- محللون: الزيارة إنهاء لمقولة "الوطن البديل"..
- قاسم: الزيارة مجاملة...
غادر الملك عبد الله الثاني مدينة رام الله بالضفة الغربية عصر الخميس، بعد لقائه الرئيس الفلسطيني في زيارة هي الأولى لزعيم عربي بعد حصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، الزيارة التي وصفها كثير من الفلسطينيين بالتاريخية، وتناولتها وسائل الإعلام بالتحليل ولما تحمله من رسائل.
وكالة pnn الفلسطينية الرسمية، نقلت عن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ترحيب القيادة بهذه الزيادة "التاريخية، التي تأتي بعد أن نالت دولة فلسطين عضويتها بصفة مراقب في الأمم المتحدة"، معربا عن تقديره للدور الكبير والهام الذي بذله الملك والأردن الشقيق على المستويين الدولي والإقليمي وفي الأمم المتحدة، لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي الهام لشعبنا ولأمتنا ولقضيتنا المركزية.
كبير المفاوضين صائب عريقات أكد في حديث صحفي، أن زيارة الملك للأراضي الفلسطينية بانها زيارة تاريخية ولفتة كريمة من الملك ليكون أول قائد في العالم يزور دولة فلسطين.
رسائل واستهدافات:
اعتبر القيادي في حركة فتح قدورة فارس أن الزيارة في هذا التوقيت ذات أهمية كبيرة لأنها تحمل رسائل في عدة اتجاهات.
وأوضح بأنها تحمل إشارة مهمة من جانب الأردن وملكها وهي رسالة للشعب الفلسطيني بأن المملكة مع الفلسطينيين وتدعم التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة وتبارك حصول فلسطين على الاعتراف والتصويت بالأغلبية.
كما أنها تحمل إشارة للإسرائيليين خصوصا بعد المساعي الإسرائيلية لعزل القيادة قبل توجهها للأمم المتحدة، والتهديدات الإسرائيلية في هذا الإطار، بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، إضافة لما تحمله من معاني الرد على "حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي بتوسيع الاستيطان والقرارات الاحتلالية الأخيرة في هذا الإطار، على حد تعبيره.
أما الرسالة من زيارة الملك، بعد استقبال الرئيس الفلسطيني فور القرار الأممي في عمان، فتتمثل، بحسب الكاتب بسام بدارين، بالمحافظة على تلك المساحة التي تبقي الأردنيين ليس فقط في إطار التحالف مع مجموعة السلطة الفلسطينية التي حظيت بدولة عضو بصفة مراقب مؤخرا، ولكن تبقيهم في أقرب مسافة ممكنة من القضية الفلسطينية.
وأشار بدارين في مقال له في صحيفة "القدس العربي" اللندنية، إلى أن غياب الدور الإقليمي في سياقات القضية الفلسطينية قد بقي حجة على صانع القرار الأردني طوال فترة الربيع العربي، إلا أن القيادة الأردنية تأمل الآن بإطلاق علاقات ثنائية تحالفية مع دولة فلسطين الجديدة ليس فقط لاستعادة دور عمان الإقليمي في هوامش القضية الفلسطينية أو لتنشيط عملية السلام والمفاوضات.
ولكن أيضا للاحتياط ضد المد الأخواني الذي يعزز بصلابة جبهة حماس ويبرزها بعد العدوان الأخير كقوة مهمة في الإقليم محاطة بعناية الأخوان... فواحدة من الإستراتيجيات التكتيكية التي تأخذها الإدارة الأردنية بالاعتبار وهي تخطط لإنجاح الانتخابات المقبلة في ظل مقاطعة الإسلاميين تتمثل في الاستعانة بحركة فتح ونفوذها في أوساط المخيمات بالأردن، بحسب بدارين.
صحيفة القدس العربي، نقلت في تغطيتها لخبر الزيارة عن مصادر فلسطينية بأن الملك عبد الله الثاني شدد خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني على أهمية استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية على أساس ما توصلت إليه في آخر لقاءات عقدت بين الطرفين، وذلك في إشارة إلى المفاوضات الاستكشافية التي رعتها عمان بين الجانبين العام الماضي
وأشارت المصادر إلى أن الأردن سيلعب دورا هاما في إمكانية استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في المرحلة القادمة بالتشاور والتنسيق مع واشنطن، وذلك لعلاقة عمان المميزة مع جميع الأطراف حيث أن هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وعلاقات مميزة مع الفلسطينيين وعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
إنهاء مقولة "الوطن البديل":
وأكد القيادي في حركة فتح قدورة فارس بأن الزيارة "إنهاء لمقولة الاحتلال "بأن الأردن وطن بديل للفلسطينيين"، مشيرا إلى أنها ترسخ مبدأ "أن فلسطين هي للفلسطينيين وأن الأردن للأردنيين، وهي رد على كل ما يفكر به الاحتلال في هذا الشأن".
وهو الأمر الذي يراه رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عبد الله عبد الله، حيث أشار إلى أن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة وانتصار فلسطين وضع حدا والى الابد لكل ما كانت تروج له الجهات الاسرائيلية بما يسمى بـ "الوطن البديل"، موضحا بأن هذا القرار أكد على حق الشعب الفلسطيني بدولة فلسطينية بالرغم من أن الشعبين الشقيقين الفلسطيني والأردني مترابطان إلا أنهما متمايزين كل في جغرافيته، بحسب ما نقلته وكالة "معا" الفلسطينية.
كما أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل أن قرار الأمم المتحدة يريح الأردن كثيرا خصوصا أن إسرائيل كانت طوال الوقت تعمل على مخططات ما يسمى بـ الوطن البديل للفلسطينيين، مشيرا إلى أن الأردن له مصلحة حقيقية بقيام دولة فلسطينية، والزيارة تعتبر شكل من أشكال التعبير عن الفرح والتأييد والدعم الأردني للسلطة الفلسطينية باعتبارها دولة.
الكاتب صالح القلاب رأى بأن الشعب الفلسطيني أكد بأنه يتمسك بوطنه وأن لا وطن له إلا هذا الوطن فلسطين، مؤكدا أن ما يسمى بـ الوطن البديل ليس إلا اختراع المفلسين وهو أكذوبة اخترعتها مجموعة هامشية مفلسة تريد من هذا الطرح الإساءة إلى العلاقات بين الأشقاء الفلسطينيين والأردنيين، وفقا لما نقلته وكالة "معا" الفلسطينية.
وأكد القلاب على أن هذه الزيارة ليست لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بما يسمى بالوطن البديل، مشددا في الوقت ذاته بأن الزيارة لم تتطرق بتاتا لما أثير حول عودة الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية وأن هذا الطرح لم نسمعه إلا من بعض الناس الخارجين عن دائرة المسؤولية، على حد وصفه.
تساؤل عن النتائج:
ورغم هذا الترحيب بالزيارة، إلا أن استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الفلسطينية الدكتور عبد الستار قاسم وصفها بـ"بالمجاملة".
وأوضح قاسم لوكالة "معا" بأن الرئيس عباس والعاهل الاردني لا يستطيعان الاتفاق على شي دون موافقة امريكية – إسرائيلية، وان الرئيسين يعتمدان الى حد كبير على الدول الغربية في بقائهما السياسي"، مشيرا إلى أن الزيارة لن يتمخض عنها أي شيء يتعلق بالضفة الغربية، وان هذه الزيارة لن تأتي بأي نتائج.