شهر التوعية بسرطان الثدي.. الفحص المبكر ضرورة للنساء فوق الاربعين

الرابط المختصر

كشفت نهى سليم 42 عاما وهي أم لطفلين، عن تفاصيل تجربتها مع سرطان الثدي بعد أن اكتشفته مبكرا، مما ساهم بشكل كبير في نجاح علاجها وشفائها التام من المرض، مؤكدة  أن الوعي بأهمية الفحص الدوري والكشف المبكر كان له دور حاسم في إنقاذ حياتها .

وتستذكر نهى تفاصيل ما حدث معها بقولها" بأنه قبل حوالي عام، وأثناء الفحص الذاتي الروتيني الذي أحرص على القيام به، لاحظت وجود كتلة صغيرة في الثدي، لم أكن أشعر بأي ألم، لكنني شعرت بالقلق وقررت زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، بعد الماموجرام والفحوصات الطبية، تلقيت الخبر الذي كان كالصاعقة، تم تشخيصي بسرطان الثدي."

وتضيف أنه لحسن حظها، تم اكتشاف المرض في مراحله الأولى، وهو ما منحها فرصة كبيرة للتعافي حيث بدأ الأطباء في وضع خطة علاجية تضمنت جراحة لاستئصال الورم، تلتها جلسات علاج كيميائي و إشعاعي.

لم تكن الرحلة سهلة، لكنني كنت مدفوعة بالأمل والرغبة في الشفاء من أجل أطفالي وعائلتي، على حد وصف نهى التي تشير الى أن تحديات العلاج كانت أصعب مرحلة بالنسبة لها هي تساقط شعرها وتأثير العلاج الكيميائي على جسدها، ولكنها في كل مرة كانت تستمد قوتها من دعم عائلتها وأصدقائها، الذين كانوا يقفون بجانبها في كل خطوة، حتى تشافت بعد عدة أشهر من العلاج المتواصل، بعد ان أخبرها طبيبها بأنها شفيت تمام، حيث كانت تلك اللحظة لا تنسى، على حد تعبيرها.

تشير الإحصاءات الأخيرة لوزارة الصحة بأن سرطان الثدي يمثل ما نسبته 38.4 % من مجموع حالات السرطان بين النساء، وما نسبته 20.5% من مجموع الإصابات بالسرطان لدى الجنسين.

ويعرف سرطان الثدي بأنه مرض تنمو فيه خلايا الثدي غير الطبيعية بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أوراما، ويمكن للأورام إذا تركت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح مهددة للحياة.


 

شهر التوعوية

يعد شهر أكتوبر من كل عام الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، وفي هذا الإطار يطلق البرنامج الأردني لسرطان الثدي حملة وطنية سنوية تهدف إلى زيادة الوعي وتشجيع السيدات على إجراء الفحوصات المبكرة للكشف عن سرطان الثدي، ومساعدتهن في التغلب على المخاوف والمعوقات التي قد تحول دون إجراء هذه الفحوصات.

وتوضح الدكتورة مسؤولة وحدة الكشف المبكر في مركز الحسين للسرطان، هيا الحمصي أن الفحص الذاتي الشهري ضروري لكل سيدة مهما كان عمرها، بينما ينصح السيدات اللواتي تتجاوز أعمارهن العشرين عاما بإجراء فحص سريري سنوي في العيادات المتخصصة، أما السيدات فوق سن الأربعين، فينصح بإجراء فحص الماموغرام سنويا في المراكز المختصة.

وتشير الحمصي إلى أن حالات الإصابة بسرطان الثدي قد سجلت في أعمار صغيرة، ويعزى ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها الوراثة واتباع أنماط حياة غير صحية، مضيفة  أن أحد أكبر العوائق التي تمنع النساء من إجراء الكشف المبكر هو الخوف من التشخيص بالإصابة، حتى في حال وجود أعراض، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى فحص الماموجرام.

يواصل مركز الحسين للسرطان جهوده طوال العام من خلال توفير وحدة الكشف المبكر وعيادات متنقلة في جميع أنحاء المملكة، مع تقديم الفحوصات السريرية المجانية، ويخصص شهر أكتوبر لتعزيز هذه الجهود ورفع الوعي لدى النساء.

وتشير الإحصاءات إلى أن متوسط أعمار الإصابة بسرطان الثدي في الوطن العربي يتراوح بين 45 و57 عاما، مما يؤكد على أهمية إجراء الفحوصات الدورية للسيدات بعد سن الأربعين للكشف المبكر والحد من خطورة المرض.


 

المعرضون لخطر الإصابة 

يعد نوع الجنس الإناث أقوى عامل خطر للإصابة بسرطان الثديـ حيث تحدث حوالي 99% تقريبا من حالات الإصابة بسرطان الثدي عند النساء.

وتزيد احتمالية  الإصابة بسرطان الثدي  نتيجة عدة عوامل، مثل التقدم في العمر والسمنة، ووجود سوابق إصابة بسرطان الثدي في الأسرة، وسوابق تعرض للإشعاع، وسجل الصحة الإنجابية مثل العمر عند بداية الدورة الشهرية وعند الحمل الأول، وتعاطي التبغ والعلاج الهرموني التالي لسن اليأس.

ويرتفع خطر الإصابة بوجود تاريخ عائلي لسرطان الثدي، بيد أن معظم النساء المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن سوابق عائلية معروفة بشأن هذا المرض، ولا يعني بالضرورة عدم وجود سوابق عائلية معروفة أن المرأة تواجه خطرا أقل.

للوقاية من سرطان الثدي، ينصح باتباع نمط حياة صحي، خاصة الامتناع عن التدخين بكافة أنواعه، والمحافظة على وزن مثالي، وممارسة التمارين الرياضية، خصوصًا المشي، وتقليل تناول الأطعمة المصنعة والدهون. كما يعتبر الكشف المبكر أداة فعّالة حتى في غياب الأعراض.

في هذا العام 2024 شاركت 16 دولة عربية في تنفيذ الحملة العربية التاسعة بعنوان خطوة نحو الحياة، وهي رسالة موجهة للسيدات عامة وللنساء اللاتي وصلن و تجاوزن سن الأربعين خاصة، رسالة من المجتمع بأكمله تدعو السيدات الى عمل فحوصات الكشف المبكر لما له من دور كبير في إنقاذ الحياة وتفادي صعوبات كثيرة قد تواجه السيدة في حال الكشف المتأخر.