رغم تكرار الحوادث، تغطيات إعلامية عابرة حول الغرق في السدود والبرك المائية

تقول منظمة الصحة العالمية إن الغرق واحد من بين الأسباب الرئيسة لوفاة الأطفال وصغار السن (بين عمر سنة و24 سنة) على مستوى العالم، وهو السبب الرئيس الثالث للوفاة الناجمة عن الإصابات غير المقصودة بشكل عام، حيث يحصد الغرق حياة أكثر من 236 ألف شخص سنويًا. وبحسب المنظمة، فإن ما يزيد على 90 بالمئة من الوفيات نتيجة الغرق تقع في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.

تقرير إحصائي  لمديرية الدفاع المدني تحدّث عن تسجيل 68 وفاة و 34 إصابة خلال السنوات الخمس الماضية تناقلته وسائل إعلام محلية للحديث عن حملة توعوية لسلطة وادي الأردن مع شركاء دوليين بمخاطر السباحة في قناة الملك عبدالله والسدود والبرك الزراعية.[1] [2] [3] [4] [5]        

وفي وقت سابق، نقل تقرير آخر صادر عن مديرية الدفاع المدني أيضًا نشرته وسائل إعلام   محلية عن وقوع حادثة غرق لأربعة أشقّاء في بركة زراعية بالأغوار الشمالية نجم عنها وفاة أحدهم، ما يعني تكرار حالات الغرق في مناطق مختلفة من وادي الأردن، ومع ذلك تكتفي وسائل الإعلام بذكر الحادث وما نتج عنه دون تعمّق أو بحث في ظروف وملابسات وقوعه والدروس المستفادة من ذلك.       [9] [8] [7] [6]   

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، يجد أن التغطيات الإخبارية بشكل عام لحوادث الغرق والوفيات الناجمة عنها لا تحظى بمتابعة حثيثة من قبل وسائل الإعلام المحلية باعتبارها جزءًا من دور الصحافة في التوعية بمتطلبات الحذر في التعامل مع المسطحات المائية وبالمخاطر التي يمكن أن يتعرّض لها بشكل خاص الأطفال والشباب.

كذلك فإن وسائل الإعلام مطالبة بمتابعة تنفيذ القرارات والمشاريع المرتبطة بالوقاية من الغرق لإخضاعها للرقابة المجتمعية بما يضمن التخفيف من حدة هذه الحوادث وتفادي وقوعها في المستقبل، وذلك ضمن مسار الصحافة البناءة التي تعرض المشكلات وتشاركها مع الأطراف المختلفة بما فيهم الضحايا وصناع القرار والمتضررين والجمهور وتسعى لتقديم الحلول المناسبة، وتبيان إمكانية تنفيذها على أرض الواقع.

وفي هذا السياق، تنصح منظمة الصحة العالمية بتعزيز التشاركية بين مختلف الفئات لحل هذه المشكلة حيث يمكن للأفراد المشاركة بنصائح تتعلق بمنع الغرق وسلامة المياه مع عائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم، والتسجيل في دروس تعلّم السباحة أو السلامة المائية، أو دعم الجمعيات والمجموعات المحلية التي تُعنى بالوقاية من الغرق.

أضف تعليقك