قال الصحفي والكاتب الفلسطيني داود كتاب إن اعتراف عدد من الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا، بدولة فلسطين يمثل تحولاً سياسياً وتاريخياً بارزاً في مسار الصراع، ويضعف السردية الإسرائيلية التي تزعم أن الأراضي الفلسطينية "متنازع عليها".
وأوضح كتاب، لراديو البلد، أن الاعتراف الغربي يثبت أن الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيهما القدس أراضٍ فلسطينية محتلة، ويمنح فلسطين صفة الدولة الكاملة في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ما يعني تفعيل اتفاقية جنيف التي تحظر الاستيطان والعقاب الجماعي.
وأضاف أن الخطوة ستؤدي إلى عزلة متزايدة لإسرائيل على المستوى الدولي، وقد تفتح الباب أمام مقاطعة منتجات المستوطنات ووقف مشاركة الاحتلال في فعاليات رياضية وثقافية عالمية، على غرار ما حصل مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وأكد كتاب أن الاعتراف ليس نهاية المطاف بل بداية مسار جديد نحو التحرير، مشيراً إلى أن الكرة الآن في ملعب الفلسطينيين والعرب لتعزيز الموقف السياسي ومتابعة الخطوة بجهود عملية لإنهاء الاحتلال.
وأشار داود كتاب إلى أن أهمية الخطوة تكمن في أنها صادرة عن دول كانت تاريخياً داعمة لإسرائيل، مثل بريطانيا التي منحت وعد بلفور، لكنها اليوم تعلن بوضوح أن هذه الأراضي فلسطينية محتلة وليست محل نزاع قانوني.
وبيّن أن الاعترافات الأوروبية جاءت استجابة لضغط شعبي واسع داخل الشارع الغربي، خاصة بعد الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في غزة والضفة، ما جعل الحكومات تخشى انعكاسات الموقف على الانتخابات المقبلة وعلى التزاماتها الدولية تجاه منع الإبادة الجماعية.
وحذّر كتاب من أن الاحتلال قد يلجأ إلى خطوات تصعيدية مثل الضم أو التهجير، لكنه شدد على أن اتساع دائرة الاعتراف بفلسطين يضعف أي مبررات إسرائيلية، ويمنح الفلسطينيين فرصة لتعزيز حضورهم الدولي والمطالبة بفرض عقوبات على الاحتلال.
وختم بالتأكيد على أن هذه الاعترافات تمثل بداية مسار سياسي جديد، وعلى الفلسطينيين والعرب استثماره لتثبيت الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران بما فيها القدس الشرقية.











































