رنا الدجاني "صاحبة الأوشحة الخمسة"

"كنت أقضي الأمسيات مع والدي في قراءة الكتب ومناقشة أحدث التطورات في العلوم قادني هذا للرغبة في أن أكون عالمة لاكتشاف العالم من حولي" رنا الدجاني "، بهذه الكلمات عرفت العالمة رنا الدجاني عن بداية شغفها في عالم العلوم .

فعندما نرى بعض النماذج العظيمة من النساء المميزات اللواتي حملن النهوض بالأمة على أكتافهن نتفكر ونأمل بما حققنه من إنجازات ، وينتابنا الفضول حول معرفتهن أكثر وكيف استطعن الوصول لهذه المكانة العظيمة.

 العالمة رنا الدجاني أستاذة في الجامعة الهاشمية في الأردن وهي عالمة في بيولوجيا الخلية ترعرعت ونمت في أسرة مكونة من ثماني فتيات وهي أكبرهن ، تقول الدجاني : أختار والداي عدم إمتلاك التلفاز وبدلاً من ذلك ركزا على التفاعل البشري ، وكنا نقضي وقتنا في قراءة الروايات والمناقشات كان والدي طبيباً وأصبحت كذلك ، لكني اخترت ألا أعمل طبيبة خشية أن أوذي شخصاً بالخطأ فاخترت أن أكون عالمة باكتشاف أسباب الأمراض وهذا أيضاً يمكن أن يساعد البشرية .

 

تخرجت الدجاني من كلية العلوم من الجامعة الهاشمية وحصلت على الماجستير من نفس الجامعة عام 1992  ، وكانت عائلتها جزء من رحلتها وتجاحها في حصولها على الدكتوراه حيث استقال زوجها الذي كان برتبة مقدم في القوات الجوية الأردنية ، حتى تتمكن من الذهاب مع عائلتها لمنحة فولبرايت في الولايات المتحدة الأمريكية .

 كما حصلت الدجاني على درجة الزمالة من جامعة هارفارد ، و تم اختيارها من قبل مؤسسة رادكليف للدراسات المتقدمة في جامعة هارفارد من بين 1500 متقدم حول العالم ، لتكون أول أردنية حاصلة على زمالة من هذه المؤسسة العريقة .

 تولت الدجاني عدة مناصب منها منصب مستشار للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ، ومنصب مدير مركز الدراسات البحثية في الجامعة الهاشمية وعضو المجلس الاستشاري الأردني في الأمم المتحدة للمرأة في الأردن وخبيرة في تطوير التعليم العالي لدى مكتب تمبوس الوطني ، ولايسعنا ذكرها كلها...

 

 مكتبة في كل حي



شغلت الدجاني مقعداً ومكانة رفيعة في العمل التطوعي من خلال مبادرة " نحن نحب القراءة " ،فمن ضمن 350 مشاركا في مسابقة الأمم المتحدة المعنية بالحلول التكنولوجية المبتكرة ، أختير عشرة فائزين من أنحاء العالم لتكون مبادرة تحت نحب القراءة إحدى المبادرات العشر التي لفتت الانتباه.

 تقول الدجاني التمست الفكرة عندما لاحظت عدم وجود مكتبة في أي شارع بالقرب من منزلها ، لتكتشف أن المشكلة أكبر من محيط منزلها وأنها تغمر المجتمع ، لعدم الإهتمام بالقراءة كشيء أساسي في الحياة.

فقررت أن تعقد جلسة قراءة مرتين في الشهر في المسجد لأطفالها ولحوالي ستين طفلاً  من أطفال الحي ، لتتجاوز مبادرتها حدود الاردن وتشمل نحو 52 بلداً حول العالم ودربت أكثر من 7 آلاف متطوع ومتطوعة ليصبحوا " سفراء قراءة ".

تقول الدجاني إن المبادرة تدرب الأطفال على كيفية القراءة بصوت عال على أنه فن وقد أثبتت الخطة فعاليتها وكان لها تأثير إيجابي بالأخص في مخيمات اللاجئين ، وهو ما منحها جائزة نانسن للاجئين لعام 2020 للشرق الأوسط وشمال افريقيا المقدمة من المفوضية السامية للاجئين ، وتأمل الدجاني بأن تكون تجربتها في كل حي ولكل حي حكواتي.

 

 ثلاث دوائر من العالمات :

 أسست الدجاني مشروع " ثلاث دوائر من العالمات " وهو برنامج للإرشاد والتوجيه الأكاديمي للنساء في مجال العلوم ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، ويهدف لتقديم النساء الدعم لبعضهن البعض على مستويات متعددة ، وتشمل المرحلة الأولى العالمات في الأردن ثم المرحلة الثانية للعالمات في العالم العربي و المرحلة الثالثة للأكاديميات العربيات في الولايات المتحدة .

 

 الأوشحة الخمسة " تحقيق المستحيل "



 

يعتبر كتاب الأوشحة الخمسة إعادة تعريف للنجاح ، كما أنه نموذج المثابرة امرأة على تحقيق أهدافها في طريق العلم والسعي ، أما الخمس أوشحة فتقول الدجاني أنها دلالة لخمس أدوار تقوم بها الدجاني ولخمس أوشحة تلبسها الوشاح الأول فهو دورها كأم وهو الأهم بالنسبة لها أما الثاني يعبر عن دورها كمعلمة والثالث كعالمة والرابع كمبادرة اجتماعية أما الخامس فتركته كدعوة لشراء الكتاب للتعرف على الوشاح الأخير .

 

إن سجل العالمة رنا حافل بالجوائز والتكريمات التي لاتكفيها الصفحات ولا تتوقف عن التحديث ، ومهما تحدثنا فإن هذا جزء من بحر تفوقها في العلوم ، وفي كل مرة نقرأ قصتها تبدو وكأنها أول مرة لتشعرنا ماهو سبب وجودنا ،  وأن الإنسان أكبر بكثير مما يعتقد ويمكنه فعل أي شيء بالعلم والمعرفة .

 

أضف تعليقك