شوارع عمانية بنكهة عراقية

شوارع عمانية بنكهة عراقية
الرابط المختصر

أنت الآن في حي أم اذنية، أحد أحياء منطقة زهران تطالعك من كل اتجاه أسماء شوارع غالبيتها لمدن وأحياء وحتى شعراء وأعلام عراقيين.فإذا كنت تسير في شارع الكوفة يحاذيه من اليمين شارع شط العرب ومن الشمال اربيل، وآخر تحت أسم شارع دجلة وتدخل إلى اليمين ربما إلى كربلاء أو إلى اليسار مثلاً وإذا بك في شارع أبو نواس بالإضافة إلى بضع شوارع أخرى كلها تعيد إلى الأذهان المشهد العراقي بكثافة.

وربما هذا المشهد دفع مئات العائلات العراقية التي قدمت لاجئة إلى الأردن في بداية التسعينات إلى الاستقرار في هذا الحي تحديداً انطلقوا إلى أحياء عمان الأخرى، ربما وجد كل منهم اسم لشارع كان يعيش فيه في السابق أو مكان لمسقط رأسه في إحدى المدن العراقية، أو اسماً لشاعر كان يردد أبيات شعره على مسمع حبيبة ما فيما سبق.

وبذلك فإن العراقيون لا يشعرون أنهم في بلد غريب عن بلدهم، هذا ما قاله المواطن العراقي بدر اليعقوبي والمقيم في عمان" يعجبني أن اقطن في مناطق تشير أسماؤها إلى أحياء ومدن من بغداد في عمان، وهذا يشعرني بالسعادة لأنني لا اشعر أنني في بلد غريب".

أما أنور عباس، يفتخر عندما يرى أسماء بعض شوارع عمان منتسبة إلى مناطق عراقية " يسعدني جدا أن تسمى الشوارع في عمان بمدن وأحياء عراقية، وأتمنى من جميع الدول العربية أن تزيل الحدود بينها وان تكون وحدة واحدة".

احد ضباط السير، وليس أي مواطن عادي، سأل مدير التسمية والترقيم مروان عليان عن مكان حي الاعظمية في جبل الحسين، الذي تفاجأ من هذا السؤال وأجاب أثناء إلقائه محاضرة في احد المحافظات في المعهد المروري "لا يوجد تسمية لأي من شوارع هذه المنطقة مسمى بهذا الاسم، لكن تواجد بعض اللاجئين العراقيين في الموقع كان السبب المباشر في إطلاق هذا المسمى".

وتعود هذه التسميات بناء على ما تم إقراره من مجلس أمانة عمان الكبرى عام 1987، بحسب مدير التسمية والترقيم مروان عليان الذي بين أن الأمانة اعتمدت مجموعة أسماء لحي معين بحيث تكون أسماء الحي الواحد متقاربة ومتشابهة، وعلى سبيل المثال حي جبل اللويبدة التي نسبت أسماء شوارعه إلى الشعراء، ومنطقة جبل الحسين نسبوا أسماء شوارعه إلى مدن فلسطينية، ومنطقة عبدون الشمالي قسمت إلى قسمين قسم للمدن السورية وقسم للمدن المصرية".

إلا أن هذه التجربة لم تنجح في استمراريتها، ويعود السبب بحسب عليان" لأنهم لم يستطيعوا أن يجدوا عناصر توازي عدد الأحياء في مدينة عمان وما يقابلها من عدد الشوارع التي تتناسب مع هذه المسميات، بمعنى أن يخصص لكل حي عنصر معين كأسماء النباتات في حي معين، والمدن في حي آخر، والشعراء والشهداء وهكذا".

مما دفع أمانه عمان الكبرى بتسمية وتثبيت اللوحات وتكثيفها لكي يتمكن المواطنين من معرفة موقعه من منطقته والحي الذي يقطن به، وبدء منذ 2007 في تثبيت اللوحات على أعمدة.

ويعود تسميات شوارع عمان إلى نظام التسمية والترقيم لشوارع العاصمة الذي تم إقراره من مجلس أمانة عمان الكبرى بتاريخ 9/6/1987 وتم اعتماد أسس ومعايير التسمية ضمن هذا النظام وصادق عليه مجلس الوزراء.

وعن الأسس التي تعتمدها الأمانة في تسمية شوارع العاصمة فانه يتم اعتماد أربعة تصنيفات وتقسيم الشوارع إلى أربعة أقسام تتلاءم مع أسس التسمية، بحيث حملت الشوارع الرئيسية أسماء العائلة المالكة، وقادة الفتح العربي والإسلامي والأسماء المجردة، وحملت الشوارع الثانوية أسماء رؤساء وزراء متوفين، وأفراد من الأسرة الهاشمية، ورؤساء المجالس التشريعية والقضائية بعد وفاتهم، فضلاً عن أمناء عمان المتوفين، أما الشوارع الفرعية فقد حملت أسماء شهداء القوات المسلحة، وشهداء الوطن العربي، وأسماء مدن وقرى أردنية وفلسطينية، إضافة إلى أسماء بعض المتوفين من الوزراء والنواب والأعيان.

وأجاز النظام أيضا تسمية شخصيات لها مواقف أدبية أو سياسية أو عسكرية أو اجتماعية، كما أجاز للجان المحلية ترشيح أسماء لشخصيات أردنية من نفس المنطقة ترى لها شهرة مميزة.