صحف توزع بالمجان وأخرى تنتظر الرحمن

الرابط المختصر

ثمة ظاهرة مثيرة للجدل نشاهدها هذه الأيام, هي توزيع بعض الصحف الأردنية بالمجان في المناطق الآهلة بالسكان وفي مواقف الباصات والسرافيس, تلك الظاهرة لم تكن تؤرق أحد قبل عدة أشهر إلا أن هذه الفترة بدا واضحا جليا أنها مشكلة حقيقية لمسؤولي هذه لصحف فكم هائل منها يوزع مجانا, الأمر الذي دفع بعض المواطنين إلى الاعتقاد أن هذه الصحف لا تعمل.



وبما أن الصحف في الأردن تباع بسعر زهيد ولا تغطي تكلفتها الخسارة التي تتكبدها كل صحيفة على حدا, نرى أن أغلبها يعتمد على الإعلانات بشكل كبير خصوصا تلك التي يزيد عدد صفحاتها عن الأربعين, حيث يجد المستثمر في هذه الصحف أن الإعلان هو أكسير الحياة للصحيفة.



إذن الإعلان هو المنجد الوحيد لمأزق كبير تعانيه الصحافة الأردنية قاطبة, فثمة أزمة كبيرة تعيشها الساحة الصحفية في الأردن, وإذا درسنا سوق الصحافة لوجدنا أن صحف جديدة دخلت وتدخل السوق وأخرى تحولت وتتحول من أسبوعية إلى يومية, لكن هل عددها وتزايدها يتوائم مع عدد القراء واهتمامهم بالمتابعة, هل ازداد حجم الشراء للصحف؟



معادلة بسيطة أجريتها قبل أسبوع, رصدت أغلب الأكشاك المتواجدة وسط البلد كونها تبيع الصحف الأردنية والعربية والأجنبية وتبين لي أن أكثر الصحف تباع كالتالي: 1- الرأي الأردنية 2-الحياة اللندنية 3- القدس العربي اللندنية 4- الدستور الأردنية...ومن ثم تتبع القدس المقدسية, النهار اللبنانية, الإتحاد الإمارتية, العرب اليوم الأردنية, الأهرام المصرية, السياسية الكويتية, الأيام الفلسطينية...



كذبة كبيرة من يقول إن المواطن الأردني غير قارئ, حيث يشير أحد العاملين في أكشاك بيع الصحف إلى أنه يبيع يوميا 200 نسخة من جميع الصحف وتنفذ الكمية لديه بشكل يومي.



خطوة جيدة أن توزع أحد الصحف أعدادها بالمجان لكن هل هو بداعي إيصالها إلى المواطن الذي يجد بعضه الصعوبة في شراء صحيفة تكلفتها عشرين قرشا بشكل يومي, أم بداعي بقاءها مركونة في مكانها لا أحد يقترب منها.



ونبشر سوق الصحافة في الأردن بقرب قدوم عدة صحف يومية جديدة, وهذه خطوة على عكس ما يجدها البعض بالجيدة فأنا لست متفائلا منها وأصفها بالخطوة السيئة جدا, ذلك كم من الأموال ستهدر على صحف ستعتمد على المواضيع التي لن تأت بالمغاير عن باق الصحف الموجودة الآن.



لست متشائما لكنني أدعو جميع من يعمل على إصدار صحف يومية أن يستثمروا أموالهم على دعم المؤسسات التعليمية الحكومية التي هي أحوج إلى الدعم المادي.



محمد شما

صحفي في إذاعة عمان نت