زمن السرعة يلغي مقولة " الالتزام بالمواعيد أدب الملوك"

زمن السرعة يلغي مقولة " الالتزام بالمواعيد أدب الملوك"

من جاء متأخراً .. أكل ما يجد ،  حكمة برتغالية من عشرات الامثال التي تدل على ما يشكله الوقـــت بساعاته ودقائقــه وثوانيــه مــن أهميــــة ، في زمن اصبح فيه التخلف عن المواعيد صفة عامة . وقالت العرب الوقت كالسيف اذا لم تقطعه قعطك

تعتبر خبيرة الاتيكيت لمى حدادين احترام المواعيد امر ضروريا اذا ما اراد الشخص ان يعكس صورة جيدة عن نفسه وشخصيته ، ويجبرمن حوله على التعامل معه باحترام وتقدير ،مشيرة الى ان التزامنا بالمواعيد يترك انطباعا عن شخصياتنا لدى الاخرين.

واضافت حدادين ان الدليل على احترامك لشخص ما في الدول الاوروبية يحدده مدى التزامك بالموعد الذي اعطيته له ، مشيرة الى ان من اساسيات الاتكيت في اعطاء المواعيد ان ينتظر صاحب الدعوة الشخص المدعو وليس العكس .

الطالبة الجامعية هبة ياسين قالت ان كثيرا من الأشخاص لا يستطيعون تنظيم وبرمجة أوقاتهم ولا يجدون سـوى الأعــذار لتأخرهم، ولكنها طالبت بمراعات ضروف الآخرين خصوصاً إذا كانت مقنعة وصحيحة

وربطت هبه عدم التزامها بالمواعيد بسوء الحظ ، فهي تواجه عراقيل وموانع كأزمات المرور، أو أسباب شخصية تؤخرها عن اغلب مواعيدها .

اما اسامة عادل فيحاول جاهدا اتخاذ الوسائل المناسبة لتساعده في تذكر مواعيده المهمة كوضع رسالة تنبيهية على هاتفه الخلوي او ربط مواعيده بأحداث مهمة كي لا ينساها ، ويحرص اسامه دوما على الخروج إلى موعده قبل وقت كافٍ ليتجنب اي امر يتسبب بتأخيره.

اسماء محمد وهي موظفه في شركة اتصالات تمنت ان يعود المجتمع العربي الى سابق عده في احترام المواعيد بعد ان اصبحت المجتمعات الغربية تحترم مواعيدها وتحرص على التقيد بها  اكثر من العرب انفسهم .

دكتور علم الاجتماع حسين خزاعي قال ان ردود الافعال البسيطة وعدم اتخاذ اي اجراء بحق من يخلف موعه ، شجع في كثير من الاحيان الاشخاص والمؤسسات وحتى الحكومات على عدم الاكتراث بالمواعيد المطلوبة منها .

واعتبر الخزاعي ان التربية المنزلية على احترام المواعيد هي الاساس ، فرب الاسرة ( الام والاب ) لا يضعون ضوابط للمواعيد في المنزل مثل اوقات الطعام او الدراسة او النوم ، ما يجعل الابناء غير مكترثين بحترام المواعيد حتى عند انخراطهم في مجتمعهم .

ومع تراجع اهتمامنا بالمواعيد يؤكد خبراء الاجتماع ان احترام الوقت لدى المجتمعات العربية تحول الى قصص وعبر تروى للابناء ، واصبحت فيه الساعات بل الايام تذهب هدر دون ان نلقي لها اي اهتمام .

 

أضف تعليقك