رؤساء حكومات ووزراء سابقون على مائدة الإخوان
شهد الإفطار الرمضاني للحركة الإسلامية في الأردن مساء الأربعاء حضورا كبيرا لمسؤولين سابقين ابرزهم رؤساء وزراء، ونواب حاليين، وزراء سابقين، في خطوة اعتبرها البعض استمرارا لمسلسل الانفتاح على جماعة الإخوان المسلمين.
وحضر رؤساء الوزارات السابقون أحمد عبيدات (مدير مخابرات سابق) وطاهر المصري وعبدالله النسور (عضو في مجلس الأعيان )، إلى جانب وزير الأوقاف السابق، وائل عربيات، ووزير البلديات السابق حازم قشوع، وزير الخارجية السابق كامل أبو جابر، ورئيس الديوان الملكي السابق خالد الكركي.
وأقامت الحركة إفطارها السنوي بعد سنوات من منع الفعالية عقب توتر العلاقة مع الحكومة الأردنية منذ عام ٣٠١٣ بعد تعثر الربيع العربي في المنطقة العربية.
وأكد الامين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة، خلال كلمة له على ضرورة بدء داخلي حقيقي، للوصول الى توافقات وطنية، يشترك بها الجميع، لإنتاج الحلول والمسارات، لمواجهة هذه الأخطار القادمة التي يواجهها الوطن، للوصول إلى دولة الاستقلال والنهضة، عبر خطة إستراتيجية للسنوات الثلاثين القادمة، قاعدتها إصلاح سياسي، يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، يؤكد الفصل بين السلطات، ويفسح المجال أمام المشاركة الشعبية الحقيقية.
وأضاف العضايلة " كفى تخويفاً من القوى القومية والإسلامية، فالذي يدير دولة العدو في الجوار، يمين قومي متحالف مع يمين ديني متطرف"، محذراً من خطورة اتساع فجوة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، معتبراً ان الدولة مدعوة لتجديد شبابها، وإطلاق طاقاتها، وتحديد نخبتها الموالية والمعارضة، عبر عرض هذه النخبة على الشعب ليحكم من يصلح منها للبقاء، ومن يجب عليه أن يغادر المشهد .
وأشار العضايلة إلى ما مر به الأردن منذ توقيع اتفاقية وادي عربة من الدخول فيما وصفه بـ"التيه عميق، وتصحير الحياة السياسية بالصوت الواحد وأشباهه"، وتعطيل الركن النيابي من نظام الحكم، وتشتيت الحياة الحزبية، وأضعاف النقابات المهنية، ومحاصرة الحركة الإسلامية، وتراجع اقتصادي واجتماعي وبيع أصول الدولة، وانتشار الفساد المالي والإداري ، متسائلاً " هل ربحت الدولة بهذا المسار أم خسرت ؟".
وأشار العضايلة إلى ما يمر الوطن من تهديد خارجي وجودي، يهدد الدولة وهويتها السياسية، ضمن ما وصفه بـ"حالة عدم اليقين مع حلفاء الأمس، التي يقود دولهم تيار يميني متطرف يقوم بفرض الاملاءات على النظم السياسية، دون مراعاة للمآلات، حتى لو كان ثمنها ذهاب الاستقرار لهذه الدولة، فهم لا يتحدثون عن وطن بديل فحسب، بل عن فرض نظام بديل، ومشروعهم يسعى لتصفية القضية الفلسطينية، عبر" صفقة القرن" ".
وأشاد العضايلة بصمود المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الصهيوني وفرض معادلة الرعب في الصراع مع الاحتلال، معتبراً أن المقاومة في غزة فرضت معادلة ( الدم بالدم، والهدم بالهدم، والرعب بالرعب، والخوف زيادة ) وأوصلت رسالتها بأن العزة والكرامة، والذود عن الأوطان، لا يحتاج الى جيوش جرارة، ومئات المليارات من الإنفاق العسكري، وإنما بالإيمان والإرادة، واستقلال القرار .
أكد وزير الخارجية الأسبق كامل أبوجابر على ضرورة تمتين الجبهة الداخلية في مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية والدفاع عن الأردن وفلسطين في وجه مخاطر المشروع الصهيوني، مشيراً إلى ما تواجهه قضية لاقدس من مخاطر وتحديات حقيقية، مع استمرار عدد من الدول العربية في الهرولة نحو التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، والترويج لصفقة القرن التي يسعة الكيان الصهيوني وأمريكا لتنفيذها.
وثمن أبو جابر المبادرة السياسية للحركة الإسلامية ، معتبراً انها نابعة من العقل والعقيدة الوطنية، مؤكداً على ضرورة الحوار الوطني وتحقيق الوحدة الوطنية لبناء جبهة داخلية وبرنامج وطني في مواجهة التحديات، في ظل تخلي الدول العربية عن الأردن وفلسطين.
وأشار المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس عبد الحميد الذنيبات إلى وجوب تعزيز الجبهة الداخلية القادرة على التوافق ومواجهة الأخطار وقي مقدمتها "صفقة القرن"، وذلك من خلال الإسراع في مسار الإصلاح الشامل وفي مقدمته الإصلاح السياسي ومحاربة الفساد وتغيير النهج الاقتصادي"، مؤكداَ أن الحركة الإسلامية تمد يدها لكافة القوى الوطنية في خدمة قضايا الوطن والأمة.
وأضاف الذنيبات " على الجميع رسميين وشعبيين أن يصلوا إلى قناعة تامة أن الإصلاح مصلحة وطنية لا يجوز فيها التسويف، ومن هنا تقدمت الحركة الإسلامية بمبادرتها السياسية لتحقيق الحد الادنى من التوافق الوطني على قاعدة إنقاذ الوطن، ونامل أن يلتقي الجميع على مائدة حوار وطني حولها لإخواج الوطن من أزماته الداخلية والخارجية".
ودعا الذنيبات مختلف القوى الرسمية والشعبية للتعاون في وجه صفقة القرن وإفشالها وبناء الجبهة الداخلية ليلتقي الرسمي والشعبي على هدف حماية الوطن وإنقاذه، مضيفا" مؤملين أن نفعل عقدنا الاجتماعي في الميثاق أو تطوير ما يلزم للوصول إلى ما هو أفضل".
وفي إضارة للتصريحات الأمريكية حول تصنيف جماعة الإخوان المسلمين ضمن قوائم الإرهاب قال الذنيبات " نستغرب من الذين سخروا كل الوسائل لإرهاب الشعوب وتبني المفسدين والمستبدين وانحازوا بالكامل للمعتدي في أعدل قضية عرفتها البشرية ، قضية فلسطين، نستغرب كيف يتجرأ هؤلاء على كل القواعد الأخلاقية والقانونية، وينصب نفسه قاضياً مرجعياً في الإرهاب فيوزع التهم على الناس إرضاءاً لجهات تشرعن الإرهاب وتمارسه في أبشع صورة".