تقول الملكة رانيا أن شعب وحكومة الأردن ملتزمان بتقديم أفضل مستقبل ممكن للأطفال، وتضيف " كما أننا نعمل أيضا لضمان أن ينشأ الأطفال في بيئة تدعم حقهم في الرعاية والتطور من خلال تقديم السياسات والبرامج المناسبة.

ودعت الملكة لدى استلامها جائزة بامبي الإنسانية في ألمانيا الجميع للعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل للأطفال " إننا إذا عملنا معاً، نستطيع رفع مستوى حياة المواطنين الأغلى علينا" أي الأطفال.

بالتزامن مع دعوات الملكة رانيا لتوفير البيئة المناسبة للأطفال لضمان مستقبلهم ، والتي جعلت منظمة اليونيسيف العالمية تمنحها لقب " مناصرة بارزة للأطفال" ترفع الحكومة الأردنية سعر الحليب الذي هو أول متطلبات النمو والرعاية لجميع الأطفال.

فكيف يمكن لطفل لا يستطيع والداه أن يؤمنا له كوب الحليب أن ينمو نمواً سليماً وطبيعياً، وأن يحصل على بداية جيدة لحياته تعطيه الفرصة لتحقيق إمكاناته وإطلاق إبداعاته.

الكثير من العائلات الأردنية تأثرت بارتفاع أسعار السلعة الأهم لنمو أطفالهم، " صرنا نستغني عن شغلات مقابل نوفر الحليب للأولاد ، ما في بديل، الحليب إشي أساسي زيو زي المي للطفل .

وتناشد فداء وهي أم لأربعة أطفال جلالة الملكة رانيا أن تساعد العائلات الأردنية في توفير الرعاية لأطفالها مؤكدة أن الحليب مادة أساسية لنمو الأطفال " الملكة رانيا عم تهتم بالأطفال تحاول تعملنا شغلة بالحليب، لأنه كتير مهم، الصغار شو بدو يعوضهم ويبني جسمهم غير الحليب"

أبو قيس وهو أب لثلاثة أطفال وينتظر الرابع عانى من ارتفاع أسعار الحليب خاصة في ظل الرواتب المتدنية " اللي عندو أطفال شو يسوي لما يكون الواحد عسكري راتبو متدني ما بكفيش على هالوضع".

ويقول أبو قيس أن ارتفاع السلع أمر طبيعي ولكن ارتفاعها بالمقدار الكبير الذي ارتفعت به أسعار الحليب أمر غير طبيعي. " أنا بعرف السلعة بترتفع ربع دينار بس هاي ارتفعت دينارين دينارين ونص ومنها الضعف."

نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق عزا إرتفاع أسعار الحليب إلى عدد من العوامل تمثلت باجفاف الذي حصل في استراليا ونيوزيلندة مطلع العام الحالي، إضافة إلى إلغاء الإتحاد الأوروبي الدعم المقدم للمزارعين وحصول حمى قلاعية في بريطانيا مما أوقف استيراد الحليب منها الأمر الذي جعل هولندا والدنمارك الدولتين الأوروبيتين الوحيدتين اللتين يتوفر فيهما الحليب، كما يقول توفيق أن ارتفاع اليورو مقابل الدولار ، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط عالمياً مما زاد في أجور شحن الحليب إلى الأردن كانت الأسباب الرئيسية في ارتفاع سعر الحليب.

ويؤكد توفيق أن ارتفاع سعر الحليب كان عالمياً وأن الدولة الأردنية لم تستطع القيام بشيء في هذا الصدد نظراً لعدم وجود أية مصنع لانتاج الحليب المجفف في أي من الدول العربية، وكون الأردن داخلة في اتفاقية التجارة العالمية فإن زمن دعم السلع قد انتهى.
ويبين نقيب تجار المواد الغذائية أن مادة الحليب معفاة من الرسوم ولا تخضع سوى لضريبة مبيعات بمقدار 4%، لذلك فإن النقابة ناقشت موضوع ارتفاع السلع مع وزير الصناعة والتجارة، وهي بصدد التوصل لاتفاق يعمل على تخفيض الرسوم على بقية السلع الأساسية الأخرى كالدجاج بحيث يستطيع المواطن الأردني ان يعوض فرق ارتفاع سعر الحليب من مواد أخرى.

وأضاف توفيق انه سيتم الإعلان عن هذه الإجراءات قريباً" يتم الإعلان عن هذه الإجراءات خلال الفترة القريبة القادمة بالتزامن مع اعلان ارتفاع الرواتب والبدء بتنفيذ شبكة الأمان الإجتماعي، خلال الأسبوعين القادمين سيتم الإعلان عن اعفاء هذه المواد ونحن في النقابة نتعهد بخفض أسعار هذه المواد بنفس نسبة التخفيض على الجمرك أو ضريبة المبيعات."

وعن الحليب الطازج الذي شهدت أسعاره ارتفاعاً على الرغم من أنه يصنع محلياً يقول توفيق أن ارتفاع أسعار الحليب الطازج جاء نتيجة لرفع أسعار الشعير الذي يمثل المادة الأساسية في غذاء الأبقار وعدم شمول مربي الأبقار بالدعم المقدم من الحكومة، مبيناً ان نقابة تجار المواد الغذائية ناشدت الحكومة إعادة النظر في هذا القرار، وتقديم الدعم النقدي لمربي الأبقار لينخفض سعر الحليب الطازج.