رفض أردني وخيبة أمل دولية لاستئناف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية

رفض أردني وخيبة أمل دولية لاستئناف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية
الرابط المختصر

في أعقاب انتهاء المهلة المحددة لقرار تجميد البناء الاستيطاني الإسرائيلي الجزئي على الأراضي الفلسطينية، أعلن الأردن رسميا موقفه الرافض لاستئناف البناء في المستوطنات الإسرائيلية، مؤكدا أن البناء في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس "يشكل عائقا أمام الجهود الدولية التي تبذلها أمريكا واللجنة الرباعية الدولية من أجل إيجاد حل للنزاع في المنطقة".

وجدد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال علي العايد اليوم الاثنين التأكيد على موقف الأردن الرافض للمستوطنات قائلا "إن الأردن دائم التشديد على هذا الموقف في إطار سعيه لإيجاد حل عادل وشامل للنزاع العربي -الإسرائيلي".

واحتجاجا على استئناف البناء الاستيطاني، طالب حزب جبهة العمل الإسلامي المهندس السلطة الفلسطينية بالتوقف الفوري عن التفاوض مع الاحتلال الصهيوني في ظل عودته لبناء المستوطنات.

وأشار مسؤول الملف الفلسطيني مراد العضايلة في تصريح له اليوم الاثنين إلى أن الاحتلال وعلى مدار عقدين من الزمن يمارس الخداع والمراوغة مع الجانب الفلسطيني فيما يسمى بالمفاوضات متسائلا ما الجدوى من الاستمرار في التفاوض في ظل إصرار الاحتلال على قضم الأرض الفلسطينية من خلال التوسع في مشاريع الاستيطان، لافتا إلى أن المستوطنات ابتلعت قسما كبيرا من مساحة الضفة الغربية وقال "لم يبق شيء للتفاوض عليه".

وشدد العضايلة على ضرورة إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية والتوقف عن ملاحقتها بالتعاون مع الاحتلال، مشيرا إلى أن نهج المقاومة أثبت نجاعته في استعادة الحقوق وكنس المستعمرين.

ونوه في هذا الصدد إلى أن "ضربات المقاومة كانت قد حدت من الهجرة الصهيونية إلى فلسطين المحتلة وزادت من معدلات مغادرة المستعمرين إلى بلادهم الأصلية وفقا للإحصاءات الصهيونية ذاتها".

وشدد على "أن أجواء التفاوض تهيء بيئة مناسبة لتسمين المستوطنات وفرض وقائع جديدة على الارض، وهو الأمر الذي اعتبر استمراره إسهاما في مشاريع الصهاينة العدوانية".

ودعا العضايلة الأطراف الفلسطينية إلى رص صفوفها وانهاء الاختلاف بينها والاتفاق على وحدة وطنية على اساس الثوابت الفلسطينية التي تحفظ الارض وتحمي المقدسات وتدعم المقاومة .

ورحب في هذا السياق بالانباء التي تتحدث عن تحقيق تقدم في ملف المصالحة الفلسطينية ،معرباً عن امله في ان يتم اطلاق السجناء الفلسطينيين وإنهاء آثار حالة الانقسام الفلسطيني.

تجديد الاستيطان وتعثر المفاوضات المباشرة:

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الاستمرار في محادثات السلام للتوصل إلى ما وصفه بـ "اتفاق سلام تاريخي"، فيما تشير الأنباء إلى معاودة نشاط الاستيطان في مستوطنة قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية.

جاء ذلك في بيان رسمي أصدره رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد دقائق من انتهاء فترة التجميد الجزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، فيما، لم يصدر عن الرئيس الفلسطيني عباس تعليق بعد انتهاء فترة التجميد، إلا أنه صرح قبيل انتهاء الفترة بأن المفاوضات ستكون "مضيعة للوقت" إن لم يتم تمديد فترة تجميد الاستيطان، وأكد أنه سيستشير شركاءه العرب في عملية السلام قبل أن يتخذ أي قرار بالانسحاب من مفاوضات السلام المباشرة .

الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أعلن بعد صدور بيان نتنياهو أن "عباس معني باستمرار المفاوضات، ولكن ذلك يتطلب وقف الاستيطان لخلق مناخ مناسب لاستمرار عملية السلام والمفاوضات".

من جانبها قالت الولايات المتحدة، راعية المفاوضات المباشرة اليوم الاثنين إنها تشعر بخيبة أمل من قرار إسرائيل عدم تمديد وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية بعد انتهاء فترة التجميد المعلنة، وفقا لوكالة "رويترز".

وقال بي.جيه. كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن جورج ميتشل مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط على اتصال مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وإن وفدا أمريكيا على مستوى أدنى سيزور المنطقة بعد أيام من أجل إجراء متابعة للمحادثات.

وأضاف كرولي "نعترف أنه في ضوء القرار الصادر أمس ما زالت لدينا أزمة يتحتم علينا حلها ولا توجد محادثات مباشرة مقررة في هذا الوقت ولكن سنكون على اتصال مع الطرفين لمعرفة كيفية المضي قدما".

كما جددت الولايات المتحدة مطالبتها إسرائيل بالإبقاء على تجميد بناء مستوطنات جديدة مشيرة إلى أن الموقف الأمريكي في هذا الخصوص "لم يتغير".

وأعلنت واشنطن أنها تحاول ضمان استمرار المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة والتي بدأت الشهر الجاري، وقال فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية إن الوزيرة هيلاري كلينتون تحدثت مع رئيس وزراء إسرائيل مرتين يوم الأحد، مؤكدا أن بلاده على اتصال وثيق مع الطرفين وسوف يتم لقاؤهما مجددا خلال الأيام المقبلة.

وفي بروكسل أعربت وزيرة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاترين اشتون عن أسفها لامتناع إسرائيل عن تمديد قرار التجميد .

وقال المتحدث باسمها إن موقف الاتحاد الاوروبي من موضوع الاستيطان واضح تماما اذ انه يعتبر المستوطنات غير شرعية وعقبة بوجه عملية السلام، إلى أن السيدة اشتون بحثت هذا المضوع اليوم في مكالمات هاتفية مع كل من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والمبعوث الأمريكي جورج ميتشل.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية ذكرت أن "أعمال البناء استؤنفت في بعض مستوطنات الضفة الغربية فور انتهاء العمل بقرار تجميد البناء الاستيطاني في منتصف الليلة الماضية" وإن كان في نطاق ضيق.

وفي مقدمة هذه المستوطنات التس استؤنف فيها البناء، بحسب الإذاعة، مستوطنة أريئيل حيث بدأت 3 جرافات في تمام الساعة 0816 صباحا بأعمال تجريف وتمهيد الأرض في مشارف أريئيل الجنوبية الشرقية توطئة لإنشاء نحو 50 وحدة سكنية ضمن حي جديد معدّ لاستيعاب المستوطنين الذين سبق أن تم إجلاؤهم قبل 5 سنوات من مستوطنة (نيتساريم) في قطاع غزة.

وقد شارك عشرات المستوطنين في حلقات الرقص التي أقيمت في الموقع بهذه المناسبة احتفالا بانتهاء العمل بقرار التجميد وذلك بحضور أعضاء المجلس البلدي الإسرائيلي. 

كما أن أعمال تجريف وتمهيد الأرض على نطاق ضيق بدأت صباح اليوم الاثنين أيضا في مستوطنات (ريفافة وياكير وكوخاف هشاحر وكرمي تصور) في الضفة الغربية، لإقامة عشرات من الوحدات السكنية وذلك في قسائم البناء التي كان أصحابها قد تزودوا بتصاريح البناء اللازمة قبل بدء سريان مفعول تجميد البناء قبل 10 أشهر، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.