عاموس جلعاد: ضم الأغوار والضفة خطر على أمننا القومي

الرابط المختصر

حذر مسؤول أمني سابق، مدير مؤسسة بحثية كبيرة في "تل أبيب"، من التداعيات الخطيرة لتنفيذ خطة ضم الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن على "الأمن القومي الإسرائيلي"، مطالبا بمنعها.



وأكد الجنرال عاموس جلعاد، رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن "خطة الضم هي بمثابة رهان خطير".



وأوضح أنه في حال قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بتحقيق الضم، سيكون ذلك خطرا على الأمن القومي لإسرائيل"، منوها إلى أن "الأمن القومي ينبع من ضمن أمور أخرى، من جملة العلاقات الأمنية الرائعة مع الأردن، ومن التنسيق الأمني الناجع مع السلطة الفلسطينية".



وأشار جلعاد، وهو المدير السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية، إلى أن "إسرائيل تتمتع بإنجاز غير مسبوق لعمق استراتيجي من البحر المتوسط وحتى حدود الأردن - العراق، وهو مجال يعطيها الهدوء والاستقرار من التهديدات العسكرية".



ولفت إلى أن "الاستثمار اللازم للإبقاء على هذا الإنجاز أو الواقع الأمني الرائع هو استثمار متدن، والجيش الإسرائيلي يستثمر في ذلك قوات قليلة لسببين؛ قدراتنا الاستخبارية – العسكرية والتنسيق الأمني الاستخباري، وأولا وقبل كل شيء مع الأردن والسلطة، وهذا الواقع ينطوي على توفير الكثير من الدم الذي قد يسفك، والكثير من المقدرات".

 

وأشار إلى أن "غور الأردن منطقة هادئة أمنيا، لكنه مهمل جدا من ناحية مدنية، وإلى جانب ذلك فإن نية الضم حتى قبل أن تتحقق تثير علينا مقاومة شديدة جدا، من جهة معظم دول أوروبا ومن معسكر واسع في الولايات المتحدة، وعلى رأسه الرجل الذي يحتمل أن يكون رئيسا في غضون نحو نصف سنة، جو بايدن".



وزعم أن "الدول العربية وبخلاف الوعود، لا تؤيد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا يوجد في الأفق دولة عربية تؤيد الضم".



وتساءل الجنرال: "ماذا ستكون عليه صورة إسرائيل التي ستضطر أن تحتوي ملايين الفلسطينيين؟"، مضيفا: "مثل هذه الخطوة ستتسبب باحتمالية عالية بقضم مكانة السلطة الفلسطينية، لدرجة انهيارها، وستشجع حماس لتشير إلى أبو مازن (رئيس السلطة محمود عباس) كمن فشل في مسار السلام".



وأضاف: "فضلا عن ذلك، تتصدى إسرائيل لإيران وفروعها كتهديد مركزي على أمنها القومي، ومثل هذا التصدي يستوجب تجنيدا لكل المقدرات، ولكن ضعضعة الاستقرار والهدوء في الجبهة الشرقية من شأنه أن يحرف الانتباه، ويشوه سلم الأولويات الصحيح لغرض المعالجة اللازمة للتحديات، وتشجيع الاضطرابات التي قد ترافقنا نتيجة للضم".



ورأى أنه "لا يوجد سبب منطقي للضم، وفي النقطة الزمنية هذه، حتى لو فشلت خطة الضم، فالفشل سيخلف وراءه خلافا داخليا حادا، ويرفع إلى السماء سحابة كثيفة فوق العلاقات بيننا وبين الولايات المتحدة، كون الرئيس (ترامب) الودي لإسرائيل يتعرض لإهانات شخصية حادة من جانب شخصيات إسرائيلية عامة".



ونبه إلى أن "فشل الضم سيوقظ الأفكار؛ فهل يمكن انتزاع الإنجازات السياسية من إسرائيل بالضغط؟" وأضاف: "هل إسرائيل التي ستكون فيها مساواة ديمغرافية بين اليهود والفلسطينيين لن تضع في الاختبار الصعب الرؤية الصهيونية كلها؟".



وشدد رئيس معهد السياسة والاستراتيجية على ضرورة أن يقوم "الكابينت السياسي - الأمني بشطب الخطة، وإلى جانب ذلك، نوصي بتعزيز غور الأردن"، معربا عن أسفه بأنه "لا يزال غير واضح ما هو المخطط الدقيق للخطة، وما هو موقف واشنطن، التي تعيش صراعا داخليا عنيدا".



وفي نهاية مقاله، أكد الجنرال أن "خطوة الضم زائدة تماما، وذات طاقة ضرر كامنة متعددة الأبعاد للمدى البعيد على أمن إسرائيل ومستقبلها، يجدر بنا الامتناع عنها، كي لا تضاف لقائمة الخطوات الاستراتيجية البائسة التي تمت في الماضي".