رياضتنا في خطر

الرابط المختصر

عندما تغيب منظومة الاخلاق الرياضية عن ملاعبنا وصالاتنا الرياضية تغدو الامور غير ذي اهمية وتتراجع كل القيم الاخرى اذا ما استحكمت عقلية الغاب عندها لا بد للفوضى ان تسود وللشغب ان يضرب ضربته لان العقل هنا يكون قد ارتاح واخذ (اجازة) مفتوحة لموعد قد يحين اولا..!!

 

وعندما يرى اللاعب او الاداري او المدرب لا فرق ان اي حق مفترض قد سلبه الحكم بصافرة خاطئة او راية ظالمة او قرار غير صحيح من الممكن ان يستعيده من عدوه اللدود (الحكم) باستخدام قبضته وتوجيه لكمة او صفعة في وجه قاضي الملاعب فان الامور تغدو وقتها خارجة عن نطاق المنطق وبعيدة كل البعد عن الاخلاق التي من المفترض ان يتجرعها اللاعب جرعة جرعة قبل ان تطأ قدماه ارض الملعب..!

فوجئنا تماما امس الاول عندما تلقينا من زميلنا المصور البارع صلاح ابو وهدان الصورة النادرة التي التقطها اثناء قيام لاعب كفرعوان محمود منصور بالاعتداء على الحكم ادريس العروق في مباراة فريقه امام العودة في دوري كرة الطائرة لاندية الدرجة الممتازة لاحتسابه نقطة اعتبرها اللاعب غير صحيحة كان قبلها الحكم قد استخدم حقه باشهار البطاقة الحمراء في وجه اللاعب الذي اراد التعبير عن احتجاجه على القرار بالصورة غير الحضارية التي كان عليه المشهد المؤسف الذي لا يرتضيه عقل ولا منطق.. تماما كما الصورة التي نعيد نشرها لا لشيء الا لتنبيه المسؤولين في اللجنة الاولمبية واتحاد الكرة الطائرة, وكل الاتحادات الرياضية الاخرى والامن العام والجهات المعنية على قضية باتت وكأنها ظاهرة شائعة لا تخلو منها ملاعبنا في الفترة الاخيرة الا وهي الشغب والاعتداء على الحكم تلك الظاهرة التي انتشرت وخربت ملاعب الكرة وصالات كرة اليد والطائرة ومن يدري فلربما تمتد نفس الايدي الى الالعاب الاخرى فتغدو الامور وكأنها صراع بين اقطاب اللعبة تستخدم فيها القبضات والكراسي والزجاجات وتتراجع القيم الجميلة للرياضة عبر منافساتها الشريفة ان كنا نغيب العقل في طريقة تعاطينا لمعالجة أية مشكلة تحدث يتسبب بها حكم او اداري او لاعب ...!!

واذا كانت قضية الاعتداء على الحكم قد شاعت مؤخرا فان تركيزنا اليوم على واقعة الاعتداء على حكم الطائرة العروق جاءت بسبب ردة الفعل السلبية والاستياء وحالة الغضب التي انتابت كل الذين هاتفونا يوم امس مطالبين الاتحاد والجهات المسؤولة بعدم السكوت عما حصل بعد ان علمنا بأن العقوبة التي من الممكن ان ينالها اللاعب وحسب التعليمات لا تزيد على تغريم اللاعب (25) دينارا كما حصل مع غيره .. علما بأن حالات الاعتداء او محاولة الاعتداء على الحكام منذ انطلاق الدوري قبل ايام قليلة وحتي اللحظة وصلت الى اربع حالات الامر الذي ينبه الى خطورة الامر ان لم يفُعّل الاتحاد مسألة العقوبات لتكون ذات تأثير ملموس حتى لا يكون الحكم هو الطرف الاضعف دوما والشماعة التي يحلو للاعبين تعليق فشلهم عليها ..!!

قبل ايام قليلة كان الشغب يضرب ضربته في صالة قصر الرياضة وفي نهائي بطولة الكأس وفي ظل غياب المظلة الامنية المناسبة التي من شأنها ردع كل من يحاول الاساءة وتعكير صفو اللقاء الأخوي وهنا تضاربت الصلاحيات بين الاجهزة الامنية والمحصلة ان الشغب حصل ونحمد الله ان الخسائر كانت مادية فحسب .. واليوم تتكرر الحالة فما ان تنطلق بطولة حتى يرافقها شغب واعتداءات على الحكام حدث هذا طوال الاسابيع الماضية وبدورنا نتساءل ما الجدوى من عقد الندوات التي يفترض انها تبحث عن وسائل معالجة الشغب اذا كان التواجد الامني في الصالات والملاعب غير كاف واذا كانت المعالجة الامنية تتم بعد ان يقع الفأس بالرأس وتغدو الامور خارج نطاق السيطرة?!

نتمنى ونحن نعرض هذه الوقائع والحالات الغريبة التي باتت تلازم كل البطولات الرياضية ان تنبه المسؤولين لهذه الظاهرة الخطيرة التي نتمنى ان تجد الحلول المناسبة لها عبر قرارات جريئة تعيد للحكام اعتبارهم ولا تستبيح كراماتهم بالصورة التي شاهدنا.