دراسة: ضعف اهتمام الصحف اليومية بالإعلام السكاني
أوصت دراسة تحليل مضمون الصحف اليومية حول الصحة الإنجابية بتكثيف جهود المجلس الأعلى للسكان وشركائه لزيادة توعية الجماهير بقضايا السكان والصحة الإنجابية، وايجاد نخبة متخصصة من الصحفيين بالإعلام السكاني /الصحة الإنجابية، مع إخضاعهم لدورات متخصصة تساعدهم على تقديم هذه القضايا ضمن ما يتسق معها من فنون صحفية مناسبة.
وكشفت الدراسة التي أطلقها المجلس الأعلى للسكان مساء الثلاثاء عن قلة عدد مواضيع الصحة الإنجابية التي تعاملت معها الصحف الأردنية رغم تنوعها، ما يتطلب بذل المزيد من الجهد من قبل الصحف الأردنية لمتابعة وتغطية هذه المواضيع.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للسكان الدكتورة رائدة القطب على أهمية كسب تأييد الإعلام في دعم القضايا السكانية ونشر الوعي بين الجمهور حول تأثير النمو السكاني المتزايد على كافة مجالات الحياة ( مياه وصحة وبيئة وزراعة... وطاقة والعمل والعمال)
وبحسب الدراسة التي شملت الصحف اليومية "الرئيسية" (الرأي، الدستور،الغد والعرب اليوم) احتلت المواضيع الخاصة بالأطفال مثل الحماية من العنف ، ومراقبة الأطفال أمام التلفاز ما نسبته ( 6.4%)، كما تعاملت الصحف الأردنية مع موضوع الكشف المبكر عن السرطان حيث شكل هذا الموضوع ما نسبته (5.6%).
وشكلت مواضيع تمكين المرأة ما نسبته (4.3%)، وتوعية الزوجين (3.4%)، والتنظيم العائلي (3%) من إجمالي المواضيع التي تعاملت معها الصحف الأردنية.
وأظهرت الدراسة أن الحكومة تعد المصدر الأول لتزويد الصحف الأردنية بموضوعات وأخبار الصحة الإنجابية بما نسبته 39.1% من إجمالي موضوعات الصحة الإنجابية ، كما شكل الأطباء مصدر مهم للمعلومات حول مواضيع الصحة الإنجابية بما نسبته 13.7% من موضوعات الصحة الإنجابية في الصحف الأردنية اليومية.
ويعود السبب في احتلال فئة أطباء للمرتبة الثانية لطبيعة المواضيع التي تناولتها الصحف اليومية الخاصة بصحة المرأة الحمل، وصحة الطفل والكشف المبكر عن السرطان، الأمراض المنقولة جنسياً (ايدز)، فقر الدم، الحمل بالأنابيب، واختيار جنس المولود، وعمليات التجميل.
ورغم تخصص المجلس الأعلى للسكان في القضايا السكانية وتنظيم النسل إلا أنه وبحسب الدراسة احتل المركز الأخير كمصدر للمعلومات .
وحول تغطية الصحف بينت الدراسة احتلال الخبر الرتبة الأولى فيما غابت التحقيقات والتقارير المتخصصة في الصحة الإنجابية، كما بينت الدراسة أن الصحف لم تستخدم الصور والرسومات في تغطيتها لموضوعات الصحة الإنجابية بشكل كاف .
ويعتبر عدم استخدام الصور والرسومات بشكل كافٍ خاصة في تناول موضوع كالصحة الإنجابية تقصيراً من الصحف في السعي لجذب القارئ خاصة في ظل الثورة الرقمية ووجود وسائل الاتصال المرئية التي تستطيع من خلال الصورة والصوت والحركة أن تقدم الحدث بشكل أكثر قرباً من الواقع وأكثر جذباً للجمهور.
ودعت قطب الى زيادة اهتمام وسائل الإعلام بالقضايا السكانية/ الصحة الإنجابية لما تشكله من أهمية.
وأشارت القطب إن الأردن يواجه تحديات سكانية رئيسية تتمثل بارتفاع النمو السكاني واستقرار مستويات الإنجاب، وسرعة النمو السكاني في الحضر وعدم توازن التوزيع السكاني بين الأقاليم وما يشكل ذلك من تزايد الضغوط على الخدمات المختلفة وعلى الموارد الطبيعية المتاحة مما يحدث عدم توازن بين الموارد البشرية والموارد الأخرى .
وأشارت إلى أن القوى البشرية هي عماد الحياة وهي التي تدفع بالاقتصاد إلى الأمام، فالنهوض بالصحة والتعليم والاستثمار في رأس المال البشري من أجل الارتقاء بنوعية حياة المواطنين يحتاج منا إعداداً مسبقاً للاستفادة من "الفرصة السكانية" التي ستصل ذروتها في الأردن عام 2030 أذا ما تم الاستعداد لتحقيقها أي عندما تكون أغلبية المواطنين في عُمر الإنتاج والعطاء وذلك وفقاً لوثيقة " سياسات الفرصة السكانية " .
ويشار إلى أن المجلس الأعلى للسكان أعد وثيقة الفرصة السكانية بالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي وعدد كبير من القطاعات من المؤسسات الرسمية والخاصة والأهلية .
وتظهر الفرصة السكانية بحسب القطب أن الأردن على أعتاب تحول ديموغرافي تصاحبه تأثيرات على الحالة الاقتصادية والاجتماعية قد تكون إيجابية إذا ما تم التخطيط والإعداد المسبق لها ، أو قد تشكل تحديات في حال لم يتم استغلالها .
وتحمل "الفرصة السكانية" إذا ما أُحسن إداراتها وتوظيفها العديد من الإيجابيات الاقتصادية والاجتماعية بحيث ترمي إلى تطوير وتحسين مستوى حياة الناس عامة كما تؤدي الى تحسين مكانة المرأة وصحتها نتيجة ازدياد فرصها في التعليم ، فضلاً عن ارتفاع نسبة مشاركتها في القوى العاملة، وتغير أدوارها نحو مزيد من المشاركة في الحياة العامة .











































