شركس الأردن يحيون ذكرى يوم الحداد والتهجير القسري
أحيت الجمعية الخيرية الشركسية الجمعة ذكرى «يوم الحداد والتهجير القسري» الذي تعرض له الشركس على يد القياصرة الروس عام 1864.
وقال رئيس الجمعية إسحق مولا في حديث لصحبفة الشرق الاوسط إن الشراكسة في الأردن يشاركون أبناء أمتهم في الوطن الأم والمهجر، الموزعين على 45 دولة حول العالم، إحياء هذه الذكرى، وهم يستذكرون «إرادة الأجداد في الدفاع عن وطنهم الغالي، والمآسي التي حلت بالأمة والوطن جراء العدوان الروسي القيصري، ويترحمون على شهداء أمتهم».
وقال إن ما حدث للأمة الشركسية قبل أكثر من 145 عاما يعد أكبر عملية تطهير عرقي شهدها التاريخ الحديث، وأن القوات الروسية في منتصف القرن الثامن عشر شنت واحدة من أكبر حروب الإبادة والتدمير ضد الشعب الشركسي، التي استمرت أكثر من 100 عام فقدت الأمة الشركسية فيها مليونا ونصف المليون إنسان بين شهيد ومهجر، مئات الآلاف منهم ماتوا من الجوع والعطش والمرض والغرق، حتى أن الأراضي الشركسية الواقعة شرق البحر الأسود بدت خالية من سكانها مهجورة.
وأشار إلى أن ما حدث للشراكسة بشهادة الجنرالات الروس في سنوات 1860 يعد فعلا مشينا ضد الإنسانية وأن ما حدث للأمة الشركسية بعد الاستسلام جريمة لا يمكن تفسيرها أو تبريرها.
وقال مولا إن 10% فقط من الشراكسة يعيشون ضمن حدود وطنهم التاريخي في القفقاص في ثلاث جمهوريات «ذات حكم ذاتي زائف مصطنع لا يتكلمون لغة رسمية واحدة وربما لا توجد علاقات دبلوماسية فيما بينهم ولا يتجاوز عددهم 700 ألف نسمة، وأن 90% من قاطني الوطن التاريخي للشراكسة هم من غير الشراكسة، في المقابل فإن 90% من الشراكسة مشتتون في أكثر من 45 دولة من دول العالم داعيا روسيا إلى إعطاء حق المواطنة وحق العودة والتعويض»
وبدأت هجرة الشركس من القفقاس لاول مرة عام 1858بشكل متقطع ، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وعلى وجه التحديد خلال الفترة الواقعة بين عامي 1864 - 1878 .
واستمرت الهجرة الجماعية وامتدت الى عام1900 ،بعد ان اجبروا على ترك وطنهم بمختلف الاساليب اليعسفية والقمعية وقد توجهوا الى اقطار الشرف الاوسط التي تربطهم بها صلات روحية ووشائح دينية .
وقد احتل الروس في عهد القياصرة اواسط اسيا الى ان وصلوا الى القفقاس بعد حرب ضروس استمرت قرنا كاملا مع الزمن ، خاضها الشركس ضد الروس في سبيل والحرية والدفاع عن تراب الوطن .