زيارة ملكية ناجحة للمملكة البريطانية

الرابط المختصر

 

بعد الزيارة الملكية الناجحة للعاصمة الامريكية الخريف الماضي والتي فتحت المجال للتعامل التجاري والتنقل الإنساني مع الشقيقة سوريا بسبب موافقة واشنطن استثناء الأردن من عقوبة التعاون مع النظام السوري تأتي زيارة الملك لبريطانيا لتضع أسس جديدة للعلاقة الاقتصادية والاستثمارية مع كبرى الاقتصادات العالمية.

 

من المعروف أن بريطانيا انسحبت من الاتحاد الأوروبي مما وجب عليها إجراء اتفاقات ثنائية مع العديد من الدول لتنظيم عمليات التبادل التجاري بالاتجاهين. طبعا الميزان التجاري مع بريطانيا لصالح المملكة المتحدة ولكن هذا بالذات مدخل مهم للعاهل الأردني أن يحث البريطانيين على الاستثمار في الأردن لما في الأردن من مزايا اقتصادية وسياحية توفر أيدي عاملة رخيصة كما وتعتبر الأردن مدخل لأسواق كبيرة في السعودية والعراق ومصر.

 

ما يميز علاقات الملك مع كافة الدول أن العلاقة ليست محصورة مع الحزب الحاكم بل مع الطيف الواسع من الحزبيين كانوا في المعارضة أم في الموالاة. كما لجلالة الملك والملكة علاقات طيبة مع الأطياف الثقافية والفنية ومن المعروف ان جلالته مهتم في موضوع السينما وفي تسويق الأردن كمكان يمكن الاستفادة من المناظر الخلابة في وادي رم والمواقع التاريخية والدينية في جرش والمغطس إضافة الى المدينة الوردية والتي تم تسميتها في عجائب العالم السبع الجديدة.

 

إن نجاح اللجنة الملكية في تحديد خارطة الطريق التي ستصل الأردن الى الحكومات البرلمانية خلال عشر سنوات كما هو الحال في بريطانيا هو حلم وامل العديد من الأردنيين ومن محبي الأردن. لا شك أن تجربة أحد أقدم الملكيات البرلمانية ستكون مفيدة للملك ولولي العهد لترتيب الوضع الأردني في السنوات المقبلة.

مرة أخرى لا بد من قول الحقيقة أن زيارة الملك الحالية لبريطانيا ومشاركة الملك في قمة جلاسجو لمحاربة التغير المناخي  والتي ستعمل على دعم الدول الفقيرة لمحاربة التغير المناخي من خلال الاقتصاد الأخضر تعتبر زيارة ذات بعد استراتيجي .

 

طبعا هناك ثمن يجب أن تدفعه الأردن من خلال تقليل إيراداتها من الجمارك على السيارات الكهربائية والهجينة من أجل تشجيع الطاقة النظيفة وهنا لا بد من وجود خطة استراتيجية طويلة الأمد في كل ما يتعلق بموضوع الطاقة وخاصة الطاقة المعتمدة على الانبعاثات الكربونية

لا شك أن التحركات الملكية خاصة في الدول الاقتصادية الكبرى يوفر الأمل للمواطنين الأردنيين أن تؤتي بثمارها في المجال الاقتصادي من حيث توفير فرص للاستثمار البريطاني الأمر الذي سيوفر فرص عمل لجيش العاطلين والذي يتمنى الجميع أن يجدوا عمل في بلدهم بدلا من السعي للهجرة او العمل في بلاد قد لا تحترم الإنسان كما يتم احترامه في بلده.