شخصيات فلسطينية: الإضراب الشامل وحد الفلسطينيين

الرابط المختصر



 

عم الإضراب الشامل الثلاثاء، محافظات الضفة الغربية المحتلة، والقدس والأراضي المحتلة عام 48 رداً على عدوان الاحتلال المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، في ما اندلعت مواجهات عنيفة في عدد من نقاط التماس مع الاحتلال بالضفة.

 

وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة التجارية، والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها وكذلك المصارف، ووسائل النقل العام.

 

وفي رام الله وسط الضفة، احتشد آلاف الفلسطينيين على دوار المنارة منذ الصباح، قبل أن يتوجهوا نحو حاجز بيت إيل، حيث تدور مواجهات مع قوات الاحتلال، أحرق شبان خلالها الإطارات المطاطية في المكان.

آراء في الإضراب

وقال رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس في القدس المحتلة المطران عطا الله حنا، في حديث لعمان نت إن "الإضراب رسالة يعبر من خلالها الفلسطينيون عن احتجاجهم ورفضهم ضد سياسة العدوان والاحتلال والتنكيل الظالم، وكلنا نشاهد ما يحدث من قتل وتدمير وانتهاك لكرامة الإنسان في قطاع غزة، اطفال يقتلون الرجال والنساء يقتلون الابنية تقصف على من فيها، والقدس تتعرض الى مجزرة عرقية، والشعب الفلسطيني يتعرض لسياسة عنصرية في كل أماكن تواجده، الإضراب طريقة سليمة ترافقه مسيرات سلمية تساهم في إيصال رسالة الشعب الفلسطيني الى العالم بأسره".

 

بينما اعتبرت فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم سابقا وعضو مجلس وطني فلسطيني "إن إضراب ١٨ أيار (اضراب الكرامة ٢٠٢١) يعتبر إضرابا تاريخياً ليس لكونه فقط يضم كافة اراضي فلسطين التاريخية ولكن لكونه يوم تكلم فيه الشعب الفلسطيني على كامل التراب الفلسطينية بلغة ترفض استمرار الاحتلال وإجراءاته|.

 

مضيفا ان "إضراب اليوم هو بحد ذاته رسالة للاحتلال في أن  الرابط بين الداخل والضفة هو رابط وطني وأن الغضب الفلسطيني في غزة والضفة وأراضي الداخل 1948 هو انعكاس لثلاثة وسبعين عاما من الانتهاكات والاضطهاد التي لا تقابل بأي عقوبات أو محاسبة".

 

وقال صلاح الزحيكة القدس عضو مجلس وطني فلسطيني إن "الإضراب هو نفس نموذج يوم الارض في ٣٠ آذار ٧٦ الذي وحد مقاومة الاحتلال في الداخل وفي غزة والقدس والضفة وفي الشتات،اليوم يتكرر الفعل عسى أن تكون نتائجه وتاثيراته المستقبلية تكون أفضل من نتائج فعالية يوم الارض ، حيث زاد الاحتلال من شراسته وعدوانيته وصادر المزيد من الأراضي وضاعف عشرات المرات من بناء المستوطنات، استطيع الشرح اكثر حول فعالية اليوم التي وحدت كفاح الفلسطينيين في الوطن وفي الشتات".

 

 

بدوره اكد، هاني المصري مدير عام مركز مسارات رام الله، ان الإضراب "يرسخ إدراك متزايد من الشعب الفلسطيني بأن معركته واحدة وقضيته واحدة وبحاجة إلى بعضه البعض خصوصا بعد التراجع العربي وتنبيه بعض الدول وانشغال دول أخرى بشؤونها، وذلك  رغم اختلاف الظروف التي تعيشها التجمعات الفلسطينية المختلفة،ورغم اختلاف أشكال النضال ،فالمشروع الصهيوني اتجه خلال السنوات الطويلة السابقة نحو المزيد من التطرف وأسقط المسيرة السياسية وأضعف المعتدلين لدرجة أظهرها كمتعاونين معه،  وأحيا مشروع إقامة اسرائيل الكبرى بدليل التوسع الاستعماري الاستيطاني الرهيب وما يجري بالقدس من تهويد واسرلة  وصفقة ترامب التي هي خطة قسم كبير من اليمين الإسرائيلي والاعتراف الأمريكي بأن القدس عاصمة لاسرائيل وأن الأرض المحتلة غير محتلة، والمساس بالمقدسات خصوصا الأقصى ،وقانون القومية العنصري وتشجيع الجريمة والعنف والدعارة والمخدرات داخل شعبنا في ٤٨، وحصار غزة التي حولها لأطول وأكبر سجن  وشن عدوان عسكري همجي ضدها كل عدد من السنوات وممارسة إبادة وتدمير ومجازر".

 

اما سايمون ازا يان رئيس تحرير مجلة القدس بتجمعنا، يرى أن "الإضراب نجح في توحيد القدس مع غزة ومناطق الـ48 والضفة وانهارت التقسيمات التي وضعها الاحتلال أمام هذا الإضراب الذي وحد الشعب الفلسطيني".

 

معتبرا أن "نتيجة الإضراب ليست فعالة كونه ليوم واحد فقط، سيمر ويعود كل شيء كما كان، لكن تأثيره كان اقوى داخل مناطق 48 بسبب عزوف العرب عن الذهاب الى الأعمال".

 

عدنان طرابشة مسرحي من الجليل الفلسطيني، اعتبر ان "الإضراب يتشابه مع إضرابات الأمس بتعبيره عن الغضب العارم الذي يجتاحنا فلسطينِيّي الداخل تجاه سياسة القمع والتمييز والترهيب التي يمارسها الاحتلال تجاهنا ووضعنا في خانة العدوّ الذي يسعى لقتل اليهود كسياسة تضليليّة لكسب تعاطف الدول المتردّدة بدعمها لنظامه الصّهيوني".

ويتابع "لكن زيادة على ذلك يأتي إضرابُ اليوم ليُأكّد لحمة الشّعب الفلسطيني في كلّ فلسطين التأريخيّة ولضحد مقولة غولدا مئير أنّ الكبار سيموتون والصّغار سينسون. الشّعب الفلسطيني باقٍ، لَنْ ينْسى ولن يَموت وحقّنا في دولةٍ مستقلّة وحقّ العودة لن نتنازل عنه".

 

اما المختار خليل الحلبي من غزة والد الأسير محمد الحلبي، يقول "هذا الإضراب  في كل فلسطين التاريخية،يحقق لم الشمل الفلسطيني ويعمل على وحدة الهدف ووحدة القيادة بكل توجهاتها يقرب خطوات تحقيق الهدف عودة القضية الفلسطينية  الى موضع الاهتمام العالمي  والمحافل الدولية أصبحت القضية في موضع اهتمام الشعوب العربية".

 

راضي جراعي سجين سابق من حركة فتح، قال إن "الإضراب اليوم في كل فلسطين التاريخية هو دليل آخر على وحدة الشعب الفلسطيني برغم السياسات الصهيونية التي حاولت تشويه الوعي الفلسطيني وطمس الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني،كذلك هو اي الإضراب يسقط على ارض الواقع اتفاق أوسلو الذي قبل تجزئة الشعب الفلسطيني واختبار فلسطينيي الأرض المحتلة عام ١٩٤٨ مواطنين اسرائيليين وان قضيتهم هي شأن داخلي اسرائيلي".

 

"ووحدة الشعب الفلسطيني التي يجسده هذا الإضراب وقبله الانتصار للقدس والأقصى والسلام الكفاح مع غرة هي بشاير وارضية مناسبة لصيانة استراتيجية فلسطينية جديدة تقوم على وحدة الشعب والارض وهزيمة المشروع الصهيوني واقامة دولة ديمقراطية واحدة على فلسطين التاريخية على انقاض نظام الابرتهايد الصهيوني. "

 

عطا القيمري صحفي مقدسي وسجين سابق، يقول إن  "الاضراب السياسي العام هو من اعلى مظاهر النضال السياسي حين تجمع جماعة اهلية ما بكل اطيافها على خطوة سياسية تطلق فيها رسالتها . ان يجمع كل الفلسطينيين بمختلف مناطقهم، فئاتهم، طبقاتهم، طوائفهم على اختلاف مكانتهم في المناطق المختلفة على خطوة واحدة متزامنة ومنظبطة تكون رسالة سياسية في غاية الاهمية والقوة".

"فالمقصود من السياسة الإسرائيلية التمييزية في مكانة الفلسطينيين في المناطق المختلفة بناء منظومة هرمية من المنافع والتصنيفات يأتي إضراب كهذا ليحطمها دفعة واحدة ويقول للملأ كلنا فلسطينيون بغض النظر عن بطاقات هويتنا او لون جوازات او وثائق سفرنا. نحن شعب واحد لنا رسالة واحدة وموحدة. لا للتفرقة العنصرية، لا للظلم، لا للقمع والقتل والتشريد . نعم للحرية والكرامة والمساواة والحياة".

 

وعم  الاضراب القدس والأراضي المحتلة عام 48، وشمل كافة البلدات والمدن العربية، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها، وبدى التزام واضح بفعاليات الإضراب، حيث أهرت صور ومقاطع مصورة خلو الشوارع من المارة، في ما تجمع العشرات على مفترقات الطرق، تمهيدا لبدء الفعاليات الاحتجاجية.

وفي مخيم شعفاط في القدس المحتلة يشتبك شبان فلسطينيون مع قوات الاحتلال، احتجاجا على العدوان المتواصل في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية.

هذا وسمحت الحكومة الفلسطينية لجميع موظفي القطاع العام بالمشاركة في "يوم الغضب"، وعدم التوجه إلى عملهم الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الحكومة، إبراهيم ملحم، لوكالة فرانس برس: "دعونا الموظفين إلى المشاركة في الإضراب، كونهم جزءا من الشعب الفلسطيني الذي يجب أن يعبر عن ذاته".