سمحان وآدام وميكي ماوس

الرابط المختصر

نعبّر عن أسانا البالغ لسجن الشاعر اسلام سمحان ونضم صوتنا للكتاب والشعراء الذين اصدروا بيانا بذلك. وكان مدّعي عام عمّان قد رفض اخراج سمحان بكفالة بعد اقامة الدعوى عليه بتهمة ذم وتحقير الاديان في ديوانه الأخير "برشاقة الظلّ".

ا.

الكتاب والشعراء والمبدعون يتفهمون معنى الاستخدامات والاستعارات من
مصادرها المختلفة بما في ذلك القرآن الكريم وهو الذروة والمرجع للبلاغة
العربية، لكن لدى الأوقاف وجهة نظر أخرى . طيب، لننظر ماذا سيقول القضاء
في الأمر! فما الحاجة لزجّ الشاعر سلفا في الحبس؟ وانا قرأت عن الديوان
فقط من الصحف التي نشرت بعض مقاطع من قصائده وكانت عادية تماما ونخشى ان
هناك مبالغة في تحميل النصوص ما لا تحتمل. وقد سبق لمحكمة أن اصدرت حكما
ببراءة الشاعر موسى الحوامدة في قضيّة مماثلة دامت وقائعها ثلاث سنوات.
وها نحن نواجه مجددا رسالة تزمت خاطئة برفع هذه القضيّة ثم نحبس الشاعر
سلفا على تعبير أدبي لا يضرّ احدا.



أمس قرر زميلنا المبدع عماد حجّاج أن يكون كاريكاتيره على شكل مقال
تقريبا لأن ما أراد ابلاغه لا يحتويه رسم، وهو عن قصّة اللعبة المحظورة
التي كما قال حجاج تسابقت مواقع الانترنت على التعليق عليها بفتاوى
التحريم والتحذير من المؤامرات الى جانب صبّ اللعنات على الغرب الكافر.



وقد تابعت بعض الردود فلفت نظري ردّ عاقل من شخص قال ان اللعبة تمّ منعها
في ولاية كاليفورنيا وقد عدت للموقع المذكور في الردّ، وقرأت المقال الذي
يتحدث بالفعل عن موضوع اللعبة التي هي على هيئة جنين بشري مسخ، اراد بها
الفنان التنبيه الى خطورة التلاعب بالحياة من خلال الهندسة الجينية، واشار
المقال الى ان مجلس إحدى الولايات (كاليفورنيا) قررمنع بيعها لأنه رأى انه
ليس لائقا عرض الجنين البشري على هذه الشاكلة. وهذا اجتهاد مفهوم لمنع
اللعبة لكن ليس شحن الناس بفكرة المؤامرة وغمرهم بفتاوى التحريم والتكفير.



وقبل اسابيع كان ميكي ماوس القديم جدا قد عاد ليصبح بطل الساعة في وسائل
الاعلام لأن مصدرا في السعودية أفتى بقتله وهو طبعا يقصد قتلا معنويا
بتحريم عرضه. وقد دار سجال طويل عريض في وسائل اعلامنا حول مقاصد الشيخ
وتأويلها بين مؤيد ومعارض بينما كانت وسائل الاعلام العالمية تجعلنا عرضة
لسخرية فظيعة بسبب هذه الفتوى الفائضة عن الحاجة.



هل تذكرون بالمناسبة البوكيمونات، أو لعبة الكائنات الخيالية التي تتصارع
وتتبارى وفتنت الأطفال لبعض الوقت فنسجت حولها قصص جعلتها شرّا ومؤامرة
صهيونية على العرب والمسلمين وأتاحت بعض الصحف كتابات تدّعي أن ترجمة
أسماء تلك الوحوش هي شتائم للذات الالهية والأنبياء، ثم بعد بعض الوقت لم
تعد هذه اللعبة موضة ولم يعد يذكرها احد!



ان المرء ليتساءل كيف نستمر في هذا الانشغال المخيف خارج سياق الزمن وتحدياته مع معارك وهمية نصنعها لأنفسن