صواريخ المقاومة.. بين التهويل والتهوين

صواريخ المقاومة.. بين التهويل والتهوين
الرابط المختصر

ثارت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل 10 أيام، وردّ فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على مختلف المدن والمستوطنات الإسرائيلية، تساؤلات حول جدوى هذه الصواريخ بمختلف أصنافها، ما بين التهويل والتهوين، الملف الذي تطرق له عدد من كتاب الرأي في الصحف اليومية بأعدادها ليوم الخميس.

الكاتب أحمد عزم، يشير إلى حالة التشكيك بجدوى صواريخ المقاومة في غزة، والنتائج الفعلية لها، مؤكدا أن التقييم الفعلي لهذه الصواريخ، وللانتقادات الموجهة لها، يقتضي التوقف عند عدة نقاط، أولها تمكنها، وإن بثمن باهظ، من فرض حالة من الندية بين المقاومة والعدو، حيث تعطل حياة الإسرائيليين، وتذكرهم بأنّهم لا يعيشون في سلام.

ويضيف عزم بأن الحديث عن الثمن الباهظ لصواريخ المقاومة يأتي مع بتناسي سنوات من التهدئة، استمر في أثنائها القتل الإسرائيلي من دون أي رادع، واستمر توسيع الاستيطان، لافتا إلى أن وقف المقاومة لا يؤدي إلى أي نوع من الأمان، ولا يحقق أي نتائج سياسية أو دبلوماسية.

ويأتي اللجوء للصواريخ، بحسب الكاتب، نتيجة غياب أي نموذج فاعل بديل وشامل للمقاومة، "وواقع الأمر أنّ تصاعد هبّات شعبية مدنية، أو مواجهات جماهيرية مستمرة، يمكن أن يمثل نموذجاً فاعلاً للمقاومة، يفرض بالتالي إيقاع المشهد السياسي، ويُشكل رديفا يتآزر مع ورقة قوة أساسية، هي الصواريخ"، مؤكدا أنّ رفض الصواريخ لا يأتي في سياق رفض نوع محدد من المقاومة، بقدر ما هو رفض أو تخوف من منطق المقاومة بمختلف أنواعها.

ويخلص الكاتب إلى أن صواريخ المقاومة فرضت موازين قوى جديدة، وأصبحت رافعة للطرف الفلسطيني ومصدر قوة، مشيرا إلى أن انتقادها يفقد أسانيده عندما لا يقدم من يمارسه من السياسيين أنموذجا شعبيا فاعلا ومقنعا للمقاومة، في غياب أطر عمل فلسطيني ممثلة لمختلف الشرائح والقوى الفلسطينية للحوار والاختلاف والاتفاق ضمنها.

ويرى الكاتب رحيل غرايبة، أن صواريخ غزة أحدث دويّا هائلا في الفضاء الدولي، فضلاً عن فضاء فلسطين، مثيرة جدلاً واسعاً في المشهد السياسي والاعلامي، تراوح بين التهويل والمبالغة من جهة والتهوين والتسخيف من الجهة الأخرى.

ويؤكد غرايبة أن "الحقيقة التي فرضت نفسها على الصراع تقول أن صاروخ غزة انتزع توازنا في الرعب بين الطرفين المتصارعين، لم تستطع كل الأدوات الأخرى إحداثه من جيوش عربية وأنظمة تصد وصمود".

كما "أن صاروخ غزة تفوق على كل ألوان العمل السياسي في الداخل والخارج، لأنه اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو، الذي لم تفلح كل المعاهدات والاتفاقيات السلمية العديدة في وقف آلته التدميرية".

ويختتم غرايبة مقاله بالقول "الدرس البليغ الذي يجب تعلمه، أن النسبة الأكبر من الأموال والموازنات يجب أن تنفق في هذا الجانب، من اجل تطوير هذه الصواريخ على حساب المسارب الأخرى، السياسية والاعلامية باهظة التكاليف، والدرس الأكثر بلاغة أن صناع الفجر الحقيقي هم أولئك المنغرسون بأرضهم وديارهم المرابطون على المحتل من ترابهم، الذين يستحقون الدعم والاسناد من أجل تطوير قدراتهم وتعزيز صمودهم".

أضف تعليقك