب البشري الذي طال الأرض والسماء والماء، لكن في الوقت نفسه، تستمر الآراء تراوح مكانها في ظل عدم وجود دراسات علمية جيولوجية كافية تدرس الصفيحة العربية وما ستؤثره في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة تضاريسيا كل بضعة سنوات.

أضف تعليقك