سور القدس تحت التهويد و اليونسكو حاضر غائب

سور القدس تحت التهويد و اليونسكو حاضر غائب
الرابط المختصر

في القدس يسابق الاحتلال الزمن لتهويد كل زاوية و حجر، حتى سورها الأثري الشاهد على هويتها العربية و الإسلامية، لم يسلم هو الآخر من الهجمة الاحتلالية لطمس الفلسطيني و العربي في المدينة.

الخبير في شؤون عمارة القدس الدكتور جمال عمرو وضح "أن بناء سور القدس يعود إلى (3500) عام - منذ زمن اليبوسيين - ويعد أول سور بني حول مدينة في العالم، لكن ملامحه اختفت، وتغيرت أبعاده تسع مرات". مضيفا، "إن آثار قواعد السور في تل الزهور، وبشكله الحالي بناه السلطان العثماني سليمان القانوني في القرن السادس عشر الميلادي, ليشكل جزءا أصيلا من عمارة المدينة وهويتها الحضارية الإسلامية".

و كشف عمرو، أن الاحتلال تعمد مؤخرا إحلال حجارة مكان حجارة، ووضع رموز توراتية يهودية واضحة بشكل كبير أمام الزوار و السياح."باب العامود تعرض لتغييرات دراماتيكية، و تدمير بحجة التطوير, فوضعت سلطة الآثار الإسرائيلية شكلا هندسيا سداسيا عليه لتشويه معالم الباب التاريخية منذ مئات السنين".

تحريف بذريعة الترميم

من جانبه أكد المسؤول الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا، أن الاحتلال يستغل ترميم باب الزاهرة لتغيير معالمه، وإدخال رموز ونقوش يهودية للهيكل المزعوم. لافتا إلى وضعه - الاحتلال - ما يسمى بالتمائم اليهودية "مزوزا" عند باب الخليل وباب النبي داود في جهتي البلدة الغربية و الجنوبية ليلمسها المستوطنون ضمن شعائرهم الدينية".

دور اليونسكو

بدوره شكك رئيس المجلس الإسلامي الأعلى وخطيب المسجد الأقصى الشيخ صبري في قدرة اليونسكو على منع "إسرائيل" العبث بآثار المدينة. "المنظمة لا تستطيع فعل شيء، لأنها تحت ضغط اللوبي الإسرائيلي العالمي".

وتأييدا، عبر أبو العطا عن شعوره بتواطؤ اليونسكو مع "إسرائيل", "قرارات عديدة صدرت عن المنظمات الدولية، ومن ضمنها اليونسكو لحماية المقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس, ولكن دون جدوى".

وتحدث الدكتور جمال عمرو عن انتهاكات خطيرة لاتفاقية جنيف الرابعة، والتي تمنع الاحتلال من تغيير الأماكن الأثرية الخاضعة لسيطرته, علما أن البلدة القديمة في القدس تحت حماية اليونسكو منذ العام (1981), لكنها لم تتحرك لممارسة دورها في المحافظة على الأماكن المقدسة".

جولات سياحية

وأشار المسؤول الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث إلى أن " جولات سياحية ينظمها الاحتلال للسياح الأجانب واليهود على المعالم المزورة لتثبيت يهوديتها, وترسيخ روايتها المزيفة في أذهانهم، في ظل غياب الجانبين العربي و الإسلامي عن المشهد".

وأضاف العطا "أن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث تنظم جولات عديدة للمسلمين القادمين إلى المدينة , وطلاب المدارس من القدس و الأراضي المحتلة عام (48)، لتجلية الرواية الإسلامية التاريخية عن القدس, وحرصا على تأهيل مرشدين سياحيين بشكل قوي لمواجهة التحريف الإسرائيلي".

المصدر: شبكة هنا القدس للاعلام المجتمعي