داوودية: لا يمكننا إغلاق الأبواب في وجه إيران

داوودية: لا يمكننا إغلاق الأبواب في وجه إيران
الرابط المختصر

الدبلوماسي والوزير الأسبق، محمد داوودية، أكد أن إيران تعدّ "مفتاح الحلّ" للأزمة السوريّة التي لا يمكن تجاوزها دون إيران، نظراً لدورها الفاعل بل والرئيسي.

داووديّة أضاف بقوله أن مصلحة الأردن تقتضي حلّ الأزمة السوريّة. وتابع: "لا حرب ولا سلام في سوريّة دون إيران.. وعلينا أن نمد جسورنا إلى طهران، إذا أردنا حلّ الأزمة، فبدون فعل ايراني وعلاقات طيبة مع ايران لا يمكن مقاربة الحلّ".

الإقليم يحترق

ومن جهة أخرى، يصف داوودية الوضع في دول الإقليم المحيطة بالاردن، بـ "المتفجر" و"المحترق"، مؤكدا عدم إمكانية التبؤ بما يحدث من امتدادت نتيجة ذلك .

واعتبر داودية أن الاردن يُستنزف ماليا نتيجة إنفاقه المتعلّق بحفظ الأمن على الحدود السورية، ناهيك عن الضغط الهائل الناجم عن تدفق اللاجئين السوريين، على حدّ قوله.

الأزمة السوريّة

وقال دودية إن "الاردن لا يمكنه أن يحمل على عاتقه التدفق الهائل لللاجئين السوريبن الى اراضيه، فاللاجئين باتوا يشكّلون 18% من سكان الأردن، ما يعني إضافة 20% من الكلف في مختلف المجالات، وعلى رأسها الكلفة الأمنية".

ودعا الدول التي تقدّم السلاح لقوى المعارضة السوريّة المختلفة إلى تقديم الخيم والدواء وسبل الإيواء للجموع البشريّة التي تعاني من تباعات الأحداث الدائرة في سورية

وأضاف: "ولكن هذا الأمر يحتاج الى عقد مؤتمر دولي لمعالجة ملف المهاجرين السوريّين، بحيث يضمّ الدول المانحة ومنظمات الامم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وعلى الاردن أن يعلن عدم قدرته على استيعاب لاجيء إضافي واحد"، على حدّ تعبيره.

وتابع داودية: "على الاردن عدم التدخل بالشأن السوري، سواء لصالح المعارضة أو قوى الإرهاب والتطرف السوري، أو الانحياز لمواقف دول عربية تجاه هذا الملف، فحالة سورية لا يحمد عقباها، والأردن ليست لديه القدرة لمواجهة أي خلل، وليست مهمة الأردن إسقاط النظام ولا فرش الورود أمام المعارضة السورية".

السلاح النووي

"ايران دولة كبيرة، ولن تتمكن قوى الغرب من إخضاعها"، يؤكد داووديّة قبل أن يستدرك بإعلان رفض الأردن للبرنامج النووي العسكري لطهران، التي هي في النهاية "دولة شقيقة وصديقة، لا يمكن أن تغلق أمامها الأبواب"، على حدّ تعبير داووديّة.

وحول السماح للإيرانيين بزيارة الأردن دون تأشيرة دخول، يقول وزير الإعلام الأسبق، "بالتأكيد ستترتّب كلفة أمنيّة على أي تدفّق سياحي إيراني إلى الأردن، إلا أنّ جهاز الأمن العام والمخابرات اتخذا كافة التدابير والتجهيزات اللازمة".

القضيّة الفلسطينيّة

وأشار داووديّة إلى التحرّك الرسمي الأردني فيما يتعلّق بملف التهويد والاحتلال والقمع الذي تشهده الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، خاصة ما يحدث من انتهاكات تجاه المسجد الأقصى، واصفا هذا التحرّك بالمرضي في ظل إمكانيّات الأردن المحدودة ، وعدم القدرة على اجتياز هذا الملف.

وأضاف: "المقدسات التي تحتضنها فلسطين من إسلامية ومسيحية هي لكل العرب، ولكن الأردن يقع على عاتقه دور كبير بحسب اتفاقية السلام.

ووصف داوودية جامعة الدول العربية بـ "الغائبة" عن كلّ ما يحدث في المنطقة، مستدركا بقوله: "ولكن الدور الكبير مناط بالأشقاء العرب والدول الاسلامية، فما يحدث في أروقة مسجد الأقصى من انتهاكات يحزّ في نفوسنا جميعا.

الاعتقال السياسي

ويرى داودية أن على الاردن إعادة النظر في صياغة وترتيب أولويّات الشأن الداخلي وتصويب أوضاعه لمعالجة مسألة الكلف الجديدة المترتبة على الدولة، معتبرا أن هذه الخطوة من أهم الأسس لمعالجة التحديات الخارجية.

ولفت داودية إلى أن ما يثير غضب وسخط الكثيرين، فيما يتعلّق بالإجراءات الرسميّة بعد تراجع الحراك في الآونة الأخيرة، هو ملف الاعتقالات المتكررة.

وانتقد داوودية الطريقة التي يتتبعها الأجهزة الأمنيّة ف بتنفيذ الاعتقالات، واصفا إيّاها بغير الموفّقة وبالمنتهكة للحقوق والكرامة الإنسانيّة. وأعرب في ذات الوقت عن أمله بأن تتمّ معالجة التوترات الداخلية بعيدا عن القبضة والهيمنة الأمنية على كلّ مرافق الحياة.

وأشار مستدركاً إلى أنه منذ بدء الحراك حتى اللحظة، كان التعامل مع القوى الشعبية، التي تمارس انفعالتها وتعبّر عن مطالبها، يتّسم بدرجة عالية من الكفاءة ، موضحاً ان الشتائم والانفعالات والتوترات ليست سمة سياسيّة ولا أخلاقيّة.

أضف تعليقك