سكان أكبر مستوطنة في الضفة: الأردن دولة الفلسطينيين

سكان أكبر مستوطنة في الضفة: الأردن دولة الفلسطينيين
الرابط المختصر

ذكر تقرير لموقع قناة "دويتشه فيله" اليوم الخميس أن سكان مستوطنة "معالي أدوميم" "التي تنتصب مثل قلعة على سهل شرقي القدس حيث يعيش نحو 40 ألف شخص في أكبر مستوطنة يهودية في الضفة الغربية" يعتبرون المستوطنة جزءا من إسرائيل، ويصرون على البناء فيها وينظرون إلى الأردن كدولة للفلسطينيين".

ونقل التقرير عن المتحدثة باسم المستوطنين في الضفة الغربية "أليزيا هيربست" قولها: "إن للفلسطينيين دولة هي الأردن"، لافتة إلى أنه "إذا نظر المرء في كتب التاريخ لوجد أن الأردن ليس أكثر من فكرة دولة نشأت على خلفية اتفاق سياسي"، و أن سكان البلد مكوّن في غالبيته من الفلسطينيين، لذا "إن أراد الفلسطينيون بلدا لهم فيوجد واحد، خاصة وأن الكثيرين منهم يملكون جواز سفر أردنيا"، ولكنها لم تشر، بحسب التقرير، إلى أن قسما كبيرا من الفلسطينيين الذين يعيشون اليوم في الأردن لجؤوا إليه هربا بعد تأسيس إسرائيل عام 1948.

وأضافت المتحدثة باسم "مجلس ييشا"، وهو مجلس عام لروابط وجمعيات المستوطنين اليهود في الضفة، "أنا يهودية في نهاية المطاف، وهل هناك أكثر طبيعية أن يعيش اليهودي في دولة يهودية؟". وأضافت أن الأمر "قد يبدو للوهلة الأولى نوعا من الجنون، إلا أنه لأن الدولة الإسرائيلية غالبا ما تتعرض إلى هجمات وتعاني من مشاكل جمّة أريد العيش هنا"، مؤكدة أنها لا تفكر بالعودة إلى بلدها الأصلي "الولايات المتحدة"، بل وتتمنى أن يأتي المزيد من الأمريكيين للعيش في المستوطنة.

ورأت، وفقا لما جاء في التقرير، "أن للإسرائيلي الحق مثله مثل أي إنسان في العالم العيش حيث يريد شرط أن لا يشكل خطرا على آخرين"، لكنها اعتبرت أن "الجيران الفلسطينيين يشكلون خطرا".

المستشار الإعلامي لرئيس بلدية القدس المحتلة غيدون أرييل الأمريكي الأصل، والذي يعيش في المستوطنة مع عائلة من خمسة أولاد، من الذين لا يتقبلون أي انتقاد ضد المستوطنين في الضفة، ويقول إن لديه رسالة واحدة للفلسطينيين: "الصراع حول الأرض حسم نهائيا، لذا خذوا ما يمكنكم أخذه اليوم لأن غدا سيكون أقل".

وقال أرييل، بحسب التقرير، وهو يشير إلى الطريق المؤدي إلى القدس الشرقية "إن كامل هذه المنطقة تابعة لدولة إسرائيل بما في ذلك المستعمرة، مضيفا "أن الاعتراض على ذلك يأتي من اليسار الإسرائيلي فقط الذي يرفض كل ما يجري في الضفة الغربية (يهودا والسامرة كما يسميها)، لافتا إلى أنه يعيش هنا "حيث يجب أن يعيش المرء دون أن يسبّب غضبا لأحد"، وأنه بغض النظر عن بعض المجموعات الصغيرة الراديكالية "فإن الجميع يعلم أن معالي أدوميم ستكون في أي اتفاق مستقبلي جزءا من الدولة الإسرائيلية".

ويتابع حديثه حول بعض مشاريع المستوطنة: "منذ 1975 يجري العمل على الطريق الموصلة إلى أريحا على بناء أبنية سكنية، بموافقة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا فرق إن كانت برئاسة ناتنياهو، شارون أو رابين، ولكن الخلاف القائم يتمثل في المنطقة الواقعة بين معالي أدوميم والقدس المعرفة باسم "شرق 1".

"وكان رئيس الحكومة السابق شارون يريد توسيع هذه المنطقة شرقا بحيث تضمّ إلى القدس وتنمو معها، لكن هذه الخطة محط خلاف دولي لأنها ستشكل طوقا سكنيا يفصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، ما يمنع عمليا قيام دولة فلسطينية قادرة على الحياة".

ويعد ملف الاستيطان في مناطق الضفة الغربية وخصوصا في القدس المحتلة، حجر عثرة أساسي أمام المفاوضات المباشرة التي شهد اليوم ثاني جولاتها في القدس، حيث يؤكد الجانب الفلسطيني على ضرورة تجميد البناء في المستوطنات من خلال تمديد قرار تجميد الاستيطان الجزئي، إلى حد التهديد بالانسحاب من المفاوضات إذا ما استؤنف البناء، فيما يصر الجانب الإسرائيلي على وقف القرار في الموعد المقرر.

وقد أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم الثلاثاء الماضي صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون استئناف أعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية بعد انتهاء مفاعيل قرار التجميد المعمول به في 26 أيلول الجاري.

ورأت غالبية المستطلعين (51 %) أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إصدار أوامره باستئناف أعمال البناء بعد انتهاء تجميد الاستيطان، فيما أعلن 39 % من المستطلعين تأييدهم الإبقاء على تجميد جزئي للاستيطان، ولم يعلق 10 % على الموضوع.