صحراء المفرق أجمل دون ألغام

صحراء المفرق أجمل  دون ألغام
الرابط المختصر

"وهنا أؤكد أنني ما زلت ذلك الإنسان الذي كان قبل الإصابة بلغم عندما كنت أعمل في القوات المسلحة الأردنية 1992 وجاء القدر بأن أصاب في كاحلي الأيمن وشظايا في يدي....... ولكنني أعتبر نفسي من المحظوظين لأني أدركت منذ البداية ما يجب علي فعله لتجاوز هذه التجربة والعودة إلى مزاولة حياتي الطبيعية كما كانت قبل الإصابة، كان عندي إصراراً شخصياً للكفاح والاجتهاد والمثابرة وأن أعتمد على ذاتي"
بهذه الكلمات توجه عدنان الخطيب أحد الناجيين من الألغام إلي الجميع الذين تواجدوا في مكان احتفال الأردن في اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام في قرية أم الجمال في محافظة المفرق الذي صادف الأربعاء4 نيسان.
وبعد الشكر للجميع بدءً من قاموا بإنقاذه قبل سنوات دعى زملاؤه الناجين بالإيمان بالقضاء والقدر وعدم اليأس والاستسلام والالتقاء معاً للتحاور لتجاوز الإصابة واسترداد الذات والمشاركة في جميع الأنشطة الرياضية والترفيهية وتبادل المعلومات في كل المحافظات"
وتوافد أهالي المحافظة نساءً ورجالاً وأطفالاً مسؤلين ومواطنين ليقولوا "لنستثمر في الأرض وليس في الألغام" وليتوجهوا إلى جميع الضيوف الذين شاركوا في الحفل الذي رعاه الأمير رعد بن زيد رئيس الهيئة الوطنية لإزالة الألغام"معاً ضد خطر الألغام"
وعبرت صبايا من إحدى مدارس المفرق "فرقة طالبات مدرسة زملة الأمير غازي" في نشيد بدوي جميل كتبت كلماته الطالبة نجود المريهي عن رسالة الأردن في العمل المستمر لإنهاء هذه المشكلة التي صنعها الإنسان وتستهدف الأبرياء من سكان المناطق البسطاء التي تزرع فيها الألغام.
وقال الأمير مرعد "نجتمع هنا اليوم في هذا الموقع الأثري الجميل لعدة أسباب ولكن السبب الرئيسي في اختيار هذا الموقع هو قربة من حقول ألغام زرعت في الماضي، ونرغب أن ننشر الوعي بمخاطرها عند المواطنين جميعاً، وأؤكد لكم أن الهيئة الأردنية بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية عملت ولا تزال تعمل كل ما في وسعها للتخلص من الألغام وهناك قائمة طويلة من الإنجازات"
وبين الأمير مرعد أنه من دلائل جدية الحكومة في هذا السياق هو مبادرة الأردن وموافقته على استضافة الاجتماع الثامن للدول الأطراف الموقعة على اتفاقية حظر الألغام في نهاية 2007 وهذا أيماناً ودعماً لالتزامنا بسلامة وأمن الإنسانية والإنسان.
ولم يكن أجمل من الصورة التي قدمها فريق كرة الطائرة لشبكة الناجين من الألغام تنافس فيها عدد من الناجين الذين أعيد تأهيلهم بأطراف صناعية بعد أن قرروا أن لا يبقوا في حبس معاناة حقيقة أنهم ضحايا للألغام فأحلوا بملابسهم البيضاء تلك الحقيقة إلى أمل في مستقبل خال من الألغام ليس في الأردن فحسب ولكن في مختلف مناطق العالم.
وفي زاوية أخرى في موقع الاحتفال برزت شعلة أمل جديدة في تلك المنطقة النائية تمثلت في خطوط طلاب المدارس الملونة من مدارس المحافظة صوروا فيها تلك المشكلة وأملهم كأطفال في التخلص منها فرسموا دموع الأمهات وتحدي المصابين لتلك المشكلة.
كما بين المعرض الذي أقيم في موقع الاحتفال مشاركة الهيئة الوطنية لإزالة الألغام في الخرائط ومعرض الصور والرسومات، إلى منسقي الاحتفال من الأمم المتحدة والجمعية الخيرية الأردنية لذوي الاحتياجات الخاصة من العسكريين، والهلال والصليب الأحمر ودورهم في التوعية من مخاطر الألغام، وشبكة الناجين من الألغام ودورها في تأهيل المصابين، جمعية المساعدات الشعبية النرويجية التي عرضت طرق إزالة الألغام يدوياً.

وبالإضافة إلى الأردن هناك ما يقارب 80 بلداً لا زالوا يعيشون تحت خوف الألغام الأرضية والمتفجرات المتخلفة من الحروب التي ما زالت توقع 15 ألف ضحية جديدة سنوياً وبالإضافة إلى الخسائر في الأرواح والأطراف فهناك خسائر مادية كبيرة بسبب معوقات سبل العيش ووصول الخدمات الأساسية والطرق إلى الأراضي.
وبمشاركة القوات المسلحة والدفاع المدني وجهات رسمية عديدة وعدد كبير من أهالي المنطقة كانت الرسالة واضحة إن مدينة المفرق جميلة وتستحق الزيارة ولكن دون ألغام.

أضف تعليقك