كثير من مسؤولينا ( غير الأشاوش ) الذين ما زالوا على رأس عملهم ، أو من أولئك الطامعين بالعودة للمنصب الذي يستمدون منه القوة والهيمنة والتكسب ، يلجأون الى لفت الأنظار بالظهور الإعلامي أو ما يعرف ب ( البهرجة الإعلامية الزائفة )؛ ظَنّاً منهم أنهم سيحصلون على الرضا ، والعودة لنادي رؤساء الوزراء ، او الاستمرار في مواقعهم .. وبالأصل غايتهم ان يقولوا لأولي الأمر : نحن هنا !!
كلنا استمعنا وشاهدنا حوارا مع رئيس وزراء أسبق ، الذي في الحقيقة لا احد يستطيع ان ينكر أنه لا يجيد القراءة والكتابة ، وضعيف في الإملاء والخط ... افكاره مبعثرة والتركيز عنده معدوم.. تقديره لا يتعدى : ضعيف جدا .. إلا انه يجيد التهرب من الإجابة ، وبارع في استخدام المواربة وأسلوب اللف والدوران الذي يجيده جميع النصابين ، وبعض السياسيين الذين وصلوا عن طريق ( الشفعة ) والعلاقات الشخصية الى أعلى المناصب ..
هذا الرئيس ( الأسبق ) ، أذهلنا نحن الشعب الاردني ، وولد لدينا قناعة بأن من يتولى المناصب العليا ليس بشرط أن يكون على قدر من الفهم ، و الأهم أن تكون عائلته مقربة او لها علاقة نسب أو بحكم الصداقة أو زميل دراسة أو معرفة أو أن يكون قد رشح من قبل أحدهم ، أو أن تكون هناك (جهة ما ) هي التي تحركة كالدمية و (تُحكيهِ) بما تريد ، وهو مجرد (واجهة ) لتنفيذ ما يطلب منه .. والباقي عليهم !!.
الحقيقة ، هذا النموذج شيء ( لا يشرف ) ويعكس صورة سيئة وغير حقيقية عن عقول ( أهل الأردن ) الذين يسجلون أعلى درجات التحصيل العلمي ، وأقل نسب في الأمية ، ونموذج ( محبط ) لأصحاب العقول ، ويؤيد بأن أصحاب ( الحظوظ ) هم الذين يكسبون في النهاية !!..
النموذج الثاني ، الذي كلنا (تَسمر ) امام شاشات التلفزيون لمشاهدة خطابته الارتجالية، التي تحتوي على مفردات لغوية قوية في النطق ، إلا أنها لا تحمل معنى يترجم أو يطبق على أرض الواقع لأي رؤية مستقبلية ، وهي ليست أكثر من ( فَذْلَكاتٌ لُغَويةٌ ) خيالية غير واقعية ، والبعيدة عن المقاربات العلمية القابلة للتحقيق ، والتي يُقصد من ورائها كسب التأييد الرسمي بعيدا عن التأييد الشعبي الذي يجد فيه استخفافا للعقول ، وتزييفا للواقع!!..
حتى شعر المواطن أنه أمام فيلم من أفلام الخيال العلمي ... معادلاته غير منطقية ، ومن الصعب تحقيقها !! .. تخيل يا رعاك الله أن( أجمل أيام هذا البلد هي التي لم تأتِ بعد!!..) عبارة كلما ( خَبْا ضوؤها ) يقرر ( مُطلقها ) إعادتها للواجهة بطريقة ( استفزازية ) خاصة بعد مقابلة الملك عبدالله الثاني مع (بي بي سي لندن ) عام 2016 ، عندما أشار الى ان : " الشعب الاردني يجب ان يشعر بتحسن المستوى المعيشي ، وإلا سيكون من الصعب عليّ ان أنظر في عيون شعبي وان أقول لهم ان الغد سيكون افضل " ، هذا الشعب الذي ضحك كثيرا عند سماعه أن الحكومة ستقاوم ( روح السوداوية ) التي نشرتها قرارات الحكومات المتعاقبة ، ولن تسمح ان ( تكسر روح الحكومة) التي ( كسرت خاطر الشعب ) ، وإنها في النهاية ستخرج الحكومة ببياض الوجة مع الأردنيين !!..
في الختام ، و ب(الفم الملآن ) نقول لأغلب مسؤولينا السابقين والحاليين : عفوا لقد نفد رصيدكم !!.. لف و حَوْد من هون..
كاتبة وصحافية أردنية
Jaradat63@ yahoo.com