صور.. مخيم الشهيد عزمي المفتي يغرق في مياه المجاري والمسؤولية ضائعة
يستفيق فارس نويران من سكان مخيم الشهيد عزمي المفتي كل يوم على مستنقعٍ من مياه المجاري أمام منزله والتي تشق طريقها من مناهل الصرف الصحي لتخترق الشوارع والمنازل في آن معا مخلفة مكرهة صحية وبيئية لمئات من سكان المخيم.
و يروي نويران كيف أن المياه العادمة اختلطت بمياه الشرب قبل اشهر بالمخيم بعد ان تسربت من خطوط الصرف الصحي إلى أنابيب المياه المهترئة، ناهيك عن الارتداد المستمر لمياه المجاري داخل المنازل بعد ضاقت بها أنابيب الصرف بسبب سوء المواصفات الهندسية اثناء التمديد.
موقع "عمان نت" رصد بجولة ميدانية فيضان مياه المجاري من شبكة الصرف الصحي لتتسلل إلى منازل وثم تستقر بالحديقة العامة الوحيدة في المخيم والتي تحولت الى مستنقع من المياه العادمة يشكل مصيدة للاطفال اذ غطت المياه العادمة أجزاء كبير من الحديقة.
و يعاني ساكنو المخيم من انتشار الروائح الكريهة بالإضافة الى انتشار البعوض والذباب و القوارض مما تسبب بأمراض في التنفس وإسهالات للأطفال في المخيم، و يصف غنيمه احد المتضررين من مياه الصرف الصحي الوضع بالسيء اذ لا يستطيع ان يفتح نافذة منزله في الصيف خوفا من الروائح والحشرات التي سببها المياه الأسنة أمام المنزل.
ولا يكف ساكنو المخيم عن انتقاد الجهات المختصة التي لا تبدي اكتراثا بمشكلة مياه الصرف الصحي القائمة منذ تمديد الشبكة قبل سنوات بعد الحصول على منحة من الحكومة الالمانية وباشراف من وزارة التخطيط و دائرة الشؤون الفلسطينية.
ولم يكن الربيع العربي بعيدا عن شباب المخيم الذين شكلوا بدوره حراكا شبابيا لإصلاح ما يمكن اصلاحه من الخدمات السيئة التي تقدمها لجنة تحسين المخيم – والتي ينظر لها الشباب على انها دائرة امنية فقط- ، اذ يطالب الشباب عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك" بإقالة اللجنة التي لم تقم بأي فعل ملموس على ارض الواقع لتحسين الخدمات.
ويطالب الشباب بالتعامل مع مشاكل المخيم بشفافية وخاصة مشروع الصرف الصحي ابتداءا بالتنفيذ وصولا الى اصلاح الاعطال و الانسدادات والابتعاد عن تحميل المسؤولية للطرف الأسهل اتهاما وهو المواطن تبريرا لسوء تنفيذ المشروع.
كما يدعو احد الشباب الى "وقف الانتقائية من قبل اللجنة في توزيع المساعدات بكافة أشكالها احيانا على اناس ليسوا باي حاجة لهذه المساعدات، ووقف انغلاق اللجنة على ذاتها وعلى مجموعة محدودة وعدم الانفتاح على اهالي المخيم، لذا نطالب بعد إجتماع دوري عام مع الأهالي توضح فيه اللجنة إيراداتها وكيف أنفقتها في صالح تحسين الخدمات في المخيم".
من جهتها تنصلت دائرة الشؤون الفلسطينية من مسؤوليتها بمتابعة الخدمات داخل المخيم على الرغم من ان قانون الدائرة ينص على انها دائرة حكومية تعمل على تنفيذ السياسات الرسمية والتنسيق بين المؤسسات داخل المخيمات.
القائم بأعمال مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية محمود عقرباوي قال ان " مشكلة مياه الصرف الصحي هي من اختصاص سلطة المياه المعنية بمتابعة مشاكل الانسدادت وليس مشكلة دائرة الشؤون الفلسطينية، مؤكدا في الوقت نفسه انه سيلتقي وفدا من شباب المخيم يوم الاثنين لبحث مطالب الحراك الشبابي المتعلقة بلجنة تحسين المخيم والتي تعينها الدائرة".
وبدأ الحراك الشبابي في المخيم بجمع تواقيع على عريضة لتوضح مطالبهم وبلغ إجمالي عدد الموقعين على العريضة وصل حوالي 2300 شخصا من سكان المخيم مطالبين المسوؤلين بأن تكون هناك لجنة تمثل طموحات اهالي المخيم.
ولا تقتصر مشكلة مخيم الشهيد عزمي المفتي على شبكة الصرف الصحي فقط اذ يعاني سكاني المخيم من سوء الأوضاع الاقتصادية لساكنيه وتدني خدمات البنية التحتية فيها, ويتسم المخيم بضيق الشوارع والممرات والأزقة وانخفاض نسبة المعبد منها وانتشار الحفر والقنوات التي تتجمع فيها المياه العادمة وكثرة الشقوق والبالوعات المكشوفة التي تشكل مصدرا دائما للتلوث وتجمعا للفئران والجرذان والضفادع وغير ذلك من قوارض وحشرات مؤذية.
ويطالب اهالي المخيم بتوسعته بعد الارتفاع الكبير لاعداد السكان الذين يقطنون على مساحة تبلغ 764 دونم مقسمة إلى أربعة حارات أو بلوكات تتخللها الشوارع الرئيسية اذ يعاني المخيم من الاكتظاظ السكاني مما ولد مشاكل اجتماعية جمة.
كما يطالب سكان المخيم بتوسعة مقبرة المخيم الوحيدة التي لم تعد تتسع لدفن الموتي، يقول احد الشباب للبوصلة ان اهالي المخيم اصبحوا يدفنون امواتهم في قبور قديمة، ففي احدى المرات قامت عائلة بدفن فقيدها فوق ميت اخر، بينما يلجأ اخرون لدفن موتاهم بمناطق بعيد في الاغوار.
وما زالت حوالي 15% من مساكن المخيمات مسقوفة بالصفيح ( الزينكو)، وبعضها “براكّيات” مشيدة بالكامل من الصفيح والكرتون المقوى وما شابه .
ومخيم الشهيد عزمي المفتي الذي يعرف باسم "مخيم الحصن" هو مخيم للاجئين الفلسطينيين أنشئ ضمن مجموعة أخرى من المخيمات إثر حرب 1967 لإيواء من قدم من الضفة الغربية وقطاع غزة. أنجز العمل فيه عام 1968 أطلق عليه هذا الاسم تبعا للدبلوماسي الأردني عزمي المفتي وهو من أصول شركسية واغتيل في رومانيا بأوروبا عام 1984 وهو ابن سعيد المفتي رئيس وزراء الأردن السابق ويلغ عدد سكان المخيم وفق احصائيات غير رسمية 45 الف نسمة.
.
.
.