قرار الاردن عدم المشاركة في اجتماع النقب قرارا صائبا، وفي الإتجاه الصحيح أردنيا ، يمكن فهمه انه في إطار تقسيم الأدوار العربية في التحركات الأخيرة ، والعنوان الأول لهذه التحركات يتقاطع مع محاولات الخليج و"إسرائيل" وبحضور امريكي التأثير في الإتفاق النووي مع إيران مع استبعاد ان يحقق هذا الحراك اي نتيجه تذكر لا ترغب بها الولايات المتحدة،لذلك فهو اجتماع اقرب الى مظاهر شكلية تعبر عن عمق أزمة " إسرائيل" ورسالة تطمنيات لها "وللداخل الإسرائيلي"، ومهما كانت العناوين التي ترافق هذا اللقاء كإعلان تحالف عسكري فهو يبدو بلا افق حقيقي يمكن الإستمرار فيه مستقبلاً ،اما العنوان الثاني لهذا التحرك العربي يصب مباشرة في العمل على ترتيب اولويات المصالح العربية على هامش المتغيرات الدولية في الصراع الأخير، وهامش التحرك الذي سمح به هذا الصراع ، متقاطعا مع استحقاق التسوية الأمريكية الإيرانية في الملف النووي،التي تفرض بالضرورة العمل على تجاوز ضعف الواقع الرسمي العربي في مواجهة تداعيات هذا الاتفاق ، وهنا لا يجب إغفال ان العمل على معادلات عربية جديدة تتجاوز إخفاقات الماضي لن تكتمل إلا بالعمل المشترك مع سورية حيث تتقاطع معادلة إنجاز التسوية السورية الداخلية ، مع صراعات المنطقة الإقليمية سواء مع ايران و تركيا او" إسرائيل"، بل هي مركز هذا التغيير المطلوب عربيا ،والتي ستضبط بالضرورة تهافت دول التطبيع الأخير كمدخل للتسوية العربية ، فالتسوية السورية وعودة العلاقات العربية معها هو احد اهم التحديات التي تواجه النظام الرسمي العربي إقليميا ودوليا ، إضافة إلى تسوية القضية الفلسطينية والجميع يعلم إنه لا يمكن لأي طرف القفز عن مصالح الشعب الفلسطيني ، لذلك يعتبر الحراك العربي الاخير محاولة اوليه للاشتباك مع مختلف التحديات، بدءا من الزيارة السورية إلى الإمارات و الى لقاء العقبة الخماسي كلها تصب في إطار محاولات إنجاز تسوية عربية -عربيه تحقق معادلة جديدة في المنطقة تواجه التحديات الإقليمية والدولية وهو العنوان الاهم أردنيا قبل اي حديث عن محاولات إعاقة الإتفاق النووي الإيراني الأمريكي،او تشكيل تحالفات في مواجهة تداعياته، خصوصاً في ظل غياب الثقل السعودي فيه، وهو الأمر الذي تدرك أبعاده الأردن وان مدى إمكانية التأثير فيه تكاد ان تكون شبه معدومة.