رداً على تهديد الاسد للأردن: الخطر العسكري قائم ولحظة الحقيقة اقتربت
استبعد الخبير العسكري اللواء المقاعد قاسم صالح ان يدفع النظام السوري بجيشه الى الحدود الاردنية على غرار ما فعل في ثمانينات القرن الماضي، دون ان يقلل من الخطر العسكري الذي قد يشكله النظام السوري على الاردن.
وقال صالح معلقاً على التهديدات التي اطلقها الرئيس السوري بشار الاسد خلال مقابلة تلفزيونية بثت مساء الاربعاء، التهديدات تأتي نتيجة لتخوف النظام السوري من تدخل عسكري خارجي.
وحدد مكامن الخطر العسكري للنظام السوري على الاردن امتلاكه صواريخ باتريوت وصواريخ بعيدة المدى، لاسيما تلك التي تحمل رؤوساً كيماوية.
وتابع في حديثة " لعمان نت" ما يزيد من تخوفات النظام السوري من التدخل العسكري الخارجي، اعلان وزير الدفاع الأمريكي بدعم الاردن عسكرياً نتيجة للاضطرابات المتزايدة التي تشهدها سوريا بفعل الثورة.
صالح لا يرى في نشر 200 جندي اميركي في الاراضي الاردنية مصدر تهديد مباشر للنظام السوري، مرجعا انتشارهم الى الاتفاقيات العسكرية الموقعة بين البلدين، وبحسبه فان اتفاقية التعاون العسكري تفعل عند التهديد المأخوذ على محمل الجد، قائلاً " كيف ذلك اذا كان التهديد صادراً عن رأس النظام".
وبرر للاردن وجود القوات الاميركية تطبيقاً لاتفاقية التعاون العسكري، مؤكداً ان ذلك لا يعني تدخلاً اميركاً في الشأن الاردني.
صالح أعاد التأكيد على موقف الاردن الرافض للتدخل العسكري في سوريا، داعياً النظام السوري الى تقدير هذا الموقف بدلاً من تهديد الاردن.
سياسياً قال الخبير في الشؤون الاميركية الدكتور حسن البراري " النظام السوري له موقف معادي للأردن تاريخياً"، وبحسبه فان ما يزيد من عدائية النظام السوري تجاه الاردن احساس الاول بالانحياز الاردني للثورة.
البراري اعتبر العدائية التي حملتها تصريحات الاسد ضد الاردن دليلاً على اقتراب لحظة الحقيقة حد وصفه، والتي توقع ان تنتهي بحسم في شهر حزيران القادم.
وقال ان الاردن وزان طوال الفترة الماضية بين الضغوط التي مورست عليه لتبني موقف معادي للنظام السوري وبين مصالحة الاستراتيجية ومخاوفه من المخاطر التي قد يشكلها تبنيه لذلك الموقف، واستطاع الثبات على موقف متوان يؤكد حلاً للازمة دون تدخل عسكري.
البراري لا يحصر الخطر الذي يشكله الملف السوري على الاردن ببقاء النظام السوري وتصريحاته العدائية، بل يذهب على استشعار الخطر خال سقوط النظام ايضاً، وبحسبه فان انهيار النظام بشكل كامل وما سيرافقه من موجة لجوء ضخمة الى الاردن سيتسبب في خلق ازمة خانقة.
وحذر من ان يتسبب ذلك بتوتر داخلي يصل حد الحرب الاهلية.