ضياع ملفات مرضى في البشير
* نقص الكادر التحدي الأكبر*مليون مواطن يراجع البشير سنويا يعالجهم 2639 طبيب* نقص الادوية وعدم النظافة ولانتظار طويلا ابرز الشكاوى.
أكثر من خمس ساعات قضتها منيرة 37 عاما وهي تنتظر أمام مبنى العيادات الخارجية في مستشفى البشير لحين العثور على ملفها الصحي الذي فقد أثناء عملية مراجعتها لعيادة الغدد الصماء في المستشفى، تقول وهي لا تكاد تقوى على الوقوف " منذ السابعة صباحا حضرت للمستشفى لمراجعة عيادة الغدد الصماء وقمت بتسليم الملف للسجل و من حينها وحتى الحادية عشرة والنصف صباحا لم يعثر للملف على اثر".
القائمون على المستشفى يحملون ضياع ملفات بعض المرضى للمريض نفسه، يقول مساعد مدير مستشفى البشير للشؤون الإدارية د. عوني حميد أن " بعض المستشفى لا تستطيع في بعض الأحيان تحصيل الملف الطبي من المريض".
راديو البلد قام بجولة ميدانية في مستشفى البشير– اكبر وأقدم المستشفيات الحكومية- يقوم "مستشفى الفقراء" كما وصفه احد المرضى بعلاج نصف مليون مواطن سنويا وهو نفس العدد الذي تقوم بعلاجه العيادات الخارجية المحلقة بالمستشفى حسب الدكتور عوني حميد " يضم المستشفى الذي بني في 1954 جميع الاختصاصات الطبية ما عدا جراحه وزراعة الأعضاء، ويبلغ عدد الأسرّة الموجودة في المستشفى 928 سرّيرا ويعمل فيه 2639 طبيبا و580 اختصاصين منهم 261 طبيب مقيم و 319 طبيب تمريض بالإضافة إلى 1277 ممرض وممرضة، أما الصيادلة في البشير يبلغون 15 صيدلي يساعدهم 55 شخصا، ويقوم المستشفى بجهد كبير إذ يجرى حوالي 20 ألف عملية سنويا، وتجري فيه من 20 إلى 25 ألف حالة ولادة سنويا، ويراجع الإسعاف والطوارئ يوميا ما يقارب 1200 مراجع خلال 24 ساعة".
شكاوي المراجعين للمستشفى متنوعة نجمل ابرزها حسب المرضى " عدم نظافة الاسرّة والشراشف، ونقص بعض اصناف الادوية وخصوصا ادوية علاج الامراض المستعصية، وطول مواعيد المراجعة الطبية بين فترة واخرى،وطول فترة الانتظار على ابواب العيادات الخارجية".
وتجري الآن عملية توسعة لمستشفى البشير، وسيتم التخلص خلالها من الاثاث القديم كالاسرّة لكن هذا لا يعني زيادة عددها كما يوضح د.حميد " التوسعة هي تخفيف لمعاناة المراجعين من خلال تجميع أبنية المستشفى داخل بقعة واحده فحاليا المستشفى قائم على 135 دنم وتضم 61 مبنى فعند جمع هذه المباني في بناية واحده عاموديه سيخفف على المرضى وستكون التوسعة على 3 مراحل جمعت المرحلتين الثانية والثالثة معا حيث جمعت الباطنية والجراحة وفروعها في عمارة معا وسيكون الولادة والأطفال معا والمشروع الثالث ستكون بناية الخدمات وسيكون متصل بجسر معلق مع البنايات الأخرى”.
"النقص" هي السمة المميزة لمستشفى البشير فالمستشفى يعاني من نقص مخيف في طواقم الاطباء والممرضين والصيادلة وسيارات الاسعاف والعاملين في التنظيف وفي الاجهزة والادوات، فعلى سبيل المثال نقص تستوعب أجهز المختبر في قسم الاسعاف فحص 35 عينة في وقت واحد مقابل 300 مراجع للشفت الواحد يوميا، كما يسبب النقص في عدد العاملين في النظافة الى عدم الاهتمام الكافي في مرافق المستشفى و ممراتها.
النقص في الكوادر يولد الضغط على الاطباء ويضعهم تحت جهد كبير، يقول الدكتور عوني الحميد " يوجد لدينا نقص في الكوادر والخدمة التي تقدم لمليون مواطن في السنة، نحن بحاجة إلى أعداد كبيرة من الممرضين والأطباء بالإضافة إلى الإداريين وطواقم الإسعاف والسائقين، فالمستشفى بالإضافة إلى خدمة نقل المرضى بسيارات الإسعاف، يقوم بإحضار الممرضين من والى بيوتهم بواسطة حافلات خاصة من باب تحفيزهم على العمل … ولدينا نقص ايضا في أعداد الإناث الممرضين، واخص بالذكر الممرضات الاناث هناك نقص كبير مقابل الذكور، الآلية لمعالجة هذا الوضع من خلال نظام الشفتات التي لا بد منها في أقسام الطوارئ والإسعاف، أما العيادات الخارجية فإدارة المستشفى عملت على وضع برنامج صباحي ومسائي وهذا يعني الأطباء نفسهم يتكررون في العيادات بسبب الضغط، لكننا نقوم بعملنا بما هو متوفر لدينا".
رئيس قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى البشير الدكتور جمال قناش يحدثنا عن الية استقبال الحالات في البشير" الإسعاف والطوارئ في البشير هو إسعاف تخصصي أي عندما يأتي المريض غرفة استقبال وتصنيف المرضى يشرف عليها ممرضين مدربين لتصنيف حالته، والملاحظ ان 60% من الحالات التي تراجع قسم الاسعاف تكون غير طارئة ... والحالة غير طارئة يتم تحويلها إلى العيادات طب الأسرة في قسم الطوارئ، اذ لدينا أربع عيادات تعمل على شفتات على مدار الأربعة وعشرين ساعة ... اما الحالات الطارئة ترسل كل إلى القسم المعني المتخصص يشرف عليها اطباء مقيمين، ومعظم الحالات التي تصلنا تدخل قسم طوارئ الجراحة حيث يوجد لدينا حوالي 52 سريرا، اما قسم العظام والكسور يوجد به 52 سريرا".
ويعتبر قسم الاسعاف والطوارئ من اكثر الاقسام تعرضا للاعتداءات الطبية، وسجلت وزارة الصحة منذ بداية العام الحالي اكثر من 40 اعتداء على اطباء في القطاع العام، كما لم يسلم ممتلكات المستشفى من الاعتداء كان اخرها ما حصل في قسم الاسعاف في البشير من اعمال تخريب من اهل مريض توفي، وحول هذا الموضوع يعلق د. قناش "الجميع يعمل ضمن أنظمة التامين الصحي ووزارة الصحة ... بالنسبة للمواطن للأسف الشديد في بعض الأحيان يتصرف المريض بطريقة عدائية، كما ان بعضالمواطنين متعاونين وهذا الأمر يسبب لنا المتاعب تؤدي احياناإلى الاعتداء على الأطباء.. في الحقيقة لا يوجد تعليمات واضحة لحد من الاعتداءات ولكن على الطبيب أن يمتص غضب المريض ويتعامل بطريقة تمكنه بقدر الإمكان من الحفاظ على السلوك المهني الطبي، ولكن يوجد بعض الأحيان هفوات والسبب يكون في بعض الأحيان مهني وليس شخصي".
ويعلق الدكتور عوني حميد على هذه النقطة " الاعتداءات التي تحصل في قسم الطوارئ لا تكون بسبب اخطاء طبية وانما سببها العواطف، وبالتالي المريض يصب جام غضبة على الاطباء والممرضين .. من جهة اخرى هناك مسألات الطبية ولكن لا تكون في قسم الطوارئ بل تكون في الأقسام الأخرى وهذا الأمر يدرس من قبل لجان داخلية ومن قبل الوزارة لدراسة هذه الأمور".
ويجيب مساعد المدير للشؤون الادارية في مستشفى البشير د.عوني حميد عن شكاوي المراجعي في الجولة الميدانية لراديو البلد ويقول عن نقص بعض انواع الادوية "الأدوية موجودة وهناك ادوية بديلة وفي العادة اذا انتهى الدواء في المستشفى صرف للمريض وصفه ويشتريه من الخارج على حساب التامين الصحي اما بالنسبة لأدوية السرطان هي ادوية ثمينة غالية الثمن وكل مواطن اردني مؤمن اذا ثبت اصابته بالسرطان يشترى له الدواء اما اذا وجد هناك نقص نطلب الدواء اول باول من وزارة الصحة".
وختم د. حميد بجاهزية مستشفى البشير لاستقبال مرضى السرطان فهو "المكان الوحيد الذي يضم مركز للعلاج بالاشعة كما يقوم المستشفى معالجة السرطان باستخدام الكيماوي المستشفى استوعبت وتستوعب مرضى السرطان ".
إستمع الآن