رسالة الأردن مزدوجة

الرابط المختصر

 

رفض الأردن 1- الاستجابة لدعوة المستعمرة، 2- للإلحاح الأميركي، 3- مطالبة المشاركين العرب، لحضور الاجتماع السداسي الذي يعقد جلساته الوزارية في بئر السبع.

مقابل عدم استجابة الأردن للمشاركة في مؤتمر النقب، تجاوب في نفس التوقيت مع دعوة الرئيس الفلسطيني ليكون في رام الله.

رفض الأردن دعوة المستعمرة، مقابل التجاوب مع دعوة فلسطين، رسالة مزدوجة، فائقة متعددة الأهداف والعناوين، تعكس قدرة الأردن في الحفاظ على مصالحه الوطنية أولاً، واحترام نفسه ومكانته أمام شعبه والأشقاء العرب، وأمام العالم، وتقديم أولوياته على أي اعتبار أو العلاقة مع الآخرين، والانحياز لفلسطين ثانياً علناً وبقوة ولها ما تستحق من الدعم والإسناد، من أجل حماية أمننا الوطني، ومن أجل تفعيل الواجب المطلوب منا وطنياً وقومياً ودينياً وإنسانياً نحو فلسطين الأرض، والشعب، والقضية والحقوق.

ثلاثة لقاءات تمت مع نفتالي بينيت، ويائير لبيد، وبيني غانتس، لم تثمر عن تحقيق نتائج عملية ملموسة تستجيب للمطالب والمصالح الأردنية:

- وقف اقتحامات المستوطنين المستعمرين للمسجد الأقصى، واحترام حرمة المسجد باعتباره مسجداً للمسلمين، وللمسلمين فقط.

- وقف الاستيطان في القدس والضفة الفلسطينية.

- التمسك بحل الدولتين.

- فتح طاولة المفاوضات مع منظمة التحرير وسلطتها الوطنية واستئناف مسيرة التسوية السياسية المتعثرة.

اللقاءات مع قيادات حكومة المستعمرة لم تعط النتائج المطلوبة في تغيير سياسات حكومة نتنياهو ونهجها في التوسع والاستيطان، وواصلت حكومة بينيت لبيد غانتس امتداداً لأفعال من سبقها، وتفوقت عليها بالتطرف والعنجهية والقتل وجرائم المستوطنين، وعدم الاعتبار للشعب الفلسطيني.

لقاء بئر السبع مكافأة للمستعمرة على نهجها العدواني الاستعماري، بدون أن تدفع ثمن هذا اللقاء بالتراجع عن أي من سلوكها الاحتلالي، نحو فلسطين والجولان وجنوب لبنان، وبدون تقدير لمكانة المسجد الأقصى العقائدي والتراثي والمقدس، ولهذا تمسك الأردن بمبدأية خياره بكل وعي وصلابة على أساس الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية.

زيارة رأس الدولة الأردنية لرام الله ليست كما تدعي وتتوهم الصحف الإسرائيلية، أنها تهدف إلى تهدئة الوضع الفلسطيني وانفعالاته واحتجاجاته المتوقعة في شهر رمضان، بعد أن اتخذ مجلس أمن المستعمرة باستمرار اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، بل هذه الزيارة تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وتأكيد لمكانة فلسطين كقضية مركزية للأردن وللعرب والمسلمين والمسيحيين، وأن جموح التطبيع مع المستعمرة يتم على حساب فلسطين وقضيتها، رغم التقدير لحرية القرار للبلدان العربية باعتبارها قرارات سيادية لكل طرف، على أن تأخذ بعين الاعتبار عدم مكافأة المستعمرة الإسرائيلية، بل ورفض كافة أفعالها العدوانية الاستعمارية التوسعية.