رمضان يُعزز اقتصاد "الزعتري": 3000 محل و850 مطعماً

رمضان يُعزز اقتصاد "الزعتري": 3000 محل و850 مطعماً
الرابط المختصر

ها هم اللاجئون السوريون في الأردن يقضون شهر رمضان للمرة الثانية في مخيم الزعتري المقام في محافظة المفرق (80 كيلومترا شمال عمّان)، وهم هذه المرة أكثر انسجاماً مع طقوس الشهر، يعيشون ما غاب عنهم في رمضان الماضي.

في 29 تموز/ يوليو 2013 مضى على افتتاح مخيم الزعتري عام كامل، وزاد عدد اللاجئين فيه على 150 ألف لاجئ من أصل مليون ومئتي ألف لاجئ سوري قدموا إلى الأردن منذ آذار/ مارس 2011، حسب الأرقام الرسمية.
رمضان الماضي كان منزوع الطقوس في الزعتري. اللاجئون كانوا حديثي العهد مع اللجوء، فقط انتظروا المساعدات ولم يتوقعوا أن الإقامة ستطول داخل المخيم، لكنها طالت، وهم اليوم يعتقدون أنها ستطول أكثر.
طول المقام خلق حالة من الانسجام مع المكان، انسجام انعكست ملامحه خلال شهر رمضان. غابت الزينة عن الخيام والكرفانات التي يقيمون فيها، والتي اعتبروها من الكماليات، لكن حضرت طقوس رمضانية عريقة في المجتمع السوري. فقبل دقائق من أذان المغرب يبدأ اللاجئون بتبادل أطباق الطعام مع جيرانهم من اللاجئين، كما يتبادلون دعوات الافطار بين الأقارب والمعارف، يساعدهم على ذلك ما توفِّره إدارة المخيم من مطابخ عامة تسمح للاجئين بطهي طعامهم.

المخيم الذي تحول الى ما يشبه المدينة، يتوسطه سوق تجاري ضخم يحتوي 3000 محل تجاري و850 مطعماً يملكها اللاجئون، بحسب ما تحصي إدارة المخيم، ويعجّ هذا السوق بكل ما يحتاجه اللاجئ في شهر رمضان.
في السوق الذي يطلق عليه اللاجئون مزاحاً إسم "الشانزليزيه"، تنتشر محال بيع العصائر الرمضانية كـ التمر الهندي والخروب وعرق السوس وقمر الدين، كما تنتشر محال بيع الحلويات الرمضانية، وخاصة القطايف.
يشهد "شانزليزيه" الزعتري حركة تجارية نشطة، حيث يجد اللاجئون كل ما يحتاجونه من بضائع، بعضها بات يصنّع داخل المخيم، والبعض الآخر مستورد من خارجه بطرق شرعية أو عبر التهريب، وفق ما يقول اللاجئ مروان غزلان ، ويضيف: "لا ينقصنا شيء سوى العودة الى بلادنا"، لكنه لا ينكر أن ما يزعج اللاجئين في شهر رمضان هي ساعات الصوم الطويلة تحت اشعة الشمس الحارقة "من دون وجود وسائل التبريد، وفي ظل نقص كميات المياه المخصصة للاجئين".

مع أذان المغرب يبدو المخيم مهجوراً. يختفي اللاجئون داخل خيمهم أو كرفاناتهم لتناول الافطار، وهم يبتهلون الى الله ان يكون هذا آخر رمضان لهم داخل المخيم وخارج بلادهم.
ما إن ينتهي الافطار حتى ينطلق الأطفال للعب في شوارع المخيم، وينطلق الكبار لأداء صلاة التراويح جماعةً في ساحات خُصصت لذلك.
إدارة المخيم كثفت خلال رمضان من حملات الرقابة الصحية على المحال داخل المخيم، بحسب الناطق الاعلامي باسم إدارة المخيم غازي السرحان، والهدف كما يقول السرحان  التأكّد من سلامة الأغذية التي يصنعها اللاجئون "حتى لا تحصل حالات تسمم بينهم".

لـ"now" اللبنانية 

أضف تعليقك