*البخيت:الأردن يدرك التغيرات الإقليمية وضرورة الإجراءات الإصلاحية*

ذكرت وكالة رويترز أن الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، سيصل غدا الأحد إلى الأردن ومنه إلى إسرائيل لإجراء محادثات على مستوى عال "لطمأنة حليفين رئيسيين للولايات المتحدة في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين في المنطقة بعد الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك".

ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث باسم مولن الكابتن جون كيربي قوله إن الاميرال "سيبحث مسائل أمنية ذات اهتمام مشترك وسيؤكد مجددا لهذين الشريكين الأساسيين التزام الجيش الأميركي بوقوفه إلى جانبيهما".

ومن المقرر أن يجري مولن محادثات مع نظيره الأردني الفريق الركن مشعل محمد الزين، ومع الملك عبد الله الثاني.

وبعد الأردن سيزور مولن إسرائيل، حيث من المنتظر أن يجتمع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس شمعون بيريس ورئيس أركان الجيش المنتهية خدمته اللفتنانت جنرال جابي اشكينازي يومي الأحد والاثنين قبل أن يعود إلي واشنطن.

ونقلت "رويترز" عن كيربي تأكيده بأن مولن يريد طمأنة شركائهم الإسرائيليين في هذا الوقت الحساس للغاية في الشرق الأوسط إلى التزامهم بمساعدتهم وإلى أن العلاقة العسكرية التي تربط الجانبين ستبقى قوية، بحسب المتحدث باسم مولن.

واستباقا لزيارة الاميرال مولن، التقى رئيس الوزراء د.معروف البخيت اليوم السبت مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية وليام بيرنز، حيث أكد البخيت إدراك الأردن للمتغيرات الإقليمية وضرورة تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية وتخطي التحديات التي تفرضها الظروف الاقتصادية الصعبة وبخاصة عقب الأزمة المالية العالمية الأخيرة من خلال دعم المشاركة السياسية والشفافية واتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لتصويب جميع مواطن الخلل التي شابت مسيرة الإصلاح.

وتحدث البخيت عن جملة من الإجراءات الضرورية لدعم الحياة السياسية في المملكة وأبرزها اجراء تعديلات على قانون الاجتماعات العامة وقانون الانتخاب وقانون الأحزاب بالإضافة إلى قانون البلديات، مؤكدا في الوقت ذاته الجدية في محاربة الفساد وإحالة جميع القضايا التي أثيرت حولها شبهات فساد إلى القضاء دون تردد.

من جهته أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية على العلاقات التاريخية المميزة التي تربط الجانبين، مشيدا بالجهود المستمرة لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والتغلب على الصعوبات والتي ميزت الأردن وساهمت في توفير الاستقرار والمكانة التي يحظى بها على المستوى الاقليمي والدولي.

المحلل والكاتب د.محمد المومني، يرى أنه من الطبيعي أن تسعى الإدارة الأمريكية لدعم حلفائها في المنطقة، إلا أنه أوضح أن هذا الدعم يجب أن يكون حساسا ومنتبها لتطلعات الشعوب وهواجسها، وأن لا يتعامل مع هذه الشعوب وكأنها مغيبة الرأي.

وأكد المومني لعمان نت أن الإدارة الأمريكية لا تستطيع أن تفعل شيئا إذا ما غضب الشارع العربي، وهو ما أكدته الأحداث في تونس ومصر أخيرا، رغم إشارته إلى الاختلافات بين المشهدين التونسي والمصري، واختلاف كل ساحة عربية عن مثيلتها بالظروف والمعطيات.

وأشار إلى أن الحكومات العربية بدأت بإجراءات استباقية، وقد تجري ما يشمل تغييرات دستورية، لما قرأته في الأحداث الأخيرة من "استفاقة" الشارع العربي والوطني في كل دولة، مما يدفعها إلى زيادة إشراك شعوبها في العملية السياسية.

الموقف الأمريكي من تنحي مبارك:

بعد أيام من الترقب الأمريكي لمجريات الثورة المصرية، واختلاف وتيرة تصريحات البيت الأبيض تجاهها، أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما بعيد الإعلان عن تنحي مبارك، أن قرار التنحي يعكس إرادة الشعب داعيا الجيش المصري إلى ضمان الانتقال إلى "ديمقراطية حقيقية"، وقال "لقد تكلم الشعب المصري، وأوضح المصريون أن أي شيء أقل من الديمقراطية الحقيقية لن يفلح."

إلا أنه أقر بأن هذه ليست النهاية لكنها بداية لتحول مصر إلى الديمقراطية قائلا "ستكون هناك أيام طويلة صعبة قادمة وما زالت أسئلة عدة بلا أجوبة."

فيما شدد روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض أمس الجمعة على أن من المهم أن تعترف الحكومة المصرية القادمة باتفاقات السلام المبرمة مع حكومة إسرائيل.