شارع الأردن بديل الشباب عن المقاهي

الرابط المختصر

الأحوال
المادية السيئة لدى العديد من شباب عمان الشرقية، يدفعهم إلى البحث عن أماكن يجدون
فيها ضالتهم..يشربون القهوة
والشاي ويدخنون الأرجيلة والدخان بدون تكلفة تثقل جيوبهم المثقوبة.


وتقودهم
سياراتهم إلى الأماكن المفتوحة المكشوفة والمطلة والباردة.."وبعيدا عن الناس
والازدحامات" وبالتأكيد عن الشرطة، التي تلاحقهم من مكان إلى آخر منعا
للازدحام والتجمعات "غير المبررة" كما ترى.


وشارع الأردن
واحدا من هذه الأماكن الذي يعتبر موقعا للاسترخاء والتمتع بالجو اللطيف والأحاديث
الجانبية مع الأصدقاء براحة وبدون رقيب..حيث بإمكانك ترى عشرات السيارات مركونة
جنبا إلى جنب..


ملتقى
الهاربين من الغلاء والحر

هناك، في شارع
الأردن حيث يجتمع الشباب من كافة أعمارهم، يركنون سياراتهم على جوانب الطريق
ويحجزون أرضا خاوية يبدأون سهرهم حتى ساعات الليل المتأخرة.


ولأن الكثير
من الشباب ليس بوسعه التكلف ماديا لأجل الجلوس في المقاهي التي انتشرت بكثرة في عمان مؤخرا بشكل يومي، فمبادرته الجديدة
"اركن السيارة جانبا وتمتع بالجلوس مع الأصدقاء أمام السيارة أو أفرش حراما
أو مقاعد بلاستيكية وخذ راحتك مع الأصدقاء وتناول الأحاديث براحة وبدون قلق
الفاتورة"..


وفادي 27
عاما، لا يتوانى يوميا من الذهاب إلى شارع الأردن.."لا أمل أبداً من الذهاب إليه
برفقة الأصدقاء"، يقول: "غلاء المقاهي واحدا من الأسباب التي تساعدنا
على الهروب منها..وكل ما يكفينا هو دخان وقهوة فقط والترمس والعصير إذا
استطعنا" وهو ما يوفر الباعة المتجولين في الطرقات.


فادي اتخذ وأصدقائه
مكانا لهم في شارع الأردن منذ ما يقارب السنتين، يقول واصفا المكان "هواء
بارد بعز الصيف، لا شرطة تبعدنا، ولا أزمات سير تعطلنا، لذلك ستجدنا يوميا هنا أو
يوم بعد يوم"..


كان الشباب في
السابق يستمتعون بالجلوس في مقاهي عمان.."هذا في السابق، أما الآن فالحال
تغير، فهذه المقاهي باهظة الثمن وثمن القهوة فيها لا يقل عن الدينار الواحد، بينما
هنا ومن خلال البياع المتجول فأربع أكواب قهوة بدينار".. الحال تغير وبالتأكيد
أسعار المشروبات تغيرت..


والشيء الذي
لم يتغير هو الرواتب..وفق فادي.."كل شيء يرتفع عدا الراتب، ثابت لا يحب
التغيير"..فادي يتحدث ساخرا ولكنه متصالح مع وضعه كما يؤكد وهو يمثل جيلا من
الشباب الأردني الطامح لأن يحصل على راتب يتجاوز المائتين وخمسين دينارا، "فهذا
الراتب لا يكفني أبداً"..ولأن وأصدقاؤه يسعون إلى الاستمتاع والخروج دائما
كما "القادرين على الاستمتاع في تلك المقاهي" بالتالي "لا مانع من
الخروج والجلوس في أماكن قد تكون أفضل من المقاهي ويوميا"..


سنة أو سنتين
وتعمر المناطق الخالية..ونضطر إلى البحث عن أماكن أخرى..كما يقول إبراهيم 28
عاما..وسنبحث عن أماكن أخرى، وهكذا ستسمر أحوالنا.


سابقا، كانوا
يجدون في الأراضي الخالية المحاذية لعبدون مرتعا لهم ولكن مع العمران والبنيان..دفعهم إلى البحث عن أماكن أخرى..حيث ستجدهم في شارع
وصفي التل أو الجاردنز سابقاً..وفي شارع الأردن والعديد من المناطق التي تحفظوا من
ذكرها لكي لا تعرفها الشرطة..وتمنعهم من ارتيادها مرة أخرى.


ويمثل شارع
الأردن شريانياً مجاورا لشارع الجامعة الذي وصل حد الإشباع المروري.. وأنجزته أمانة عمان الكبرى قبل
عدة سنوات لأجل المساهمة في حل الاختناقات المرورية على شارع الجامعة الأردنية
وتقاطعاته والمنطقة المحيطة.

أضف تعليقك