طلاق بائن بين المواطن و كرتونة البيض

الرابط المختصر

بات المواطن الأردني يعتبر البيض من الكماليات بعد أن ناطحت أسعاره الثلاثة دنانير وكسور، فلم يعد الفقير قادرا على شراء هذه السلعة الضرورية

محمد العرسان: بات المواطن الأردني يعتبر البيض من الكماليات بعد أن ناطحت أسعاره الثلاثة دنانير وكسور، فلم يعد الفقير قادرا على شراء هذه السلعة الضرورية التي أصبحت تباع "بالحبة" بمقدار 15 عشر قرشا.

حيث شهدت الأسواق الأردنية منذ أسابيع ارتفاعاً كبيرا في أسعار بيض المائدة إذ بلغ سعر طبق بيض المائدة 3,35 دنانير للحجم الكبير 2000 غرام، و270دينار للحجم المتوسط 1800غرام.هذا الارتفاع الكبير في أسعار البيض دفع بعض المواطنين بالاعتقاد أن البيض أصبح للأغنياء فقط كما يقول سلامة 45 عاما.
 
 
أسعار البيض "الخيالية" دفعت المواطن الفقير للاستغاثة وطلب العون، إذ وصف رشيد طه 55 عاما ارتفاع أسعار البيض " بالظلم الكبير" يقول بصوت لا يخلو من اللهفة "أسعار البيض نار لم نعد نستطيع آكل البيض وهذا حرام وظلم كبير ففي السابق كانت 175 كان باستطاعت الشخص الفقير أن يشتريها، أما الآن استطيع أن اصف هذا الارتفاع بالجريمة، لم نعد كفقراء نرغب في البيض ولا نريده، فقد أصبح منذ الآن البيض للفقراء".
 
أما التاجر فهو في ترقب لما سيحدث على أسعار البيض من ارتفاع أو انخفاض، فالأنباء عن انخفاض محتمل لأسعار البيض دفعت التاجر احمد أبو حجر لوقف بيع البيض خوفا من أن يشتري بالسعر الحالي و من ثم يضطر للبيع بالسعر الجديد.
 
ويختلف سعر طبق البيض من نفس الوزن بين تاجر وأخر، والسبب في رأي بعض التاجر هو " هامش الربح الذي يحققه التاجر" فبعض منهم يراعي أوضاع المواطنين الاقتصادية والبعض الأخر لا يكتفي الا بتحقيق اكبر قدر من الربح.
 
 
وبين جشع التاجر وغلاء الأسعار لا تجد أم احمد نفسها  لا مكتوفة اليدين أمام وحش الأسعار الذي طال سلعا أساسية كالبيض الذي يعد غذاء أساسيا للأطفال تقول أم احمد وهي آم لخمسة أطفال " تأثرنا جدا من ارتفاع أسعار فعلى سبيل المثال البيض غير ضروري جدا  وهذا حرام، من يفعل كل هذا بالمواطن".
 
ولم تسلم بسطة أيمن لبيع الكعك بالبيض من غلاء الأسعار، فأضحى سعر سندويشة البيض يفوق الربع دينار بعد أن كانت عشرة قروش والسبب ارتفاع سعر حبة البيض والتي بلغت 15 قرشا، يشكي أيمن من الإقبال المحدود على المبيعات بسبب عزوف المواطنين عن شراء هذه المادة".
 
أسباب ارتفاع أسعار البيض تعود  لموجة الصقيع التي أثرت على المملكة مؤخرا إذ أدت حسب المهندس محمود العوران  رئيس الاتحاد العام للمزارعين إلى انخفاض إنتاج البيض والدجاج بنسبة وصلت 50 في المائة وارتفاع أسعارها بنسب تراوحت من 20 إلى 30 في المائة، كما أدى الصقيع لنفوق إعداد كبيرة من الدواجن وانخفاض نسبة الخصوبة لدى الدواجن بسبب البرد" .
 
ولا يتفاءل العوران بان أسعار البيض ستنخفض مع ارتفاع درجات الحرارة والسبب ارتفاع في أسعار المشتقات النفطية، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع في مستلزمات تكاليف الإنتاج، ويقول العوران" بشكل عام نتحدث الآن عن ارتفاع في سعر اسطوانة الغاز التي تستخدم في التدفئة ناهيك عن ارتفاع أجور النقل وأجور العمال، نقطة أخرى هي أن المزارع يشتري الأعلاف بالأسعار الحرة غير المدعومة".
 
و على الرغم من القرار الحكومي بتعليق الرسوم الجمركية على استيراد مادة البيض إلا ان هذا لم يساعد في تخفيف الارتفاع الحاد في ألاسعار التي اثقلت كاهل المواطن.